الْجُزْءُ الأَوَّلُ مِنَ انْتِخَابِ الشَّيْخِ الْإِمَامِ الْحَافِظِ أَبِي طَاهِرٍ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ السِّلَفِيِّ الأَصْبَهَانِيِّ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ.
مِنْ أُصُولِ كُتُبِ الشَّيْخِ أَبِي مُحَمَّدٍ جَعْفَرِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ السَّرَّاجِ اللُّغَوِيِّ وَمُصَنَّفَاتِهِ، رَحْمَةُ اللَّهِ تَعَالَى عَلَيْهِ.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
1 / 1
١ - أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ أَبُو مُحَمَّدٍ جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ السَّرَّاجِ، بِبَغْدَادَ، مِنْ أُصُولِ كُتُبِهِ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْخَلالُ الْحَافِظُ، حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ يَحْيَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ يَحْيَى الْعُمَرِيُّ، حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَلَفٍ الْمُقْرِئُ، حَدَّثَنَا مُسْهِرُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ سَلْعٍ الْهَمْدَانِيُّ، قَالَ أَبِي: قُلْتُ لِعَبْدِ خَيْرِ بْنِ يَزِيدَ: يَا أَبَا عُمَارَةَ، إِنَّكَ قَدْ كَبُرْتَ، فَكَمْ أَتَى عَلَيْكَ؟ قَالَ: عِشْرُونَ وَمِائَةُ سَنَةٍ.
قُلْتُ: فَهَلْ تَذْكُرُ مِنْ زَمَنِ الْجَاهِلِيَّةِ شَيْئًا؟ قَالَ: نَعَمْ، أَذْكُرُ أَنَّ أُمِّي طَبَخَتْ لَنَا قِدْرًا، فَقُلْتُ: أَطْعِمِينَا، فَقَالَتْ: حَتَّى يَجِئَ أَبُوكَ.
فَجَاءَ أَبِي، فَقَالَ: «إِنَّ كِتَابَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ قَدْ جَاءَنَا، فَنَهَانَا عَنْ لُحُومِ الْمَيْتَةِ» .
قَالَ: فَأَذْكُرُ أَنَّهَا كَانَتْ لَحْمَ مَيْتَةٍ، فَكَفَأْنَاهَا
قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ النَّجَّارُ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي سَهْلٍ الْحُلْوَانِيُّ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ سَلامٍ، حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ عَدِيٍّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرِ بْنَ عَيَّاشٍ، يَقُولُ: قُتِلَ ذُو الْيَدَيْنِ يَوْمَ بدْرٍ.
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ يَحْيَى الْعُمَرِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الأَيْلِيُّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ خَالِدِ بْنِ حَيَّانَ الرَّقِّيُّ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ نُوحٍ، حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: قُلْتُ لِشُعْبَةَ: رَوَيْتَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ خَمِيسٍ، وَإِنَّمَا كَانَ شُرَطِيًّا لِهِشَامٍ، قَالَ: وَيْحَكَ كَانَ صَدُوقًا.
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ يَحْيَى الْعُمَرِيُّ، حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ يَزِيدَ الْبَحْرَانِيُّ، قَالَ: سَمْعِتُ ابْنَ عُيَيْنَةَ، وَذَكَرَ شُعْبَةُ، قَالَ: كَانَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الْحَدِيثِ.
حَدَّثَنَا أَبُو عُمَرَ بْنُ حَيُّوَيْهِ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ بْنِ حُمَيْدٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رِزْمَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ الْفَضْلَ بْنَ مُوسَى، يَقُولُ: اسْمُ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ كُنْيَتُهُ.
حَدَّثَنَا أَبُو عُمَرَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ، حَدَّثَنَا أَبُو طَالِبٍ الْهَرَوِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ الْهَيْثَمَ بْنَ عَدِيٍّ، يَقُولُ: اسْمُ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ مُطَرِّفُ بْنُ عَيَّاشٍ النَّهْشَلِيُّ.
حَدَّثَنَا أَبُو عُمَرَ بْنُ حَيُّوَيْهِ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ الْبَيِّعُ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي رِزْمَةَ، أَخْبَرَنَا أَبِي، أَخْبَرَنَا الْمُبَارَكُ بْنُ مُجَاهِدٍ، قَالَ: كَانَتِ امْرَأَةُ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلانَ تَحْمِلُ وَتَضَعُ فِي أَرْبَعِ سِنِينَ، قَالَ: وَكَانَتْ تُسَمَّى حَامِلَةَ الْفِيلِ.
وَحَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ عَلِيٍّ اللِّحْيَانِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ الْفَامِيُّ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ هَانِئٍ، قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ عَنِ الْحَدِيثِ الَّذِي جَاءَ «إِذَا بَلَغَكَ عَنْ أَخِيكَ شَيْءٍ فَاحْمِلْهُ عَلَى أَحْسَنِهِ حَتَّى لا تَجِدَ مَحْمَلا» .
فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: نَقُولُ بِعُذْرِهِ، نَقُولُ: لَعَلَّهُ كَذَا، لَعَلَّهُ كَذَا.
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْمُقْرِئُ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا حَنْبَلٌ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْخٍ، حَدَّثَنَا صِلَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: قُلْنَا لِشُعْبَةَ: كَيْفَ رَوَيْتَ عَنْ جَابِرٍ وَأَنْتَ تنْتَقِدُ الرِّجَالَ؟ قَالَ: إِنَّ جَابِرًا كَانَ جَيِّدَ الْحَدِيثِ.
يَعْنِي الْجُعْفِيَّ.
حَدَّثَنَا أَبُو عُمَرَ بْنُ حَيُّوَيْهِ، حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدِ بْنُ الأَعْرَابِيِّ، بِمَكَّةَ بِبَابِ الصَّفَا، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا إِسْمَاعِيل التِّرْمِذِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ نُعَيْمَ بْنَ حَمَّادٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مَهْدِيٍّ، يَقُولُ: سَأَلْتُ، أَوْ سُئِلَ شُعْبَةُ عَمَّنْ يَتْرُكُ حَدِيثَهُ؟ قَالَ: إِذَا رَوَى عَنِ الْمَعْرُوفِينَ مَا لا يَعْرِفُهُ الْمَعْرُوفُونَ فَأَكْثَرَ طَرَحَ حَدِيثَهُ، وَإِذَا اتُّهِمَ بِالْكَذِبِ طَرَحَ حَدِيثَهُ، وَمَنْ رَوَى حَدِيثًا غَلَطًا مُجْتَمَعًا عَلَيْهِ فَتَمَادَى فِي رِوَايَتِهِ طَرَحَ حَدِيثَهُ، وَمَنْ أَكْثَرَ الْغَلَطَ طَرَحَ حَدِيثَهُ، وَمَا كَانَ غَيْرَ هَؤُلاءِ فَارْوُوا عَنْهُ.
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ يَحْيَى الْقَصْرِيُّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْجَرَّاحِ، قَالَ: قَالَ إِسْحَاقُ بْنُ سَيَّارٍ سَمِعْتُ أَبَا نُعَيْمٍ، يَقُولُ: يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ يَنْتَقِدُ الرِّجَالَ، وَهُوَ يَرْوِي عَنْ بَجَالَةَ.
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ يَحْيَى الْقَصْرِيُّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْجَرَّاحِ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سَيَّارٍ، حَدَّثَنِي بَعْضُ أَصْحَابِنَا، أَنَّ الْمُعْيَطِيَّ، أَوْ غَيْرَهُ، قَالَ لِيَزِيدَ بْنِ هَارُونَ: لِمَ لَمْ تَكْتُبْ عَنْ مُجَاهِدٍ؟ قَالَ: أَتَيْتُهُ لأَكْتُبَ، فَقَالَ: أَيْشٍ يَنْفَعُكَ تَكْتُبُ عَنِّي وَأَنَا كَذَّابٌ، وَالشَّعْبِيُّ أَكْذَبُ مِنِّي.
1 / 2
٢ - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ الصَّفَّارُ، حَدَّثَنَا مُكْرَمُ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ شَبِيبَةَ، حَدَّثَنَا عُقْبَةُ بْنُ مُكْرَمٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ تَمَّارٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمَا، قَالَ: «لا يَكُونُ الْعَالِمُ عَالِمًا حَتَّى لا يَبْتَغِيَ بِعِلْمِهِ ثَمَنًا»
حَدَّثَنَا أَبُو عُمَرَ بْنُ حَيُّوَيْهِ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي دَاوُدَ، قَالَ: قُرِئَ عَلَى الْحَارِثِ بْنِ مِسْكِينٍ، وَأَنَا أَسْمَعُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، أَوْ عَنِ ابْنِ وَهْبٍ، قَالَ: قِيلَ لِمَالِكِ بْنِ أَنَسٍ: لِمَ لَمْ تَسْمَعْ مِنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ؟ قَالَ: قَدْ أَتَيْتُهُ فَوَجَدْتُ النَّاسَ يَأْخُذُونَ عَنْهُ قِيَامًا، فَأَجْلَلْتُ حَدِيثَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ أَنْ آخُذَهُ وَأَنَا قَائِمٌ.
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ يَحْيَى الْقَصْرِيُّ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ الْمُهْتَدِي، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ رِشْدِينَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ صَالِحٍ الْمِصْرِيَّ، يَقُولُ: مَا رَأَيْتُ بِالْعِرَاقِ مِثْلَ هَذَيْنِ الرَّجُلَيْنِ: أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ بِبَغْدَادَ، وَمُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ بِالْكُوفَةِ، جَامِعَيْنِ لَمْ أَرَ مِثْلَهُمَا بِالْعِرَاقِ.
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ النَّجَّارُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْهَيْثَمِ الطِّينِيُّ، قَالَ: سَمْعِتُ عُثْمَانَ بْنَ سَعِيدِ بْنِ سَيَّارٍ الْوَاسِطِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ عَوْنٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ حَمَّادَ بْنَ زَيْدٍ، يَقُولُ: مَا رَأَيْتُ فِي الْمُحَدِّثِينَ أَجَلَّ مِنْ هُشَيْمٍ.
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَمْرِو بْنِ سَهْلٍ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَلِيٍّ الْعَسْكَرِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَطِيَّةَ بْنَ بَقِيَّةَ، يَقُولُ: أَنَا عَطِيَّةُ بْنُ بَقِيَّةْ وَأَحَادِيثِي نَقِيَّةْ فَإِذَا مَاتَ عَطِيَّةْ ذَهَبَ حَدِيثُ بَقِيَّةْ.
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَلِيٍّ الْقَصْرِيُّ، حَدَّثَنَا ابْنُ صَاعِدٍ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ شُعَيْبٍ أَبُو مُحَمَّدٍ الْكَيْسَانِيُّ، بِمِصْرَ، حَدَّثَنَا أَبُو الْهَيْثَمِ خَالِدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْخُرَاسَانِيُّ، حَدَّثَنَا ابْنُ صَاعِدٍ، سُئِلَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ عَنْهُ؟ فَقَالَ: ثِقَةٌ.
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ الصَّفَّارُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ: أَبُو سَلَمَةَ سَعِيدُ بْنُ يَزِيدَ هُوَ مَنْ أَوْثَقِ النَّاسِ.
حَدَّثَنَا أَبُو عُمَرَ بْنُ حَيُّوَيْهِ، قَالَ: سَمِعْتُ حَسَنَوَيْهِ الْبَقَّالَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا نُعَيْمٍ، يَقُولُ: الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى أَثْبَتُ مِنَ ابْنِ الْمُبَارَكِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا نُعَيْمٍ، يَقُولُ: الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى.
حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ حَيْدَرَةَ الْقَاضِي، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ الضَّحَّاكِ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ الْخَوَّاصُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ، يَقُولُ: كَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ حُلْوَ الْحَدِيثِ.
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَسْرُوقٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ، حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيُّ، قَالَ: قُلْتُ لأَبِي: يَا أَبَةِ، مَنْ فَقِيهُ الْعَرَبِ؟ قَالَ: سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ.
فَلَمَّا مَاتَ سُفْيَانُ، قُلْتُ: يَا أَبَةِ، مَنْ فَقِيهُ الْعَرَبِ؟ قَالَ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ.
حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُثْمَانَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْمَوْصِلِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَحْمُودٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ السُّكَّرِيُّ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ الْقَاسَانِيُّ، قَالَ: سَأَلْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْمُبَارَكِ عَنْ قَوْلِهِ ﷿: " ﴿فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلا صَالِحًا﴾ [الكهف: ١١٠]، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ: مَنْ أَرَادَ النَّظَرَ إِلَى وَجْهِ خَالِقِهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلا صَالِحًا وَلا يُخْبِرُ بِهِ أَحَدًا " حَدَّثَنَا أَبُو عُمَرَ بْنُ حَدَّثَنَا أَبُو ذَرِّ بْنُ الْبَاغَنْدِيِّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْفَتْحِ المَرْوَزِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ بِشْرَ بْنَ الْحَارِثِ، يَقُولُ: إِنْ أَرَدْتَ أَنْ تُلَقِّنَ الْعِلْمَ فَلا تَقُصَّ.
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ يَحْيَى الْقَصْرِيُّ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَرَفَةَ النَّحْوِيُّ، قَالَ: أَنْشَدَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى لا تُتْعِبُوا فِي الرِّزْقِ أَبْدَانَكُمْ فَإِنَّمَا الرِّزْقُ بِمقْدَارٍ قَدْ جَفَّتِ الأَقَْلامُ فِيهِ بِمَا يَكُونُ مِنْ يُسْرٍ وَإِعْسَارٍ.
حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ شَاهِينَ الْوَاعِظُ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ زِيَادٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ، وَسُئِلَ عَنِ الْحَدِيثِ الَّذِي رَوَى أَنَّ السُّنَّةَ قَاضِيَةٌ عَلَى الْكِتَابِ؟ فَقَالَ أَحْمَدُ: مَا أَجْسَرُ عَلَى هَذَا أَنْ أَقُولَهُ، وَلَكِنَّ السُّنَّةَ تفسر الكتاب، وتعرف الكتاب، وتبينه.
1 / 3
٣ - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ السَّرَّاجِيُّ، قَدِمَ عَلَيْنَا، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ بْنَ خَالِدٍ الْحَزَوَّرِيَّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدَ بْنَ يَزِيدَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ الْمُقْرِئَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ يَزِيدَ، يَقُولُ فِي قَوْلِ النَّبِيِّ ﷺ: «مَا مِنْ أَحَدٍ يُسَلِّمُ عَلَيَّ إِلا رَدَّ اللَّهُ عَلَيَّ رُوحِي حَتَّى أَرُدَّ ﵇» .
فَقَالَ: هَذَا فِي الزِّيَارَةِ، إِذَا زَارَنِي فَسَلَّمَ عَلَيَّ رَدَّ اللَّهُ عَلَيَّ رُوحِي حَتَّى أَرُدَّ عَلَيْهِ
حَدَّثَنَا أَبُو الْخَطَّابِ الْحُسَيْنُ بْنُ حَيْدَرَةَ الْقَاضِي، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ الأَزْرَقُ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ، حَدَّثَنِي النَّضْرُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ مِسْعَرٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: قِيلَ: مَنْ أَفْقَهُ أَهْلِ الْمَدِينَةِ؟ قَالَ: أَتْقَاهُمْ.
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عِيسَى الْوَرَّاقُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا بِشْر بْنُ عُمَرَ، قَالَ: سَأَلْتُ مَالِكًا، عَنْ رَجُلٍ لَمْ يُسَمِّهِ، فَقُلْتُ لَهُ: ثِقَةٌ؟ قَالَ: تَجِدُهُ فِي كُتُبِي؟ قُلْتُ: لا.
قَالَ: لَيْسَ بِثِقَةٍ.
حَدَّثَنَا أَبُو عُمَرَ بْنُ حَيُّوَيْهِ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي دَاوُدَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ خَشْرَمٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ وَكِيعًا، يَقُولُ: قَالَ الْأَعْمَشُ: لا تُطِيقُونَ بِأَحَدٍ يَعْنِي أَصْحَابَ الْحَدِيثِ إِلا حَمَلْتُمُوهُ عَلَى الْكَذِبِ.
حَدَّثَنَا أَبُو عُمَرَ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: إِذَا أَحْبَبْتَ أَنْ يَكْذِبَ صَاحِبُكَ فَلَقِّنْهُ.
1 / 4
٤ - حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ شَاهِينَ الْوَاعِظُ، حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ الْقَاسِمِ الْفَرَائِضِيُّ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ الأَقْرَعُ أَبُو إِسْحَاقَ، قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ بْنَ أَبِي جَعْفَرٍ، يَذْكُرُ عَنْ أَبِي الصَّهْبَاءِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمَا، قَالَ: «النَّظَرُ إِلَى الْمُصْحَفِ عِبَادَةٌ، وَالنَّظَرُ إِلَى الرَّجُلِ الَّذِي يَدْعُو إِلَى السُّنَّةِ وَيَنْهَى عَنِ الْبِدْعَةِ عِبَادَةٌ»
حَدَّثَنَا أَبُو عُمَرَ بْنُ حَيُّوَيْهِ، حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الْبَغَوِيُّ، قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لأَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، وَأَنَا أَسْمَعُ: بَلَغَنِي أَنَّ نَصَارَى يَكْتُبُونَ الْمَصَاحِفَ، فَهَلْ يَكُونُ ذَلِكَ؟ قَالَ: نَعَمْ، نَصَارَى الْحِيرَةِ كَانُوا يَكْتُبُونَ الْمَصَاحِفَ، وَإِنَّمَا كَانُوا يَكْتُبُونَهَا لِقَلَّةِ مَنْ كَانَ يَكْتُبُهَا.
فَقَالَ رَجُلٌ: يُعْجِبُكَ ذَلِكَ؟ قَالَ: لا يُعْجِبُنِي.
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ يَحْيَى الْقَصْرِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ، حَدَّثَنَا مُطَرِّفٌ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ مَطَرٍ الْوَرَّاقِ، قَالَ: اجْتَمَعَ الْحَبْرَانِ: الْحَسَنُ، وَالشَّعْبِيُّ، عَلَى أَنَّهُ لا بَأْسَ بِبَيْعِ الْمَصَاحِفِ.
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَسَنِ الْقَزَّازُ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَرَفَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْعَبَّاسِ أَحْمَدَ بْنَ يَحْيَى، قَالَ: تُوُفِّيَ الْكِسَائِيُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ في يوم واحد، فقال الرشيد دفنت اليوم الفقه واللغة.
حدثنا عمر بن أحمد بن عثمان، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا إِدْرِيسُ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: مَلَكَ الدُّنْيَا أَرْبَعَةٌ: مُؤْمِنَانِ، وَكَافِرَانِ، فَأَمَّا الْمُؤْمِنَانِ: فَسُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، وَذُو الْقَرْنَيْنِ، وَأَمَّا الْكَافِرَانِ: فَبُخْتُ نَصْرٍ، وَنُمْرُودُ بْنُ كَنْعَانَ الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ.
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ يَحْيَى الْقَصْرِيُّ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمَّادِ بْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ مِدْرِكٍ، قَالَ: سَمِعْتُ مَكِّيَّ بْنَ إِبْرَاهِيمَ، يَقُولُ: دَخَلْتُ عَلَى سُفْيَانَ بْنِ سَعِيدٍ بِمِكَّةَ يَوْمًا وَبَيْنَ يَدَيْهِ رَغِيفٌ، وَكَفُّ زَبِيبٍ، فَقَالَ لِي: ادْنُ يَا مَكِّيُّ.
فَقُلْتُ: دَخَلْتُ إِلَيْكَ غَيْرَ مَرَّةٍ وَأَنْتَ تَأْكُلُ فَلَمْ تَدْعُنِي.
فَقَالَ: الْيَوْمَ حَضَرَتْنِي النِّيَّةُ.
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ عَلِيٍّ اللِّحْيَانِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ عِيسَى الْفَامِيُّ، أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ هَانِئٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، وَسُئِلَ عَنْ قَوْلِ شُعْبَةَ: إِنَّ هَذَا الْحَدِيثَ يَصُدُّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ، وَعَنِ الصَّلاةِ، فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ؟ فَقَالَ: لَعَلَّ شُعْبَةَ كَانَ يَصُومُ، فَإِذَا طَلَبَ الْحَدِيثَ وَسَعَى فِيهِ يَضْعُفُ فَلا يَصُومُ، أَوْ يُرِيدُ شَيْئًا مِنْ أَعْمَالِ الْبِرِّ فَلا يَقْدِرُ أَنْ يَفْعَلَهُ لِلطَّلَبِ، فَهَذَا مَعْنَاهُ.
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْوَاسِطِيُّ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْجَبَلِيُّ، حَدَّثَنَا السِّينَانِيُّ، عَنْ فُضَيْلٍ، عَنْ مُغِيرَةَ، قَالَ: مَا طَلَبَ أَحَدٌ الْحَدِيثَ إِلا ضَيَّعَ الصَّلاةَ.
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَسَنِ الْبَزَّازُ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ وَاقِدٍ الْعَجِّيُّ، حَدَّثَنِي أَبُو عُثْمَانَ سَعِيدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ خَالِدٍ الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كَثُرَ شِعْرُ الأَعْمَشِ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ جَمَاعَةٌ مِنْ أَصْحَابِ الْحَدِيثِ، فَقَالُوا: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ، قَدْ كَثُرَ شِعْرُكَ، فَقَالَ: مَا يَمْنَعُنِي مِنْ أَخْذِهِ إِلا كَثْرَةُ فُضُولِ الْحَجَّامِينَ، قَالَ: فَخَرَجْنَا إِلَى حَجَّامٍ، يُقَالُ لَهُ: عُنْقُودٌ، فِي بَنِي حَرَامٍ، فَقُلْتُ لَهُ: تَأْخُذُ شَعْرَ أَبِي مُحَمَّدٍ وَلا تُكَلِّمْهُ كَلِمَةً، فَدَخَلَ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِ، وَابْتَدَأَ يَأْخُذُ شَعْرَهُ، فَلَمَّا أَخَذَ نَحْوًا مِنْ نِصْفِهِ، قَالَ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ، أَسْأَلُكَ عَنْ مَسْأَلَةٍ، قَالَ: سَلْ.
قَالَ: مَا تَقُولُ فِي رَجُلٍ قَالَ لامْرَأَتِهِ: أَنْتِ طَالِقٌ الْيَوْمَ، لا بَلْ إِلَى غَدٍ، لا بَلْ بَعْدَ غَدٍ؟ قَالَ: فَنَفَضَ الْأَعْمَشُ ثِيَابَهُ وَقَامَ.
فَمَكَثَ نَحْوًا مِنْ شَهْرَيْنِ آخِذًا نِصْفَ شَعْرِهِ.
حَدَّثَنَا أَبُو عُمَرَ بْنُ حَيُّوَيْهِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِسْحَاقَ الْمَدَائِنِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْكُوفِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ الْمُحَارِبِيُّ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ هَاشِمٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، قَالَ: يُوشُكَ أَنْ يُبَاعَ الْحَدِيثُ كَمَا يُبَاعُ الْبَقْلُ عَلَى الأَطْبَاقِ.
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ الصَّفَّارُ، حَدَّثَنَا عَبَّاسُ بْنُ عَبَّاسِ بْنِ مُغِيرَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْهَيْثَمِ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا وُهَيْبُ بْنُ خَالِدٍ، قَالَ: قَدِمَ عَلَيْنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، فَكَانَ فِينَا بِمَنْزِلَةِ الْحَسَنِ، وَابْنِ سِيرِينَ.
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْمُحَازُ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ نَصْرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو هَمَّامٍ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ، قَالَ: سَمِعْتُ الأَعْمَشَ، يَقُولُ: مَنْ لَمْ يَطْلُبِ الْحَدِيثَ أَشْتَهِي أَنْ أَصْفَعَهُ بِنَعْلِي.
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ الصَّفَّارُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْبَزَّازُ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَامِرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَفَّانَ بْنَ مُسْلِمٍ، قَالَ: بَصُرْتُ أَبَا عَوَانَةَ، وَعِنْدَهُ قَوْمٌ يَسْأَلُونَهُ يَنْتَخِبُونَ.
فَقَالَ: مَا تَصْنَعُونَ؟ قَالُوا: نَنْتَخِبُ، فَقَالَ لا تَتْرَكُوا مِنْهُ شَيْئًا، فَإِنَّهُ لَيْسَ شَيْءٌ مِنْهَا إِلا أُرِيدَ بِهِ شَيْئًا.
حَدَّثَنَا أَبُو عُمَرَ مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ الْخَزَّازُ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي دَاوُدَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَلامٍ، إِنْ شَاءَ اللَّهُ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ الْأَعْمَشَ، يَقُولُ: إِنِّي لأَغَارُ عَلَيْهِ كَمَا يُغَارُ عَلَى الْجَارِيَةِ الْحَسْنَاءِ يَعْنِي الْحَدِيثَ.
حَدَّثَنَا أَبُو الْخَطَّابِ الْحُسَيْنُ بْنُ حَيْدَرَةَ، حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنِ شَبِيبٍ، حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: قَالَ لِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ دَاوُدَ بْنِ حُسَيْنِ بْنِ حَسَنٍ: كُنْتُ مَعَ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ صَالِحٍ، إِذْ كَانَ وَالِيًا عَلَى الْمَدِينَةِ، وَمَعَهُ جَمَاعَةٌ مِنَ الْهَاشِمِيِّينَ طَالِبِيِّينَ، وَعَبَّاسِيِّينَ، فَقَالَ: هَلْ عِنْدَكُمْ فِي آلِ مُحَمَّدٍ مِنْ هَمٍّ؟ قُلْنَا: أَصْلَحَ اللَّهُ الأَمَيِر، نَحْنُ وَأَنْتُمْ.
فَقَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ صَالِحٍ: فِي هَذَا خِلافٌ يَا غُلامُ، ادْعُ لِي مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ، فَدُعِيَ، فَلَمَّا دَخَلَ أَجْلَسَهُ إِلَى جَنْبِهِ، ثُمّ قَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، مَنْ آلُ مُحَمَّدٍ؟ قَالَ مَالِكٌ: أَصْلَحَكَ اللَّهُ أَيُّهَا الأَمَيِرُ، فِي مَوْضِعِكَ، وَشَرَفِكَ يَخْفَى عَلَيْكَ هَذَا؟ آلُ مُحَمَّدٍ: أُمَّةُ مُحَمَّدٍ ﷺ، ثُمَّ تَلا مَالِكٌ آيًا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ ﷿: ﴿أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ﴾ [غافر: ٤٦] .
ثُمَّ أَخَذَ مَالِكٌ نَعْلَهُ، وَقَامَ، فَقَالَ: وَفَّقَكَ اللَّهُ، أَيُّهَا الأَمِيرُ.
قَالَ: فَلا وَاللَّهِ، ما كلمه أحد بكلمة هيبة له، ولو تكلم غيره بذلك مزقناه بيننا.
حدثنا محمد بن أحمد المقرئ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا حَنْبَلٌ، قَالَ: قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ قَلْتُ لِمَالِكِ بْنِ أَنَسٍ: مَا كَانَ اسْمُ أَبِي طَالِبٍ؟ قَالَ: شَيْبَةُ.
قُلْتُ: فَهَاشِمٌ؟ قَالَ: عَمْرٌو.
قُلْتُ: فَعَبْدُ مَنَافٍ؟ قَالَ: لا أَدْرِي، قُلْتُ: لَكِنِّي أَدْرِي، اسْمُهُ الْمُغِيرَةُ.
حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الزُّهْرِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي، يَقُولُ: سَأَلْتُ إِبْرَاهِيمَ الْحَرْبِيَّ، عَنْ قَوْلِ النَّبِيِّ ﷺ: «الصَّوْمُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ»؟ قَالَ: لا يَعْلَمُ قَدْرَ مِقْدَارِ مَا أَجْزِي بِهِ غَيْرِي حَدَّثَنَا أَبُو الْخَطَّابِ الْحُسَيْنُ بْنُ حَيْدَرَةَ بْنِ عُمَرَ الْقَاضِي الدَّاوُدِيُّ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ ثَابِتٍ الْحَرِيرِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّاغَانِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الْعَزِيزِ بْنَ أَبَانَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ مِسْعَرًا، يَقُولُ: مَنْ أَبْغَضَنِي جَعَلَهُ اللَّهُ مُحَدِّثًا.
حَدَّثَنَا أَبُو عُمَرَ بْنُ حَيُّوَيْهِ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ جَعْفَرٍ اللَّبَّانُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَصْرٍ الْمَرْوَزِيُّ، حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ عبد الجَبَّارِ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورِ بْنِ ثَابِتِ ابْنِ أُخْتِ ابْنِ الْمُبَارَكِ، قَالَ: أَتَيْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ يَوْمًا، فَخَرَجَ إِلَيَّ، فَقَالَ: كَيْفَ أَصْبَحْتَ؟ كَيْفَ حَالُكَ وَالضَّبْنَةُ؟ قُلْتُ: مَا الضَّبْنَةُ؟ قَالَ: جَمَاعَةُ الْعِيَالِ، وَالْحَشَمِ.
حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ عُمَرَ التَّرَّاسُ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَسْرُوقٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ الْفَرَجِ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا رُؤْبَةَ، يَقُولُ: قَالَ: الْخَلِيلُ بْنُ أَحْمَدَ:
كَمْ وَكَمْ أَكْتُبُ عِلْمًا ... بَعْدَ عِلْمٍ أَسْتَفِيدُ
قَدْ قَسَى قَلْبِي عَلَيْهِ ... مِثْلَ مَا يَقْسُو الْحَدِيدُ.
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ عَلِيٍّ اللِّحْيَانِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ عِيسَى الْوَرَّاقُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ الْوَرَّاقُ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، قَالَ: قَالَ شُعْبَةُ: الْقِرَاءَةُ عِنْدِي أَثْبَتُ مِنَ السَّمَاعِ.
قَالَ: وَكَانَ شُعْبَةُ يَقُولُ: قَرَأْتُ عَلَى فُلانٍ وَفُلانٍ، قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: يَعْنِي إِذَا لَمْ يَكُنْ سَمِعَ مِنْهُمَا، قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: فَقُلْتُ لِمَالِكِ بْنِ أَنَسٍ: الرَّجُلُ يَقْرَأُ عَلَى الْمُحَدِّثِ فَيَجُوزُ لَهُ أَنْ يَقُولَ حَدَّثَنَا؟ قَالَ: نَعَمْ، إِنْ شَاءَ اللَّهُ.
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: كُنْتُ إِذَا قَرَأْتُ عَلَى مَالِكٍ أَقُولُ لَهُ: قَدْ تُثْبِتُهُ عَنِّي؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ.
قَالَ: فَأَقُولُ: أُحَدِّثُ بِهِ عَنْكَ؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ.
1 / 5
٥ - حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ النَّاقِدُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا شُعَيْبُ بْنُ أَيُّوبَ، حَدَّثَنَا مُصْعَبُ بْنُ الْمِقْدَامِ، عَنْ دَاوُدَ الطَّائِيِّ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الأَسْوَدِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: " تَحَرُّوا لَيْلَةَ الْقَدْرِ لِسَبْعَ عَشْرَةَ، فِي صَبِيحَةِ يَوْمِ بَدْرٍ، وَلِسَبْعٍ يَبْقَيْنَ، وَلِتِسْعٍ يَبْقَيْنَ؛ فَإِنَّ الشَّمْسَ بَيْنَ قَرْنَيْ شَيْطَانٍ، وَإِنَّهَا تَطْلُعُ صَبِيحَةَ لَيْلَةِ الْقَدْرِ لَيْسَ لَهَا شُعَاعٌ
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَمْرِو بْنِ سَهْلٍ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُلْوَيْهِ الرَّقِّيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ إِسْحَاقَ الصَّيْرَفِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ الْحُسَيْنَ الْخَيَّاطَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ بِشْرَ بْنَ الْحَارِثِ، يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْمُبَارَكِ، يَقُولُ: مَنْعُ النَّفْسِ هَوَاهَا دَوَاؤُهَا وَإِعْطَاءُ النَّفْسِ هَوَاهَا دَاؤُهَا.
1 / 6
٦ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَمْرِو بْنِ سَهْلٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ الْحَضْرَمِيُّ، حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ أَيُّوبَ، حَدَّثَنَا أَبُو غَيْلَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو حَمْزَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ الصَّائِغِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمَا، أَنَّهُ كَانَ لا يَخْرُجُ مِنْ بَيْتِهِ حَتَّى يَنْظُرَ فِي كُتُبِهِ
1 / 7
٧ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَحْمَدَ الْحَافِظُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورِ بْنِ أَبِي الْجَهْمِ الْمَرْوَزِيُّ، حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ، صَاحِبُ اللُّؤْلُؤِ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الرَّازِيِّ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ، قَالَ: «مَنْ خَرَجَ فِي طَلَبِ الْعِلْمِ فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ حَتَّى يَرْجِعَ»
1 / 8
٨ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ النَّجَّارُ، حَدَّثَنَا قُطْبَةُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْأَنْصَارِيُّ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الأَسَدِيُّ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ الْخَصِيبِ بْنِ جَحْدَرٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غُنْمٍ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «لا يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ الْحَسَدُ وَالْمَلَقُ إِلا فِي طَلَبِ الْعِلْمِ» .
أَوْ كَمَا قَالَ
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْبَلَدِيُّ الْبَزَّارُ، حَدَّثَنَا أَبُو الْفَرَجِ الْمُعَافَى بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ يَحْيَى الْجُرَيْرِيُّ، إِمْلاءً، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ دُرَيْدٍ، أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ خِضْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: دَخَلَ رَجُلٌ عَلَى الْمَنْصُورِ، فَقَالَ:
أَقُولُ لَهُ حِينَ وَاجَهْتُهُ ... عَلَيْكَ السَّلامُ أَبَا جَعْفَرٍ
فَقَالَ لَهُ الْمَنْصُورُ: وَعَلَيْكَ السَّلامُ، فَقَالَ:
فَأَنْتَ الْمُهَذَّبُ مِنْ هَاشِمٍ ... وَفِي الْفَرْعِ مِنْهَا الَّذِي يُذْكَرُ
فَقَالَ لَهُ الْمَنْصُورُ: ذَاكَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ.
فَقَالَ:
فَهَذِي ثِيَابِي قَدْ أَخْلَقَتْ ... وَقَدَ عَضَّنِي زَمَنٌ مُنْكَرٌ
فَأَلْقَى إِلَيْهِ الْمَنْصُورُ ثِيَابَهُ، فَقَالَ: هَذِهِ بَدَلَهَا.
حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْقَاسِمِ الْكَوْكَبِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو عِكْرِمَةَ الضِّبِّيُّ، قَالَ: كَتَبَ الْبُحْتُرِيُّ إِلَى الْمُتَوَكِّلِ حِينَ خَرَجَ إِلَى الشَّامِ هَذَيْنِ الْبَيْتَيْنِ:
إِلَى اللَّهِ أَشْكُو عَْبَرَةً تَتَجَلُّدُ ... وَلَوْ قَدْ حَدَى الْحَادِي أَظَلَّتْ تُخْبِرُ
فَوَاحُزْنًا إِذْ كُنْتُ فِي سُرَّ مَنْ رَأَى ... مُقِيمًا وَبِالشَّامِ الْخَلِيفَةُ جَعْفَرُ
فَلَمَّا قَرَأَهَا الْمُتَوَكِّلُ، قَالَ: وَاللَّهِ لأُقِرَّنَّ عَيْنَ قَائِلِهَا.
فَبَعَثَ إِلَيْهِ بِخَمْسِينَ أَلْفَ دِرْهَمٍ.
أَنْشَدَنَا الْقَاضِي أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ التَّنُوخِيُّ، أَنْشَدَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْعَبَّاسِ الأَنْبَارِيُّ، أَنْشَدَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ دُرَيْدٍ، فِي سَنَةِ ثَمَانِ عَشْرَةَ وَثَلاثِ مِائَةٍ، وَقَالَ: مَا قِيلَ فِي كِتْمَانِ السِّرِّ أَحْسَنُ مِنْهَا:
لَمَّا رَأَيْتُكَ قَدْ مَلَلْتَ مَوَدَّتِي ... آلَيْتُ فِيكَ بِأَعْظَمِ الأَيْمَانِ
إِنِّي كَذَاكَ إِذَا تَنَكَّرَ صَاحِبٌ ... دَارَيْتُهُ بِالصَّرْمِ وَالْهُجْرَانِ
وَأَعِفُّ عَنْ بُغْضِ الصَّدِيقِ تَكُرُّمًا ... نَفْسِي وَمَا دَهْرِي لَهُ بِهَوَانِ
وَأُفَارِقُ الْخِلانَ عَنْ غَيْرِ الْقِلَى ... وَأَمَيْتُ نَشْرَ السِّرِّ بِالْكِتْمَانِ.
قَالَ: أَنْشَدَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ، أَنْشَدَنَا أَبُو بَكْرٍ الصَّوْلِيُّ، أَنْشَدَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُعْتَزِّ، لِنَفْسِهِ:
وَغِنَاءُ مُلَّحَنِ كُلِّ نَفْسٍ بِالَّذِي ... تَهْوَاهُ لِلشُّكِْر غَدْرٌ
لا يَمُرُّ الْمَوْتُ مِنْهُ مُهَرْوِلا ... وَلا يَقْطَُعُهُ عَنْ بَهْرٍ.
قَالَ: أَنْشَدَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ، أَنْشَدَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الْخَلالُ، فِي صِفَةِ الثَّدْيِ:
كُنْتُ إِنْ جِئْتُكَ لا يَحْجُبُِني ... عَنْكَ إِلا حَاجِبٌ يَحْبِسُنِي
نَاهِدٌ فِي الصَّدْرِ غَضْبَانُ عَلَيَّ ... قَتَبُ الْبَطْنِ وَطَيُّ الْعَكَنِ
يَمْلأُ الْكَفَّ وَلا يَفْضُلُهَا ... وَإِذَا ثَنَيْتُه لا يَنْثَنِي.
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنُ شَادَانَ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ صَالِحِ بْنِ زُفَرَ الْبَصْرِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ الْجَاحِظَ، يَقُولُ: خَصْلَتَانِ أَعْيَتْنِي فِيهِمَا الْحِيلَةُ: خَادِمٌ لا يُدَمْدِمُ، وَإِبْرِيقٌ لا يُسَيِّلُ.
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْعَلافِ الْمُحَدِّثُ، قَالَ: كَانَتْ لِي جَارِيَةٌ حَمَلْتُهَا إِلَى السُّوقِ دَفَعَاتٍ، وَلَمْ أَبِعْهَا، فَقَالَ فِيهَا:
رَدَدْنَا خِمَارًا مَرَّةً بَعْدَ مَرَّةٍ ... مِنَ السُّوقِ وَاخْتَرْنَا حِمَارًا عَلَى الثَّمَنْ
وَكُنَّا أَلِفْنَاهَا وَلَمْ تَكُ مَأْلَفًا ... وَقَدْ يُؤْلَفُ الشَّيْءُ الَّذِي لَيْسَ بِالْحَسَنْ
كَمَا تُؤَلَّفُ الأَرْضُ الَّتِي لَمْ يَكُنْ بِهَا ... هَوَاءٌ وَلا مَاءٌ سِوَى أَنَّهَا الْوَطَنْ.
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن مَسْعُود الزُّبَيْريّ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مُوسَى بْنِ مَنْصُورٍ، قَالَ: كَانَ أَبُو الْعَبَّاسِ رَجُلا بَخِيلا، وَكَانَ إِذَا أَخَذَ الدِّرْهَمَ نَقَرَهُ، وَقَالَ: كَمْ مِنْ يَدٍ قَدْ وَقَعْتَ فِيهَا، وَمِنْ بَلَدٍ دَخَلْتَهُ، اسْكُنْ وَقَرَّ عَيْنًا، فَقَدِ اسْتَقَرَّتْ بِكَ الدَّارُ، وَاطْمَأَنَّ بِكَ الْمَنْزِلُ، ثُمَّ يَرْفَعُهُ.
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْعَلافِ الشَّاعِرُ، قَالَ: جَلَسْتُ عِنْدَ حَبَشُونَ الْخَلالِ، فَمَرَّ بِنَا جَزَّارٌ يُنَادِي عَلَى لَحْمِ الْبَقَرِ، فَسَأَلْتُهُ، فَاشْتَرَى لِي مِنْهُ، فَلَمْ أَحْمَدْهُ، فَقُلْتُ فِيهِ:
أْعَجَبُ بِحَبَشُونَ وَقَدْ جِئُْتُه ... وَكَانَ مِنْ إِخْوَانِهِ فِي نَفَرْ
فَبَيْنَمَا نَحْنُ كَذَا عِنْدَهُ ... إِذْ مَرَّ جَزَّارٌ بِلَحْمِ الَْبقَرْ
وَكَانَ لِي خِلا فَشَاوَرْتُهُ ... سِرًّا وَمَنْ يُوثَقْ بِهِ يُسْتَشَرْ
فَمَدَّ عَيْنَيْهِ إِلَى قِطْعَةٍ ... أَوْقَعَنِي فِيهَا وَفِيهِ الْقِدْرُ
فَلَمْ يَزَلْ يُوهِمُنِي أَنَّهَا ... أَنْفَعُ لِي مِنْ لَحِْم ضَأْنِ ذَكَرْ
وَأَنَّهَا فَائِقَةٌ رَطْبَةٌ ... وَلَمْ يُخَالِفْ قَوْلَهُ مَنْ حَضَرْ
ثُمَّ اشْتَرَى لْحَمًا وَفِي الْمُشْتَرِي ... مِنْهُ وَفِيمْنَ بَاعَهُ مُعْتَبَرْ
لْحَمًا طَبَخْنَاهُ سُرُورًا بِهِ ... ثُمَّ أَكَلْنَاهُ فَإِذَا لَمْ تَسِرْ
وَلَمْ تُطِقْ أَضْرَاسُنَا مْضَغَهُ ... وَهَلْ يُطِيقُ الضِّرْسُ مَضْغَ الْحَجَرْ
كُنَّا نَمُدُّ اللَّحْمَ عَنْ عَظْمِهِ ... كَأَنَّمَا كُنَّا نَمُدُّ الْوَتَرْ
فَقُلُ لِحَبَشُونَ وَلأَشْيَاعِهِ ... لَبِئْسَ مَا جِئْتُمْ بِهِ يَا عِرَرْ
أَلَيْسَ جَزَّارٌ عَلَى أَنَّهُ ... أَخَسُّ مَنْ فِي بَدْوِهَا وَالْحَضَرْ
قَامَرَكُمْ فِي دِرْهَمٍ جَيِّدٍ ... بِلَحْمٍ سُوءٍ فَانْظُرُوا مَنْ قَمَرْ
وَلا تُطِعْ حَبَشُونَ فِي أَمْرِهِ ... فَمِثْلُهُ يُعْصَى إِذَا مَا أَمَرْ
وَلا يَغُرَّنَّكَ عَيْنُ امْرِئٍ ... مَفْتُوحَةٌ فِي رَأْسِهِ لِلنَّظَرِ
فَرُبَّ أَبْصَارٍ عَلَى مَعْشَرِ ... خَيٍْر لَهُمْ مِنْهَا ذَهَابُ الْبَصَرْ.
قَالَ لَنَا أَبُو بَكْرٍ: قَالَ لَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْعَلافِ: غَابَ عَنَّا أَبُو حَامِدٍ الْمُسْتَمْلِي، فَقُلْتُ فِيهِ:
أَسْتَوْدِعُ اللَّهَ أَبَا حَامِدٍ ... وَأَسْتَخْلِفُ اللَّهَ عَلَى أَهْلِهِ
وَأَدْعُ لَهُ إِنَّ دُعَاءَ امْرِئٍ ... لِصَالِحِ الإِخْوَانِ مِنْ عَقْلِهِ
ارْجِعْ إِلَيْنَا يَا أَبَا حَامِدٍ ... يَرْجُِع بِكَ الْعِلْمُ إِلَى نِيلِهِ
كُنْتَ لَعَمْرِي نِيلَهُ كُلَّهُ ... فَغِبْتَ إِذْ غِبْتَ بِهِ كُلِّهِ.
قَالَ قَرَأْتُ عَلَى أَبِي عُمَرَ بْنِ حَيُّوَيْهِ، قَالَ: أَنْشَدَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَرَفَةَ، يَتَغَنَّى بِهِ لِنَفْسِهِ:
تَوَاصُلُنَا عَلَى الأَيَّامِ بَاقٍ ... وَلَكِنَّ هَجَرَنَا مَطَرُ الرَّبِيعِ
يَرُوعُكَ صَوْبُهُ لَكِنْ تَرَاهُ ... عَلَى رَوْعَاتِهِ دَانِيَ النُّزُوعِ
كَذَا الْعُشَّاقُ هَجْرُهُمْ دَلالٌ ... فَيَرْجِعُ وَصْلُهُمْ حَسَنَ الرُّجُوعِ
مَعَاذَ اللَّهِ أَنْ نَلْقَى غِضَابًا ... سِوَى ذُلِّ الْمُطَاعِ عَلَى الْمُطِيعِ.
قَالَ: أَنْشَدَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْقَاسِمِ بْنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ، أَنْشَدَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْوَرَّاقُ، لِمُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ:
مَلَّ الْوِصَالُ فَعَادَ بِالْهَجْرِ ... وَتَكَّلَمَتْ عَيْنَاهُ بِالْغَدْرِ
وَظَلِلْتُ مَحْزُونًا أُفَكِّرُ فِي ... إِعْرَاضِهِ عَنِّي وَفِي صَبْرِي
مَا نِلْتُ مِنْهُ فِي مَوَدَّتِهِ ... يَوْمًا أُسَرُّ بِهِ مَعَ الدَّهِْر
فِي كُلِّ مَوْضِعٍ لَذَّةُ حُزْنٍ ... يَغْتَالُهُ مِنْ حَيْثُ لا يَدْرِي.
قَالَ: أَنْشَدَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ طَاهِرٍ، قَالَ: أَنْشَدَنِي أَبِي، لِبَعْضِ الشُّعَرَاءِ:
لَيْتَ الأَمِيرَ أَطَاعَنِي فَنَقَّيْتُهُ ... مِنْ كُلِّ مَنْ يَقْرَأُ وَلَيْسَ بِقَارِئٍ
قَوْمٌ إِذَا صَامُوا عَلِمْتُ بِصَوْمِهِمْ ... وَإِنْ أَفْطَرُوا لَمْ يُدْرَ بِالإِفْطَارِ
مُتَعَلِّقِينَ فِعَالَهُمْ بِأَكُفِّهِمْ ... غُلْبَ الرِّقَابِ مُحَلِّلِي الأَزْرَارِ
حَكُّوا الْحَصَى بِجِبَاهِهِمْ فَكَأَنَّمَا ... حَكُّوا جِبَاهَهُمْ بَأَيْرِ حِمَارِ.
قَالَ: أَنْشَدَنَا جَحْظَةُ الْبَرْمَكِيُّ، لِنَفْسِهِ:
لِي صَدِيقٌ عَدِمْتُهُ مِنْ صَدِيقٍ ... وَلَهُ فِي الإِخَاءِ وَجْهٌ صَفِيقُ
قَوْلُهُ إِنْ شَدَوْتُ أَحْسَنْتَ زِدْنِي ... وَبِأَحْسَنْتَ لا يُبَاعُ الرَّقِيقُ.
قَالَ: أَنْشَدَنَا أَبُو بَكْرٍ الْعَلافُ الأَحْوَلُ، لِبَعْضِ إِخْوَانِهِ:
وَإِنِّي لأُغْضِي مِنْ رِجَالٍ عَلَى الْقَذَى ... مِرَارًا وَمَا مِنْ هَيْبَةٍ لَهُمْ أُغْضِي
وَلَكِنَّنِي أُقْنِي الْحَيَاءَ تَكَرُّمًا ... وَأُكْرِمُ عَنْ إِدْنَاسِ عِرْضِهِمْ عِرْضِي.
قَالَ: أَنْشَدَنَا الْعَبَّاسُ، أَنْشَدَنَا الْمُبَرِّدُ، لأَبِي نُوَاسٍ:
لَوْ كَانَ لِي مَسْعَدٌ فِي الرَّاحِ يُسْعِدُنِي ... لَمَا انْتَظَرْتُ بِشُرْبِ الرَّاحِ إِقْطَارًا
الرَّاحُ شَيْءٌ عَجِيبٌ أَنْتَ شَارِبُهُ ... فَاشْرَبْ وَإِنْ حَمَّلَتْكَ الرَّاحُ أَوْزَارًا
يَا مَنْ يَلُومُ عَلَيَّ صَفْرَاءَ صَافِيَةً ... كُنْ فِي الْجِنَانِ وَدَعْنِي أَسْكُنُ النَّارَا.
قَالَ: أَنْشَدَنَا ابْنُ الْمُغِيرَةِ الْجَوْهَرِيُّ، لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُعْتَزِّ:
غَلَبَ الزَّمَانُ الْمُكَدِّرُ الْحِيَلا ... وَاشْتَدَّ حَتَّى هَانَ مَا فَعَلا
وَحَلاوَةُ الدُّنْيَا لِجَاهِلِهَا ... وَمَرَارَةُ الدُّنْيَا لِمَنْ عَقَلا.
قَالَ: أَنْشَدَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ، أَنْشَدَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي يَعْقُوبَ الدَّيْنَوَرِيُّ:
خَلْقٌ وَاسِعٌ وَمَالٌ قَلِيلُ ... وَاغْتَرَّ امْرَأً بِالزَّمَانِ طَوِيلُ
كُلَّمَا رَامَ نَهْضَةً أَقْعَدَتْهُ ... نَوْبَةُ الدَّهْرِ بَلْ عَلَيْهِ تَدُولُ
فَاجْعَلِ الصَّبْرَ جُنَّةً وَالأَمَانِيُّ ... بَيْنَ عَيْنَيْكَ يُلْهِكَ التَّأْمِيلُ
فَلَعَلَّ الإِلَهُ يَأْتِي بِيَوْمٍ ... لَكَ فِيهِ إِلَى مُنَاكَ سَبِيلُ
.
1 / 9
٩ - حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَعْقُوبَ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الضَّحَّاكِ، بِالرَّمْلَةِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلْمَانَ الْمُنَقِّرِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمَا، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «مَنْ دُعِيَ إِلَى وَلِيمَةٍ فَلَمْ يُجِبْ فَقَدْ عَصَى اللَّهَ وَرَسُولَهُ»
1 / 10
١٠ - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الأَزْهَرِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادِ بْنِ صُهَيْبٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ بْنُ الْحَجَّاجِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمَا، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ، بِحَدِيثِ: «كُلُّكُمْ رَاعٍ»
1 / 11
١١ - حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ شَاذَانَ الْحَافُظِ، بِإِسْفَرَائِينَ، إِمْلاءً عَلَيْنَا، قَالَ: حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى بْنِ يَعْقُوبَ الْمَقْدِسِيُّ، بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ الْفِرْيَابِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْقُشَيْرِيُّ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: رَأَى ابْنُ عُمَرَ رَجُلا نَاوَلَ رَجُلا رَيْحَانَةً فَرَدَّهَا، فَأَخَذَهَا ابْنُ عُمَرَ فَقَبَّلَهَا، وَوَضَعَهَا عَلَى عَيْنَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ، يَقُولُ: «إِنَّ هَذِهِ الرَّيَاحِينَ الطَّيِّبَةَ مِنْ نَبْتِ الْجَنَّةِ، فَإِذَا نُوِّلَ أَحَدُكُمْ مِنْهَا شَيْئًا فَلا يَرُدَّهُ»
1 / 12
١٢ - أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي جَعْفَرٍ الطَّحَاوِيُّ، بِمِصْرَ، قُلْتُ لَهُ حَدَّثَكُمْ سُلَيْمَانُ بْنُ شُعَيْبٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا أَبُو الْمُنْذِرِ بْنُ عَمْرٍو الْبَجَلِيُّ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ﵄، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «مَنْ أَدْرَكَ لَيْلَةَ عَرَفَةَ الَّتِي تُعَدُّ يَوْمَ عَرَفَةَ قَبْلَ أَنْ يَطْلُعَ الْفَجْرُ فَقَدْ أَدْرَكَ الْحَجَّ»
1 / 13
١٣ - حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ بْنُ عُقْدَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا نُوحُ بْنُ تَغْلِبَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ وَهُوَ الصَّادِقُ الْمَصْدُوقُ: «إِنَّ خَلْقَ أَحَدِكُمْ»
فَذَكَرَ الْحَدِيثَ
1 / 14
١٤ - حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُذَكِّرُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْحُمَيْدِيُّ، حَدَّثَنَا شَبَابَةُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ، قَالَ: «نَهَى رَسُولُ اللَّهِ ﷺ أَنْ يُمَرَّ بِاللَّحْمِ فِي الْمَسْجِدِ»
1 / 15
١٥ - حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَجَّاجِ بْنِ رِشْدِينَ بْنِ سَعْدٍ، بِمِصْرَ، حَدَّثَنَا أَبُو طَاهِرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ السَّرْحِ، حَدَّثَنِي خَالِي أَبُو رَجَاءٍ عَبْدُ الْحَمِيدِ الْمَهْرِيُّ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ، قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ ﷿ بَنَى الْفِرْدَوْسَ بِيَدِهِ، وَحَرَّمَهَا، وَحَظَرَهَا عَلَى كُلِّ مُشْرِكٍ، وَكُلِّ مُدْمِنٍ بِالْخَمْرِ سِكِّيرٍ»
1 / 16
١٦ - حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا ابْنُ نَاجِيَةَ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْوَرَّاقُ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ هِلالٍ الْعَبْدِيُّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمَا، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «مَنْ زَارَنِي بَعْدَ مَوْتِي وَجَبَتْ لَهُ شَفَاعَتِي»
1 / 17
١٧ - حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُوسَى بْنِ زَنْجَوَيْهِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي السَّرِيِّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلانَ، عَنْ سُمَيٍّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ، قَالَ: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ إِذَا عَطَسَ خَمَّرَ وَجْهَهُ»
1 / 18
١٨ - وَبِهِ، إِلَى شَيْخِ الإِسْلامِ أَبِي إِسْمَاعِيلَ الْأَنْصَارِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عُثْمَانَ الْقُرَشِيُّ، أَخْبَرَنَا مَنْصُورُ بْنُ الْعَبَّاسِ، أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَمَّرٍ إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: وَكَانَ هَرَوِيًّا، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ الْمُؤَدِّبُ، عَنْ لَيْثٍ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي بَزَّةَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ جَابِرٍ، أَنَّ أَعْرَابِيًّا جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ ﷺ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا لِي مِنْ مَالِي؟ قَالَ: «مَا لَكَ مِنْ مَالِكَ إِلا مَا أَكَلْتَ فَأَفْنَيْتَ، أَوْ لَبِسْتَ فَأَبْلَيْتَ، أَوْ أَعْطَيْتَ فَأَمْضَيْتَ، وَمَا بَقِيَ فَلِمَوَالِيكَ»
1 / 19
١٩ - وَبِهِ إِلَى شَيْخِ الْإِسْلَامِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْقُوبَ إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، فَأَقَرَّ بِهِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْيَدَ المَرْوَزِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ المَرَْوزِيِّ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جِبْرِيلَ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَفْصٍ، حَدَّثَنَا مَنْصُورُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا نَهْشَلُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ مُزَاحِمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمَا، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ، قَالَ: «أَتَاكُمْ شَهْرُ رَمَضَانُ، أَتَاكُمْ سَيِّدُ الشُّهُورِ، فَمَرْحَبًا وَأَهْلا بِشَهْرِ مَصَحَّةٍ وَأَجْرٍ وَخَيْرٍ، وَهُوَ شَهْرُ الصَّبْرِ، تُغَلُّ فِيهِ الشَّيَاطِينُ، وَتَنْزِلُ فِيهِ الرَّحْمَةُ، وَتُبْسَطُ فِيهِ التَّوْبَةُ، وَتُغْلَقُ فِيهِ أَبْوَابُ النَّارِ، وَتُفْتَحُ فِيهِ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ»
وَبِهِ إِلَى شَيْخِ الْإِسْلامِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْقَاسِمِ عَبْدَ الْكَرِيمِ بْنَ مِينَاسٍ الْحَرَّارَ الصَّدَفِيَّ الْبُوشَنْجِيَّ، يَقُولُ: تَرَكْتُ أَبَا ذَرٍّ حَيًّا بِمَكَّةَ، وَخَرَجْتُ إِلَى فَارِسٍ، فَنُعِيَ إِلَيْنَا، مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَلاثِينَ هُوَ وَالْفَقِيهُ الشَّهْرَزَوْرِيُّ فِي عَامٍ.
وَسَمْعِتُ شَيْخَ الإِسْلامِ، يَقُولُ: هُوَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ السَّمَّاكِ الْحَافِظُ، صَدُوقٌ، تَكَلَّمُوا فِي رَأْيِهِ أَيْ فِي مَذْهَبِهِ سَمِعْتُ مِنْهُ حَدِيثًا وَاحِدًا، عَنْ شَيْبَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ الضُّبَعِيُّ، بِالْبَصْرَةِ، عَنْ أَبِي خَلِيفَةَ، عَنِ ابْنِ الْمَدِينِيِّ، عَنْ جَابِرٍ حَدِيثَ الْحِجِّ بِطُولِهِ، وَقِصَّتَهُ قَالَ لِي: اقْرَأْهُ حَتَّى تَعْتَادَ قِرَاءَةَ الْحَدِيثِ وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ قَرَأْتُهُ عَلَى شَيْخٍ وَنَاوَلْتُهُ الْجُزْءَ، فَقَالَ: لَسْتُ عَلَى وُضُوءٍ، فَضَعْهُ.
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ، مِنْ قَصِيدَةٍ فِي مَنَاقِبِ أَحْمَدَ، قَرَأْتُهَا عَلَى شَيْخِ الإِسْلام، وَنَقَلْتُ مِنْهَا هَذِهِ الأَبْيَاتِ:
تَمَسَّكْ بِالْعِلْمِ الَّذِي كَانَ قَدْ وَعَى ... وَلَمْ يُلْهِهِ عَنْهُ الْخَبِيصُ الْمُزَعْفَرُ
وَلا بَغْلَةٌ هَمْلاجَةٌ مَغْرِبِيَّةٌ ... وَلا حِلَّةٌ تُطْوَى مِرْارًا وَتُنْشَرُ
وَلا مَنْزِلٌ بِالسَّاجِ وَالْكَيْسِ مُتْقَنٌ ... يُنْقَشُ فِيهِ جُصُّهُ وَيُصَوَّرُ
وَلا أَمَّةٌ بَرَّاقَةُ الْجِيدِ بَضَّةٌ ... بِمَنْطِقِهَا يُضْنَى الْحَلِيمُ وَيُسْحَرُ
حَمَى نَفْسَهُ الدُّنْيَا وَقَدْ سَنَحَتْ لَهُ ... فَمَنْزِلُهُ الآمِنُ الْقُوتُ مُفْقَرُ
وَإِنْ يَكُ فِي الدُّنْيَا مُقِلا فَإِنَّهُ ... مِنَ الأَدَبِ الْمَحْمُودِ وَالْعِلْمِ مُكْثِرُ.
أَنْشَدَنَا شَيْخُ الإِسْلامِ، أَنْشَدَنَا أَبُو الرَّشِيدِ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ زَكَرِيَّا الْمُسَبَّتِيُّ الْفَقِيهُ السَّبْتِيُّ، لأَبِي الْعَلاءِ الْمَعَرِيِّ:
أَرَحْتَنِي وَأَرَحْتَ الضَّمِيرَ الْفُودَا ... وَالْعَجْزُ كَانَ طِلابِي عِنْدَكَ الْجُودَا
كَانَ جَفْنِي سَقِطًا نَافِرًا فَزِعًا إِذَا ... أَرَادَ وُقُوعًا رِيعَ أَوْ ذِيدَا
تَنَاعَسَ الْبَرْقُ أَيْلا أَسْتَطِيعُ سَرًى ... فَنَامَ صَحْبِي وَأَمْسَى يَقْطَُع الْبِيدَا
كَأَنَّهُ غَارَ مِنِّي أَنْ أُصَاحِبَهَا ... وَخَافَ أَنْ أَتَقَاضَاكَ الْمَوَاعِيدَا
زِدْنِي حَدِيثَكَ مَا أَمْلَيْتُ مُسْتَمِعًا ... وَمْنَ يَمَلُّ مِنَ الأَنْفَاسِ تَرْدِيدًا.
أَخْبَرَنَا شَيْخُ الإِسْلامِ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ الْخُوَارِزْمِيُّ ثُمَّ الْهَرَوِيُّ، حَدَّثَنَا حَامِدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الرَّفَّاءُ، حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُعَاذُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، حَدَّثَنَا يُونُسُ، قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ ﵀، يَقُولُ: حَادِثُوا هَذِهِ الْقُلُوبَ؛ فَإِنَّهَا سَرِيعَةُ الدُّثُورِ.
1 / 20