Jiniral Yacqub
الجنرال يعقوب والفارس لاسكاريس: ومشروع استقلال مصر في سنة ١٨٠١
Genres
54
رجل هذه حاله تضيق به مالطة ويضيق ذرعا بالفرسان. تركها وتبع بونابرت إلى مصر، حيث تقلد بعض المناصب الإدارية. تعلم العربية وتزوج من قوقازية من جواري أحد الأمراء، وأطلق لخياله العنان في هذا الوادي التاريخي الرحيب.
وفي مصر فكر وكتب في طرق حكمها، ودرس فكرة إقامة قناطر حاجزة عند تفرع النيل في رأس الدلتا. وعندها يقيم عاصمة البلاد تحت اسم مينوبوليس إجلالا للجنرال مينو، يحميها الماء من جوانب ثلاثة، ويجتذب إليها خيرات الوادي من منابع النيل.
55
هذا الاجتذاب والتقدم نحو منابع النيل من مشروعات لاسكاريس العزيزة. ألا يمكن أن نجد مغزى خاصا في أن إسماعيل فاتح السودان كان تلميذا للاسكاريس قبيل الفتح؟ وقد ثبت أن المعلم صرف في بث هذه الأفكار وما يماثلها في تلميذه أكثر مما صرف في تعليمه تصريف الأفعال.
ورأى لاسكاريس أن مصر يجب أن تستقل وأنها خليقة بالاستقلال بحكم موقعها وتاريخها ومواردها. ورأى أن الحكومة الفرنسية يجب أن تعمل على تحقيق استقلال مصر إذا ما قررت الجلاء عنها بأن تقوي الفرقة المصرية تحت قيادة يعقوب، وأن تعدها بحيث تكون العنصر المرجح في تقاتل العثمانيين والمماليك على تملك هذه البلاد. وأشار أيضا بأن يترك الفرنسيون إذا ما اضطروا للجلاء ذخيرة حربية، وقوة فرنسية يظهرون أنها عاصية ترفض الانسحاب مع بقية الجيش، ويدعونها تنسحب نحو الأقاليم النوبية تفتحها وتهبط منها على مصر عند اللزوم.
56
وقد اجتذب لاسكاريس إلى مشروعه هذا فرنسيين آخرين سجل التاريخ من أسمايهم مارسل المستشرق، والضابط ديبا حاكم القلعة. واتصل بالمصري يعقوب وجعل فرقته القبطية قاعدة الاستقلال.
57
وحاول أن يقنع مينو بكل هذا ولكنه لم يقتنع. إذ حالت دون اقتناعه قلة ثقته بالفارس والأقباط عامة ويعقوب خاصة، وسمح لنفسه في أكثر من مرة بمداعبة لاسكاريس والسخرية منه.
Unknown page