243

Jawhara

الجوهرة في نسب النبي وأصحابه العشرة

Publisher

دار الرفاعي للنشر والطباعة والتوزيع

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٠٣ هـ - ١٩٨٣ م

Publisher Location

الرياض

ومن ضبة شِظاظ: وفيه جرى مثل العرب " ألصُّ من شِظاظ ". وكان مشهورًا باللصوصوية. ومن ضبة عاصم بن خليفة بن معقل: قاتلُ بَسطامَ بن قيس الشيباني. وبسطام: هو فارس بكر بن وائل وابنُ سيِّدها. وقُتل بالحسنِ، وهو حبل رملٍ. وأسلم عاصم بن خليفة أيام عثمان بن عفان، فكان يقف ببابه، فيستأذن، فيقول: عاصم بن خليفة قاتلُ بسطام بن قيس بالباب. وكان سببُ قتله بسطام أن بسطام بن قيس أغار على بني ضبةَّ، وكان معه حازٍ يحزو له. قال أبو احسن الأخفش: حاز: زاجر. فقال بسطام إني سمعت في النوم قائلًا: الدلوُ تأتي الغَرَبَ المَزِلَّةْ فقال الحازمي: أفلا قلت: ثم تعود بادِنًا مُبتلَّهْ قال: ما قلت: فاكتسح إبلهم، فتناوا واتبعوه. ونظرت أمُّ عاصمٍ إليه وهو يقع حديدةً له أي يحدُّها. والمِقَعةُ: المِطرقةُ. فقالت: ما تصنعُ بهذهِ؟ وكان عاصم منغوصًا. فقال: أقتلُ بها بسطام بن قيس، فنهرتْه وقالت له: اسْتُ أمِّك أضيق من ذلك. فنظر إلى فرسٍ لعمِّه موثقةٍ إلى شجرةٍ، فاغزوراها، أي ركبها عُرْيًا، ثن أقبل بها الريح. فنظر بِسطامٌ إلى الخيل وقد لحقته. فجعل يطعن الإبلَ في أعجازها. فصاحت به بنو ضبة: ما هذا السَّفهُ يا بسطام؟ دعها، إما لنا وإما لك. فانحطَّ عليه عاصم، فطعنه، فرمى به على ألاءةٍ، وهي شجرة ليست بعظيمة. وكان بِسطامُ نَصرانيًا، وكان قتُله بعدَ مبعث النبي ﷺ.

1 / 257