255

Al-Jawhara fī nasab al-nabī wa-aṣḥābihi al-ʿashara

الجوهرة في نسب النبي وأصحابه العشرة

Publisher

دار الرفاعي للنشر والطباعة والتوزيع

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٠٣ هـ - ١٩٨٣ م

Publisher Location

الرياض

مَن مبلغٌ عني بُحيرًا رسالةً ... فهل لك فيما قلتَ بالخيفِ هلْ لَكا؟
سَقاكَ بها المأمونُ كأسًا رويةً ... فأنْهلك المأمونُ منها وعَلَّكا
وخالفت أسبابَ الهُدى واتَّبعتَهُ ... على أيِّ شيءٍ وِيْبَ غيركَ دَلَّكا
على خُلقٍ لم تُلفِ أُمًا ولا أبا ... عليهِ ولم تُدركْ عليهِ أخًا لكا
فقال رسول الله صلى الله عيه وسلم، لما سمع " سقاك بها المأمونُ ": " صدق، وإنه لكَذوبٌ، أنا المأمونُ ". ولما سمع " على خلقٍ لم تُلفِ أماُ ولا أبًا عليه " قال: " أجل، لم يلف أمِّه ولا أباه عليه ". ثم لما قدم رسول الله ﷺ مُنصرفهُ من الطائف كتب بُحيرٌ إلى كعب: إن كانت لك في نفسك حاجةٌ فاقدمْ إلى رسول الله ﷺ، فإنه لا يقتل أحدًا جاء تائبًا، وذلك أنه بلغه أن رسول الله ﷺ أهدر دمه لقولٍ بلغه عنه، وبعث إليه:
مَم مبلغٌ كعبًا فهل لك في التي ... تلومُ عليها باطلًا وهي أحزمُ
إلى الله، لا العُزَّى ولا اللآتِ وحدهُ ... فتَنجو إذا كان النجاءُ وتَسلمُ
لدي يوم لا ينجو وليس بمُفلتٍ ... من النارِ إلا طاهرُ القلبِ مُسلمُ

1 / 269