ثم طمع في جائزة أخرى، فجمع رءوسا من اللفت ليهديها إليه، فقال له بعض جيرانه إن اللفت لا يصلح لإهداء الملوك، فاذهب إليه بنخبة من التين فهو ألطف وأحلى.
واستكبر تيمور أن يهدى إليه التين وهو يملأ الأسواق، وأحب أن يكف جحا عن طمعه، فأمر الجند أن يقذفوه بالتين واحدة بعد واحدة.
فوقف جحا يتلقى الضربات على رأسه وعلى وجهه وعلى عينيه وأنفه وهو يضحك ويدعو للجار الذي أسدى إليه النصيحة الصادقة.
واشتد عجب تيمور من ضحكه ودعائه، فأمر الجند أن يمسكوا عن ضربه، ليسأله عن سر ذلك الضحك وذلك الدعاء.
قال: إنه سر عظيم، لو كان اللفت في موضع هذا التين، لتهشم رأسي وانفقأت عيناي! (2-15) بروج نامية
وسألوه: ما طالع نجمك؟
قال: ولدت والشمس في برج التيس.
قالوا: لا يوجد في السماء برج يسمى برج التيس، ولكنك تعني برج الجدي.
قال: أفمن مولدي إلى اليوم لا يصبح الجدي تيسا؟ (2-16) كيف يعرف يمينه؟
وانطفأت شمعة في داره فطلبت منه زوجته أن يناولها إياها من يمينه، قال: يا حمقاء، وكيف أعرف يميني من شمالي في هذا الظلام؟ (2-17) أدب مع التلاميذ
Unknown page