Jiniral Yacqub
الجنرال يعقوب والفارس لاسكاريس: ومشروع استقلال مصر في سنة ١٨٠١
Genres
42
وأنه سار في مسلكه إزاء الحكم الفرنسي «في خطة تخالف ما كان عليه أبناء جنسه من حيث الهدوء والسكينة والصبر والاحتمال وفداء أرواحهم وأعراضهم في بعض الأحوال ببذل المال والعطايا، فإنه فضلا عن مخالفته لهم في الزي والحركات، اتخذ له امرأة من غير جنسه بطريقة غير شرعية،
43
على أن رجال الدين - ولا سيما البطريرك - لم يكونوا راضين عن تصرفاته وأحواله»، وقد سمع صاحب التاريخ من بعض شيوخ الأقباط المسنين أن البطريرك «نصحه المرات العديدة بالعدول عن هذه الخطة، وأن يعيش كساير إخوانه فلم يقبل وعاوده بالنصيحة مرة أخرى، فجاوبه جوابا عنيفا فسخط عليه. وسمع أيضا ما كان من تجرؤ يعقوب على الدخول في الكنيسة مرة راكبا جواده ورافعا سلاحه، وطلبه أن يناول السر المقدس وهو على ظهر جواده معتذرا عن هذه الجسارة بأن من كان جنديا مثله يلزم أن يكون على الدوام في أهبة واستعداد».
44 «رفض يعقوب إذن أن يلتزم الهدوء والصبر والاحتمال وفداء النفس والعرض ببذل المال، وأحب أن يكون رجل حرب». وقد ثبت للتاريخ ميله أيام شبابه لأعمال القتال والفروسية على طريقة المماليك، واشترك أيام أن كان يدير التزام سليمان بك الأغا في الصعيد في بعض حروب المماليك ضد جنود القبطان باشا حسن الذي نزل بمصر في 1786 لتثبيت الحكم العثماني. واهتم بدراسة بعض تلك الحروب، وأتقن أساليب المماليك في ركوب الخيل واستعمال السيف.
45 «ثم جاء الفرنسيون وعين لمرافقة الجنرال ديسيه في فتح الصعيد، وهنا أيضا رفض يعقوب أن يقصر همه على ما عين له من تدبير المال والغذاء ونقل الرسايل، بل راقب سير الحرب، وحارب مرة من المرات تحت عين ديسيه نفسه على رأس طايفة من الفرسان الفرنسيين جماعة من المماليك، وأبلى بلاء حسنا؛ حمل قايده على تقليده سيفا»
46
ولم يكن المعلوم أن الأقباط يقلدون السيوف بل يكسون الفراء أو ينفخون بالمال.
وتعلق يعقوب بديسيه - السلطان العادل كما سماه أهل الصعيد - تعلقا خالصا،
47
Unknown page