النَّصُّ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى وَحَسْبُنَا اللَّهُ وَكَفَى
قَالَ اللَّهُ ﷾:
﴿الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبك ثَوابًا وَخير أملا﴾
سَبَبُ نُزُولِ الآيَةِ
ذَكَرَ أَهْلُ التَّفْسِيرِ أَنَّ هَذِه الْآيَة نزلت فِي عُيَيْنَة بن حصن
1 / 15
وَالأَقْرَعِ بْنِ حَابِسٍ وَأَشْبَاهِهِمَا مِنْ رُؤَسَاءِ الْعَرَبِ الَّذِينَ قَالُوا لِلنَّبِيِّ ﷺ
لَوْ أَبْعَدْتَ هَؤُلاءِ عَنْ نَفْسِكَ لَجَالَسْنَاكَ
يَعْنُونَ فُقَرَاء الْمُؤمنِينَ مثل عمار وَبِلالا وَصُهَيْبًا وَسَلْمَانَ الْفَارِسِيَّ وَأَمْثَالَهُمْ ﵃
وَقَالُوا إِنَّ رِيحَهُمْ يُؤْذِينَا
فَأَنْزَلَ اللَّهُ ﷿ فِي ذَلِكَ ﴿وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ﴾ الآيَةُ وَمَا بَعْدَهَا فِي ذِكْرِ عَاقِبَةِ الظَّالِمِينَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لِيُبَيِّنَ بِهِ مَآلَ هَؤُلاءِ الَّذِينَ تَكَبَّرُوا عَلَى الْفُقَرَاءِ وَحُسْنَ عَاقِبَةِ الْمُؤْمِنِينَ
ثُمَّ أَتْبَعَ ﷾ ذَلِكَ بِقِصَّةِ الرَّجُلَيْنِ وَالْجَنَّتَيْنِ اللَّتَيْنِ لأَحَدِهِمَا وَمَا أَصَابَهُمَا مِنْ إِذْهَابِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ لَهُمَا وَحُسْنِ عَاقِبَةِ الْمُؤْمِنِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِقَوْلِهِ تَعَالَى ﴿الْوَلايَةُ لِلَّهِ الْحَقِّ﴾
ثُمَّ أَتْبَعَ سُبْحَانَهُ ذَلِكَ بِذِكْرِ الْمَثَلِ لِلْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْحُصُولِ مِنْهَا عَلَى غَيْرِ طَائِلٍ ثُمَّ بَين أَن الَّذِي يَفْتَخِرُونَ بِهِ هَؤُلاءِ عَلَى الْفُقَرَاءِ إِنَّمَا هُوَ الْمَالُ وَالْبَنُونَ وَذَلِكَ مِنْ زِينَةِ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا الَّتِي لَا بَقَاءَ لَهَا
1 / 16
وَلَا دوَام وَأَن الَّذِي أعْطوا هَؤُلَاءِ الْمُؤمنِينَ مِنَ الأَعْمَالِ الْبَاقِيَاتِ الصَّالِحَاتِ هِيَ الَّتِي يَنْبَغِي أَنْ يُنَافَسَ عَلَيْهَا وَيُرْغَبَ فِيهَا لِبَقَائِهَا وَالنَّفْعِ بهَا
وَهَذَا اتساق فِي النّظم مُنَاسِب
لَكِنِ اتَّفَقَ الْعُلَمَاءُ عَلَى أَنَّ هَذِهِ السُّورَةَ مَكِّيَّة
وَإِنَّمَا كَانَ مَجِيء عُيَيْنَة بن حصن وَالأَقْرَعِ بْنِ حَابِسٍ وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبِهِمْ إِلَى النَّبِيِّ ﷺ وَخِطَابُهُمْ لَهُ بِالْمَدِينَةِ هَذَا مَا لَا رَيْبَ فِيهِ
فَالظَّاهِرُ وَاللَّهُ أَعْلَمُ أَنَّ هَذِهِ الآيَاتِ نَزَلَتْ فِي عُظَمَاءِ الْمُشْرِكِينَ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ الَّذِينَ عَابُوا النَّبِيَّ ﷺ مُلازَمَةَ الْفُقَرَاءِ الْمُؤْمِنِينَ لَهُ كَصُهَيْبٍ وَبِلالٍ ﵃ وَقَالُوا لَهُ اطْرُدْ هَؤُلاءِ عَنْكَ حَتَّى نَأْتِيَكَ
لَا فِي عُيَيْنَةَ وَالأَقْرَعِ
أَوْ تَكُونُ هَذِهِ الآيَاتُ مَدَنِيَةً
وَالأَوَّلُ أَقْرَبُ وَأَصَحُّ لاتِّفَاقِهِمْ عَلَى كَوْنِ السُّورَةِ مَكِّيَّةٍ
وَعَلَى كِلا التَّقْدِيرَيْنِ فَالْمُنَاسَبَةُ بَيْنَ هَذِهِ وَبَيْنَ مَا قَبْلَهَا ظَاهِرَةٌ
1 / 17
تَفْسِير آيَة ﴿المَال والبنون﴾
وَقَوْلُهُ ﷾ ﴿الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا﴾ لَفْظُهُ وَإِنْ كَانَ لَفْظُ الْخَبَرِ لَكِنَّ مَعَهُ قَرِينَةَ الضِّعَةِ لِلْمَالِ وَالْبَنِينَ وَتَحْقِيرُ أَمْرِ الدُّنْيَا فَيَدُلُّ بِفَحْوَاهُ عَلَى النَّهْيِ عَنِ اخْتِيَارِهَا وَإِيثَارِهَا وَالْمُفَاخَرَةِ بِهَا
وَزِينَةٌ مَصْدَرٌ وَقَدْ أَخْبَرَ بِهِ عَنْ أَشْخَاصٍ
فَإِمَّا أَنْ يَكُونَ عَلَى حَذْفِ مُضَافٍ تَقْدِيرُهُ مَقَرُّ زِينَةِ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا أَشْبَهَ ذَلِكَ
وَإِمَّا أَنْ يَكُونَ وَضَعَ الْمَالَ وَالْبَنِينَ بِمَنْزِلَةِ الْغِنَى وَالْكَثْرَةِ
ثُمَّ أَخْبَرَ ﷾ أَنَّ الْبَاقِيَاتِ الصَّالِحَاتِ خَيْرٌ عِنْدَهُ ثَوَابًا وَأَمَلا وَانْتِصَابُهُمَا عَلَى التَّمْيِيزِ أَيْ صَاحِبُهَا يَنْتَظِرُ الثَّوَابَ وَيَنْبَسِطُ أَمَلُهُ عَلَى حَالِ خَيْرٍ مِنْ حَالِ ذِي الْمَالِ وَالْبَنِينَ دُونَ عَمَلٍ صَالِحٍ
وَهَذَا عَلَى عَادَةِ تَخَاطُبِ الْعَرَبِ فَإِنَّهْمُ يَقُولُونَ فِي الشَّيْئَيْنِ هَذَا خَيْرٌ مِنْ هَذَا وَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِي الثَّانِي شَيْءٌ مِنَ الْخَيْرِيَّةِ كَمَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى أَيْضًا ﴿أَصْحَابُ الْجَنَّةِ يَوْمئِذٍ خير مُسْتَقرًّا﴾ وَمَعْلُومٌ أَنَّهُ لَا خَيْرَ فِي مُسْتَقَرِّ أَصْحَابِ النَّار
1 / 18
اخْتِلافُ الْمُفَسِّرِينَ فِي الْمُرَادِ بِالْبَاقِيَاتِ الصَّالِحَاتِ
وَقَدِ اخْتَلَفَ أَهْلُ التَّفْسِيرِ فِي الْمُرَادِ بِالْبَاقِيَاتِ الصَّالِحَاتِ هُنَا وَفِي سُورَةِ مَرْيَمَ أَيْضًا
(أ) فَقَالَتْ طَائِفَةٌ هِيَ الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ
رَوَاهُ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ
وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ هُرْمُزَ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَيْضًا
وَقَالَهُ عَمْرُو بْنُ شُرَحْبِيلَ وَإِبْرَاهِيمُ النَّخَعِيُّ وَأَبُو مَيْسَرَةَ وَكَذَلِكَ قَالَ مَسْرُوقٌ وَابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ
(ب) وَقَالَ جُمْهُورُ الْعُلَمَاءِ هِيَ قَول سُبْحَانَ الله وَالْحَمْد لله وَلَا إِلَه إِلا اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ
1 / 19
رَوَاهُ جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِي عَقِيلٍ زهْرَةَ بْنِ مَعْبَدٍ عَنِ الْحَارِثِ مَوْلَى عُثْمَانَ عَنْ عُثْمَانَ بن عَفَّان ﵁ اللَّهُ عَنْهُ
وَصَحَّ ذَلِكَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ﵄ مِنْ وُجُوهٍ عِدَّةٍ
رَوَاهُ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ أَيْضًا عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسْلِمِ بْنِ هُرْمُزَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ
وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ وَزَائِدَةُ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ عَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ
وَهَذَا أَصَحُّ مَا رُوِيَ عَنْهُ مِنَ الأَسَانِيدِ فِيهِ
وَرَوَى حَجَّاجٌ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ مُجَاهِدٍ أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ عَنْ نَافِعِ بْنِ سَرْجِسَ أَنَّهُ سَأَلَ ابْنَ عُمَرَ ﵄ عَنِ الْبَاقِيَاتِ الصَّالِحَاتِ فَقَالَ
لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَلا حَوْلَ
1 / 20
وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ وَقَالَ عَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ مِثْلَ ذَلِكَ
وَهَذَا هُوَ قَوْلُ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَسَالِمٍ وَمُجَاهِدٍ وَمُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ وَالْحَسَنِ وَقَتَادَةَ وَجُمْهُورِ أَهْلِ التَّفْسِيرِ (ج) وَقَالَ آخَرُونَ هِيَ الْكَلامُ الطَّيِّبُ
وَهُوَ رَاجِعٌ إِلَى الْقَوْلِ الَّذِي قَبْلَهُ لأَنَّ قَوْلَ سُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَلا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ مِنَ الْكَلامِ الطَّيِّبِ لَكِنَّهُ أَعَمُّ مِنْهُ مِنْ جِهَةِ عَدَمِ قَصْرِهِ عَلَى هَذِهِ الْكَلِمَاتِ بَلْ يَدْخُلُ فِيهِ تِلاوَةُ الْقُرْآنِ وَبَقِيَّةُ الأَذْكَارِ وَهَذَا الْقَوْلُ رُوِيَ أَيْضًا عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ
(د) وَقَالَتْ طَائِفَةٌ هِيَ الأَعْمَالُ الصَّالِحَةُ كُلُّهَا مِنَ الأَقْوَالِ وَالْأَفْعَال رَوَاهُ ابْن جريج عَن عَطاء الخرساني عَن ابْن عَبَّاس وَرَوَاهُ مُعَاوِيَة ابْن صَالِحٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى ﴿وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَات﴾
1 / 21
قَالَ هِيَ ذِكْرُ اللَّهِ قَوْلُ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ وَتَبَارَكَ اللَّهُ وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ وَالصِّيَامُ وَالصَّلاةُ وَالْحَجُّ وَالصَّدَقَةُ وَالْعِتْقُ وَالْجِهَادُ وَالصِّلَةُ وَجَمِيعُ أَعَمْالِ الْحَسَنَاتِ وَهُنَّ الْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ الَّتِي تَبْقَى لأَهْلِهَا فِي الْجَنَّةِ مَا دَامَت السَّمَاوَات وَالأَرْضُ
وَقَالَهُ ابْنُ زَيْدٍ أَيْضًا
وَهَذَا الْقَوْلُ رَجَّحَهُ ابْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ وَاخْتَارَهُ ابْنُ عَطِيَّةَ وَغَيره حملا للفظ على الْعُمُوم
وَوَجهه ظَاهر لأَنَّهُ مَتَى أَمْكَنَ حَمْلُ لَفْظِ الْقُرْآنِ عَلَى الْعُمُومِ كَانَ أَكْثَرَ فَائِدَةً فَكَانَ أَوْلَى
تَرْجِيحُ الْمُؤَلِّفِ الرَّأْيَ الثَّانِي
لَكِنَّ هَذَا إِذَا لَمْ يَرِدْ مَا يَمْنَعُ مِنْ ذَلِكَ
وَقَدْ وَرَدَ هُنَا تَفْسِيرٌ لِلنَّبِيِّ ﷺ ثَابِتٌ عَنْهُ يَدُلُّ عَلَى الْقَوْلِ الثَّانِي
أَخْبَرَنَاهُ أَبُو مُحَمَّدٍ عِيسَى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَقْدِسِيُّ بِقِرَاءَتِي قَالَ
1 / 22
أَنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْحَافِظُ أَنا الْقَاسِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الصَّفَّارُ أَنا جَدِّي عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مَنْصُورٍ أَنا أَحْمَدُ بْنُ خَلَفٍ الشِّيرَازِيُّ أَنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ هَانِئٍ ثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى ثَنَا أَبُو عُمَرَ حَفْصُ بْنُ عُمَرَ ثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُسْلِمٍ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَجْلانَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ﵁ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ
خُذُوا جُنَّتَكُمْ قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ مِنْ عَدُوٍّ حَضَرَ قَالَ لَا بَلْ جُنَّتُكُمْ مِنَ النَّارِ قَوْلُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَلا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ فَإِنَّهَا تَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ مُنْجِيَاتٍ وَمُقَدّمَاتٍ وَهُنَّ الْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ
وَأَخْبَرَنَاهُ أَعْلَى مِنْ هَذَا بِدَرَجَةٍ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الطَّبَرِيُّ أَنا عَلِيُّ بْنُ الجميزِيِّ أَنا أَبُو طَاهِرٍ السِّلَفِيُّ أَنا أَحْمَدُ بْنُ أشتعة ثَنَا أَبُو سَعِيدٍ النَّقَّاشُ أَنا أَبُو بَكْرٍ الْقطيعِي ثَنَا إِسْحَاق بن الْحسن الحري ثَنَا أَبُو عُمَرَ الضَّرِيرُ وَهُوَ حَفْصُ بْنُ عُمَرَ فَذَكَرَهُ
كَذَا أَخْرَجَهُ الْحَاكِمُ فِي الْمُسْتَدْرَكِ وَقَالَ فِيهِ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ
قُلْتُ وَفِيمَا قَالَهُ نَظَرٌ لأَنَّ مُسْلِمًا لَمْ يُخَرِّجْ لابْنِ عَجْلانَ شَيْئًا فِي الأُصُولِ إِنَّمَا أَخْرَجَ لَهُ فِي الشَّوَاهِدِ ثَلاثَةَ عَشَرَ حَدِيثًا وَقَدْ بَيَّنَهُمَا
1 / 23
الْحَاكِمُ فِي الْمَدْخَلِ إِلَى الصَّحِيحِ لَهُ وَقَدْ تَكَلَّمَ فِي حِفْظِهِ وَلَكِنَّ حَدِيثَهُ لَا يَنْزِلُ عَنْ دَرَجَةِ الْحُسْنِ
وَالْحَدِيثُ أَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ أَيْضًا فِي الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ يَعْقُوبَ عَنْ حَفْصِ بْنِ عُمَرَ الْحَوْضِيِّ بِهِ
وَرَوَاهُ أَبُو نَصْرٍ التَّمَّارُ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلانَ عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
وَذَلِكَ لَا يَضُرُّ لأَنَّ أَبَا سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيَّ ثِقَةٌ مِنْ رِجَالِ الصَّحِيحَيْنِ فَلا يَزِيدُ الْحَدِيثَ إِلا قُوَّةً
ثُمَّ إِنَّ الْحَدِيثَ لَهُ شَاهِدٌ رَوَاهُ ابْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ فِي تَفْسِيرِهِ قَالَ حَدَّثَنِي يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى أَنا ابْنُ وَهْبٍ أَنا عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ أَنَّ دَرَّاجًا أَبَا السَّمْحِ حَدَّثَهُ عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ﵁ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ
1 / 24
اسْتَكْثِرُوا مِنَ الْبَاقِيَاتِ الصَّالِحَاتِ قِيلَ وَمَا هُنَّ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ الْمِلَّةُ قِيلَ وَمَا هِيَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ التَّكْبِيرُ وَالتَّهْلِيلُ وَالتَّسْبِيحُ وَالْحَمْدُ وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ
أَخْبَرَتْنَاهُ عَائِشَةُ بِنْتُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُسْلِمِ وَغَيْرُهَا قَالَتْ أَنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الْفَهْمِ أَنا يَحْيَى بْنُ أَسْعَدَ بْنِ بُوشَ أَنا عَبْدُ الْقَادِرِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ أَنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَلِيٍّ الأَزْجِيُّ أَنا الْحَسَنُ بْنُ جَعْفَرٍ الْحِرَفِيُّ ثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّد الفيرابي ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى ثَنَا ابْنُ وَهْبٍ فَذِكْرُهُ كَمَا تَقَدَّمَ سَوَاءٌ
وَأَخْبَرَنَاهُ أَيْضًا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْهَيْجَاءِ وَغَيْرُهُ قَالُوا أَنا يُوسُفُ بْنُ قزعلِيٍّ سِبْطُ ابْنُ الْجَوْزِيِّ الْوَاعِظِ أَنا جَدِّي الْعَلامَةُ أَبُو الْفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلِيٍّ أَنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ الدِّينَوَرِيُّ أَنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَوْهَرِيُّ ثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ كَيْسَانَ النَّحْوِيُّ أَنا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ الْقَاضِي ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ فَذَكَرَهُ وَقَالَ فِيهِ الْمَسْأَلَةُ بَدَلَ الْمِلَّةُ
وَأَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ أَيْضًا فِي الْيَوْم وَاللَّيْلَة عَن أبي الطَّاهِر ابْن السَّرْحِ عَنِ ابْنِ وَهْبٍ
1 / 25
وَدَرَّاجٌ هَذَا احْتَجَّ بِهِ أَصْحَابُ السُّنَنِ وَوَثَّقَهُ بَعْضُهُمْ وَقَالَ فِيهِ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ أَحَادِيثُهُ مَنَاكِيرُ
قُلْتُ لَكِنْ يَصْلُحُ حَدِيثُهُ لِلْمُتَابَعَاتِ وَالشَّوَاهِدِ وَيَقْوَى بِهِ حَدِيثُ ابْنِ عَجْلانَ الْمُتَقَدِّمُ وَلَعَلَّهُ يَنْتَهِي إِلَى دَرَجَةِ الصِّحَّةِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ
وَإِذَا ثَبَتَ هَذَا الْحَدِيثُ فَهُوَ أَوْلَى مَا رَجَعَ إِلَيْهِ تَفْسِيرُ الْبَاقِيَاتِ الصَّالِحَاتِ مَعَ مَا ثَبَتَ فِيهِ عَنْ عُثْمَانَ وَابْنِ عَبَّاسٍ وَغَيْرِهِمَا مِنَ الصَّحَابَةِ ﵃
وَقَدْ أَجَابَ ابْنُ جَرِيرٍ عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ بِأَنَّ النَّبِيَّ ﷺ لَمْ يَقُلْ هُنَّ جَمِيعُ الْبَاقِيَاتِ الصَّالِحَاتِ وَلا كُلّ الْبَاقِيَاتِ الصَّالِحَاتِ
قَالَ وَذَلِكَ جَائِزٌ أَنْ تَكُونَ هَذِهِ بَاقِيَاتٍ صَالِحَاتٍ وَغَيْرُهَا مِنْ أَعْمَالِ الْخَيْرِ بَاقِيَاتٌ صَالِحَاتٌ
وَهَذَا الْجَوَابُ يُعَارِضُهُ مَفْهُومُ الْحَصْرِ بَيْنَ الْمُبْتَدَأِ وَالْخَبَرِ مَعَ مَا تَقْتَضِيهِ الأَلِفُ وَاللامُ وَالدَّلالَةُ عَلَى الْعَهْدِ فِي قَوْلِهِ ﷺ هُنَّ الْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ
1 / 26
لَكِنَّ الْمَفْهُومَ مِنْ حَصْرِ الْخَبَرِ فِي الْمُبْتَدَأِ أَقْوَى مِنْهُ كَمَا لَوْ قَالَ ﷺ الْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ هُنَّ
وَمَعَ ذَلِكَ فَمَفْهُومُ حَصْرِ الْمُبْتَدَأِ فِي الْخَبَرِ قَوِيٌّ هُنَا مِنْ جِهَةِ التَّعْرِيفِ الْمَذْكُورِ وَلا يَخْرُجُ عَنْهُ إِلا بِدَلِيلٍ يُعَارِضُهُ وَلَمْ يُوجَدْ
وَأَمَّا مَا أَشَارَ إِلَيْهِ ابْنُ عَطِيَّةَ مِنَ التَّرْجِيحِ بِرُوَاتِهِ كُلُّ هَذِهِ الأَقْوَالِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فَإِنَّهُ يَدُلُّ عَلَى فَهْمِهِ الْعُمُومَ فِي حَمْلِ الْبَاقِيَاتِ الصَّالِحَاتِ
فَجَوَابُهُ أَنَّ أَصَحَّ الطُّرُقِ فِيهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ كَمَا تَقَدَّمَ رِوَايَةُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ عَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فَهَذِهِ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ
وَأَمَّا رِوَايَةُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسْلِمِ بْنِ هُرْمُزَ فَقَدْ ضَعَّفَهُ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ
وَرِوَايَةُ عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ كَذَلِكَ أَيْضًا لأَنَّهُ مُتَكَلَّمٌ فِيهِ قَالَ فِيهِ ابْنُ حِبَّانَ رَدِيءُ الْحِفْظِ يُخْطِئُ
وَأَمَّا طَرِيقُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ فَإِنَّهَا مُرْسَلَةٌ لأَنَّهُ لَمْ يَلْقَ ابْنَ عَبَّاسٍ بَلْ أَرْسَلَ عَنْهُ التَّفْسِيرَ فَقِيلَ سَمِعَهُ مِنْ مُجَاهِدٍ عَنْهُ
1 / 27
وَقِيلَ مِنْ غَيْرِهِ عَلَى أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَلْحَةَ قَالَ فِيهِ أَحْمَدُ لَهُ أَشْيَاءُ مُنْكَرَاتٌ
فَتَبَيَّنَ أَنَّ أَصَحَّ الطُّرُقِ فِيهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ هُوَ الْمُوَافِقُ لِلْحَدِيثِ
وَيَتَرَجَّحُ ذَلِكَ أَيْضًا بِقَوْلِ عُثْمَانَ وَابْنِ عُمَرَ ﵃ وَجُمْهُورِ الْمُفَسِّرِينَ وَاللَّهُ أَعْلَمُ
ذِكْرُ الأَحَادِيثِ فِي فَضْلِ التَّسْبِيحِ وَالتَّحْمِيدِ وَالتَّهْلِيلِ وَالتَّكْبِيرِ
وَقَدْ وَرَدَ فِي فَضْلِ هَذِهِ الْكَلِمَاتِ أَيْضًا أَحَادِيثُ كَثِيرَةٌ مِنْهَا مَا أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَن الْمَقْدِسِي وَأَبُو بكر بن أَحْمد ابْن عَبْدِ الدَّائِمِ قَالا أَنا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الإِرْبِلِيُّ أَنا يَحْيَى بْنُ ثَابِتٍ الْبَقَّالُ أَنا طِرَادُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزَّيْنَبِيُّ أَنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بِشْرَانَ أَنا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ الْبَحِيرِيِّ ثَنَا أَحْمَدُ يَعْنِي ابْنَ الْوَلِيدِ الْفَحَّامَ
(ح) وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الْقَاسِمِ الأَيْمِيُّ أَنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْحَافِظُ أَنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ نصر أَنا الْحسن بن أَحْمد الْمُقْرِئ حظورا أَنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ ثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الطَّبَرَانِيُّ ثَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ الرَّقِّيُّ قَالا ثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ الْمُقْعِدُ:
(ح) قَالَ الطَّبَرَانِيُّ وَثنا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْحَاقَ ثَنَا يَحْيَى الْحِمَّانِيُّ قَالا حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ جُحَادَةَ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ عُمَارَةَ بْنِ عُمَيْرٍ عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ عُمَيْلَةَ عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ ﵁ قَالَ:
1 / 28
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ أَحَبُّ الْكَلامِ إِلَى اللَّهِ أَرْبَعٌ سُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَلا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ لَا يَضُرُّكَ بِأَيِّهِنَّ بَدَأْتَ
لَفْظُهُمَا وَاحِدٌ
أَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ فِي الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عِيسَى عَنْ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ عَبْدِ الْوَارِثِ عَنْ أَبِيهِ بِهِ
وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ وَمُعْتَمِرِ بْنِ سُلَيْمَانَ كِلاهُمَا عَنِ الرُّكَيْنِ بْنِ الرَّبِيعِ بْنِ عُمَيْلَةَ عَنْ أَبِيهِ بِهِ
وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ أَيْضًا عَنْ بُنْدَارٍ وَأَبِي مُوسَى عَنْ غُنْدَرٍ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ هِلالِ بْنِ يَسَافٍ عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ عُمَيْلَةَ بِهِ
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ النَّسَائِيُّ أَيْضًا مِنْ هَذَا / الْوَجْهِ
1 / 29
وَقَدْ رَوَاهُ سَلَمَةُ بْنُ كُهَيْلٍ عَنْ هِلالِ بْنِ يَسَافٍ عَنْ سَمُرَةَ مِنْ غَيْرِ ذِكْرِ الرَّبِيعِ بْنِ عُمَيْلَةَ بَيْنَهُمَا
وَقَدْ وَقَعَ لَنَا مِنْ طَرِيقِهِ عَالِيًا أَخْبَرَنَاهُ الزَّاهِدُ أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الطَّبَرِيُّ الإِمَامُ أَنا عَلِيُّ بْنُ هِبَةِ اللَّهِ اللَّخَمِيُّ أَنا يَحْيَى بْنُ يُوسُفَ السّقلاطُونِيُّ أَنا ثَابِتُ بْنُ بُنْدَارٍ الْبَقَّالُ أَنا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ شَاذَانَ ثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الدَّقَّاقُ ثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدٍ ثَنَا بِشْرُ بْنُ عُمَرَ وَعَبْدُ الصَّمَدِ فِي آخَرِينَ قَالُوا ثَنَا شُعْبَةُ
(ح) وَأَخْبَرَنَا شَيْخُنَا أَبُو الْفَضْلِ سُلَيْمَانُ بْنُ حَمْزَةَ الْحَاكِمُ بِقِرَاءَتِي عَنْ مَحْمُودِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَنْدَهْ أَنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الفسيح أَنا عبد عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ ثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَاصِمٍ أَنا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ ثَنَا أُسَيْدُ بْنُ عَاصِمٍ ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ حَفْصٍ ثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ كِلاهُمَا عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ عَنْ هِلالِ بْنِ يَسَافٍ عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ ﵁ قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ أَرْبَعٌ مِنْ أَطْيَبِ الْكَلامِ إِلا الْقُرْآنَ وَهُنَّ مِنَ الْقُرْآنِ لَا يَضُرُّكَ بِأَيِّهِنَّ بَدَأْتَ سُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَلا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ
1 / 30
هَذَا لَفْظُ شُعْبَةَ وَقَالَ سُفْيَانُ أَفْضَلُ الْكَلامِ أَرْبَعٌ لَا يَضُرُّكَ بِأَيِّهِنَّ بَدَأْتَ فَذَكَرَهَا
رَوَاهُ النَّسَائِيُّ فِي الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ عَنْ بُنْدَارٍ عَنْ غُنْدَرٍ عَنْ شُعْبَةَ بِهِ
وَأَخْرَجَهُ ابْنُ مَاجَهْ عَنْ حَفْصِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ بِهِ
وَالظَّاهِرُ وَاللَّهُ أَعْلَمُ أَنَّ رِوَايَةَ مُسْلِمٍ بِزِيَادَةِ الرَّبِيعِ بْنِ عُمَيْلَةَ بَيْنَهُمَا أَصَحُّ وَقَدْ رَوَاهُ غَيْرُ سَمُرَةَ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ
أَخْبَرَنَاهُ سُلَيْمَانُ بْنُ حَمْزَةَ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْبَالِسِيِّ وَالْقَاسِمُ بْنُ مُظَفَّرِ بْنِ عَسَاكِرَ قَالُوا أَخْبَرَتْنَا كريمَةُ بِنْتُ عَبْدِ الْوَهَّابِ الأَوَّلُ سَمَاعًا وَالآخَرَانِ حُضُورًا قَالَتْ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ غبرَةَ الْكُوفِيُّ أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ أَحْمَدَ بْنِ عَلانَ أَخْبَرَهُمْ ثَنَا الْقَاضِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْجُعْفِيُّ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَر الأسجعي ثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُنْذِرِ الطَّرِيفِيُّ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلِ بْنِ غَزْوَانَ ثَنَا الأَعْمَشُ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ
1 / 31
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ إِنَّ أَحَبَّ الْكَلامِ إِلَى اللَّهِ أَرْبَعٌ لَا يَضُرُّكَ بِأَيِّهِنَّ بَدَأْتَ سُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَلا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ
أَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْمُنْذِرِ هَذَا فَوَقَعَ مُوَافَقَةً لَهُ عَالِيَةً
وَأَخْبَرَنَاهُ مُتَّصِلا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ الْقُرَشِيُّ أَنا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ ظَاهِرٍ الأَزْدِيُّ أَنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَافِظُ السِّلَفِيُّ أَنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ السَّلامِ الأَنْصَارِيُّ أَنا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شَاذَانَ أَنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَاتِي ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْعَبْسِيُّ ثَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ أَفْضَلُ الْكَلامِ سُبْحَانَ اللَّهِ وَلا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ قَالَ وَقَالَ أَبُو صَالِحٍ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِ النَّبِيِّ ﷺ
إِذَا قَالَ الْعَبْدُ سُبْحَانَ اللَّهِ قَالَتِ الْمَلائِكَةُ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَإِذا قَالَ لاإله إِلا اللَّهُ قَالَتِ الْمَلائِكَةُ اللَّهُ أَكْبَرُ وَإِذَا قَالَ سُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَلا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ قَالَتِ الْمَلائِكَةُ يَرْحَمُكَ اللَّهُ
وَرَوَاهُ أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ عَنِ الأَعْمَشِ فَسَمَّى الصَّحَابِيَّ لَكِنَّهُ غَيَّرَ الْمَتْنَ
1 / 32
أَخْبَرَنَاهُ سُلَيْمَانُ بْنُ حَمْزَةَ وَعِيسَى بْنُ مَعَالِي وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَحْمَدَ وَيَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ الْمَقْدِسِيُّونَ قَالُوا أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَليّ الْمقري أَنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ السِّلَفِيُّ أَنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ السِّمَنَانِيُّ أَنا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ شَاذَانَ أَنا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ الآدَمِيُّ ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ الْعُطَارِدِيُّ ثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ﵁ قَالَ
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ لأَنْ أَقُولَ سُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَلا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ
رَوَاهُ مُسْلِمٌ وَالتِّرْمِذِيُّ عَنْ أَبِي كُرَيْبٍ وَمُسْلِمٌ أَيْضًا عَنْ أبي بكر بن أبي شيبَة وَالنَّسَائِيّ عَن أَحْمَدَ بْنِ حَرْبٍ ثَلاثَتُهُمْ عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ بِهِ
فَوَقَعَ لَنَا بَدَلا عَالِيًا
أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الشِّيرَازِيِّ بِقِرَاءَتِي عَنِ الزَّاهِدِ أَبِي حَفْصٍ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدٍ السَّهْرَوَرْدِيِّ أَنا هِبَةُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ الشِّبْلِيُّ أَنا طِرَادُ بْنُ مُحَمَّدٍ النَّقِيبُ أَنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بِشْرَانَ أَنا الْحُسَيْنُ بْنُ صَفْوَانَ ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقُرَشِيُّ حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الصَّبَّاحِ ثَنَا أَبُو عَامِرٍ ثَنَا إِسْرَائِيلُ
1 / 33
(ح) وَأَخْبَرَنَا أَبُو الرَّبِيعِ بْنُ قُدَامَةَ الْحَاكِمُ بِقِرَاءَتِي عَنْ عُمَرَ بْنِ كَرَمٍ الزَّاهِدِ الدِّينَوَرِيِّ قَالَ أَنا عَبْدُ الأَوَّلِ بْنُ عِيسَى أَنا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ أَحْمَدَ الثَّقَفِيُّ أَنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بَاكُوَيْهِ ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي ثَنَا عَبْدُ الرازق أَنا إِسْرَائِيلُ عَنْ أَبِي سِنَانٍ عَنْ أَبِي صَالِحٍ الْحَنَفِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ﵁ وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَيْضًا ﵁ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ أَنَّهُ قَالَ
إِنَّ اللَّهَ ﵎ اصْطَفَى مِنَ الْكَلامِ أَرْبَعًا سُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَلا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ
فَمَنْ قَالَ سُبْحَانَ اللَّهِ كُتِبَتْ لَهُ عِشْرُونَ حَسَنَةً وَحُطَّتْ عَنْهُ عِشْرُونَ سَيِّئَةً وَمَنْ قَالَ الله أكبر فَمثل ذَلِك
وَمن قَالَ لَا إِلَه إِلَّا الله فَمِثْلُ ذَلِكَ
وَمَنْ قَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبُّ الْعَالَمِينَ مِنْ قِبَلِ نَفْسِهِ كُتِبَ لَهُ بِهَا ثَلاثُونَ حَسَنَةً وَحُطَّ عَنْهُ ثَلاثُونَ سَيِّئَةً أَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ فِي الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ عَنْ عَمْرِو بْنِ عَلِيٍّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ عَنْ إِسْرَائِيلَ بِهِ
وَأَبُو سِنَانٍ اسْمُهُ ضِرَارُ بْنُ مرّة
1 / 34