Jiniral Yacqub
الجنرال يعقوب والفارس لاسكاريس: ومشروع استقلال مصر في سنة ١٨٠١
Genres
63
وكان في الخارجين بعض الأقباط وجماعة من المترجمين، وبعض مسلمين ممن خاف على نفسه كعبد العال الأغا الذي طلق زوجته وباع متاعه وفراشه وما ثقل عليه حمله. وخرج أيضا كثير من نصارى الشوام والأروام مثل يبنى وبرطلمى (فرط الرمان) وغيرهما».
64
لم يبق يعقوب بمصر يعمل في تقرير مصيرها كما حسب. وليس أمامنا إلا أن نعلل ذلك بأسباب لا بأس بها، أولها ما رآه من تشتت الجند القبطي وعزم بناييهم ونجاريهم على ترك الجندية والعودة لعيالهم. ثانيها أن القيادة الفرنسية لم تعد شييا ما لمستقبل الفرقة القبطية، ولا لمستقبل النفوذ الفرنسي في مصر. بل كان كل همها الانسحاب وتنظيم هذا الانسحاب. وربما كان سبب هذا الإهمال ما حدث من تقسيم الجيش الفرنسي إلى قسمين، قسم يدافع عن القاهرة تحت قيادة بليار وآخر عن الإسكندرية تحت القايد العام مينو. ثم أصبح الاتصال بين القسمين صعبا. وسلم بليار القاهرة في اتفاق عقده مع الأعداء، وأعقبه تسليم مينو.
65
أما ثالث الأسباب فهو الهجرة لتحقيق مشروع خطير: السعي لدى الحكومات الأوروبية لتحقيق استقلال مصر، ولا أظن أن خروج يعقوب كان للخلاص بنفسه، فمثله ممن يمكنهم تصفية الحساب الماضي مع العثمانيين المنتصرين. وقد حاول القبطان باشا حسين أن يغريه بالبقاء في مصر، ووعده ومناه
66
ولكنه رفض وآثر الرحيل للعمل في ميدان جديد. •••
ركب يعقوب السفينة الحربية الإنجليزية بلاس وربانها إدموندس. وكان على ظهرها أيضا الفارس لاسكاريس. وقد عرف إدموندس قدر يعقوب وأنه زعيم في عشيرته، وأن الفرنسيين لقبوه «جنرالا» حرصا على نيل تأييده فأحسن لقاءه، مما دعا يعقوب للتحدث معه في شيون مصر، وقال له إنه يعتقد أن حكومة العثمانيين في مصر أسوأ أنواع الحكم، وأنه لم يؤيد الاحتلال الفرنسي إلا لتقليل ما حاق بمواطنيه من أذى، وأنه صدق ما ادعاه الفرنسيون من أن دولتهم أقوى الدول الأوروبية، ولم يكن يدرك إذ ذاك مدى القوة البحرية الإنجليزية. ثم قال إنه يرجو أن يسعى لدى الحكومات الأوروبية لتحقيق استقلال بلاده، وأن هجرته لأوروبا قد تنفع في هذا السبيل، على أنه يعلم أن إدراك الغاية مستحيل بلا موافقة الحكومة الإنجليزية.
67
Unknown page