Jiniral Yacqub
الجنرال يعقوب والفارس لاسكاريس: ومشروع استقلال مصر في سنة ١٨٠١
Genres
الجنرال يعقوب والفارس لاسكاريس
ومشروع استقلال مصر في سنة 1801
في الأيام الأولى من شهر يوليو سنة 1798 نزل بأرض مصر جيش فرنسي يقوده نابليون بونابرت. ولم تكن هذه أول إغارة لهم عليها، ففي القرنين الثاني عشر والثالث عشر حاولوا امتلاكها، وتلاقت صفوة فرسانهم بمماليك مصر في أكثر من موقعة.
وكان الفرنسيون في تلك الأيام الغابرة - كما كان في أهل الغرب عامة - أقل حضارة وإتقانا لفن الحرب كما مارسته العصور الوسطى، وكان الفارس من الفرنجة صورة سقيمة من المملوك الشرقي، فكانت عاقبة تلك الإغارات الفشل.
ومضت خمسة قرون تحول فيها فارس العصور الوسطى - كما عرفه سان لويس وبيبرس - إلى الرجل الغربي الذي سيعرفه مراد والألفي والبرديسي في 1798. خمسة قرون زال فيها النظام الإقطاعي وما ترتب عليه من طرق الحكم والحرب وعلاقات طبقات الأمة بعضها ببعض. خمسة قرون رأت انفصام وحدة الغرب الدينية والسياسية وظهور مناهج العلم الحديثة وطرق التنظيم السياسي والاقتصادي الجديد. أما مماليك مصر فكانوا في 1798 كما كانوا في 1250 في الحرب والتفكير، أو كانوا على حال أسوأ بفقدان استقلالهم ودولتهم وما كانوا يجبونه من مكوس مفروضة على تجارة الشرق المارة في أرضهم. كذلك أهل مصر لم يصلهم عن انقلابات الغرب إلا أضعف الأنباء، وظلوا في كل مقومات الحياة الوطنية حيث كان آباؤهم.
اصطدم المماليك في صيف 1798 بغرب غير الغرب الذي عرفوه أيام الحروب الصليبية. وسرعان ما رأوا أن لا أساس لما زعموه «من أنه إذا جاءت جميع الإفرنج 1798-1801 لا يقفون في مقابلتهم وأنهم يدوسونهم بخيولهم»
1
وتمكن الفرنسيون من احتلال مصر.
وحكم الفرنسيون مصر مدة تزيد قليلا على ثلاثة أعوام. وقد تخللت هذه المدة محاولة من جانبهم لفتح الولايات السورية. وضيق عليهم أثناءها حصار بحري إنجليزي. وقام المصريون على حكمهم كلما أمكن ذلك. وأباد منهم الطاعون وغيره من الأمراض الوبائية عددا لا يستهان به. وظل مراد ومماليكه ومن انضم إليه من عرب مصر والجزيرة العربية شهورا عديدة ينازعونهم ملك الصعيد شبرا شبرا وأخذت تبطل التجارة البحرية، ويقل ورود قوافل دارفور وسنار وفزان وبرقة وغيرهما من بلاد المغرب. ولم تطب للفرنسيين الإقامة بمصر فقد وجدوها دون ما توقعوا،
2
Unknown page