إن الجهد الفردي جهد قاصر في هذا، وهو إن لم يك عقيمًا، إلا أن ثمرته غير نافعةٍ النفع المرجو من مثلها، ولذلك دعا الله ﷿ الأمة إلى الاعتصام بحبله جميعًا، ونهي عن التفرق في تحقيق هذا الاعتصام: ﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا﴾ (آل عمران: ١٠٣) فهو ما أمر بأن يعتصم كل فرد منا بحبل الله على حياله، دون اجتماع مع الآخرين. وقوله: ﴿وَلَا تَفَرَّقُوا﴾ معناه: (ولا تعتصموا بحبله متفرقين)، فهو من عطف جملة على جملة، وليس عطف فعل على فعل.
وقد دعا عباده إلى التعاون على البر والتقوى: ﴿وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى﴾ (المائدة: ٢) ودعاهم إلى التواصي بالحق وبالصبر: ﴿وَالْعَصْرِ﴾ ﴿إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ﴾ ﴿إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ﴾ (العصر ١ - ٣) .