أخذ الله بنواصينا ونواصيكم إلى ما به صلاح الآخرة والأولى، وجمع شملنا وشملكم على ما فيه العمل الصالح والتقوى بحق محمد وآله -صلى الله عليه وآله وسلم- {قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين}[].
وحسبنا الله وكفى ونعم الوكيل، ونعم المولى ونعم النصير، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
وله -عليه السلام- كتاب إليه هذه نسخته:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى.
سليل العترة الأطهار، وشريف المنصب والنجار، وكريم الخيم والفخار الشريف الذي سمت همته إلى المراتب العلية، والماجد الذي ما تعلقت إلا بمعالي الأمور نفسه الأبية، شرف الدين، وعين إخواننا الشرفاء الأكارم من آل النبي الأمين حسين بن أحمد بن حسين الخواجي(1) ثبت الله على الخير لسانه وقدمه، وأجرى فيما يحيي شريعة جده سنانه وسيفه وقلمه، وأهدى إليه سلاما يحكي طيب أصله وكرمه وإكراما يطهر به عن كل شيء أخلاقه وشيمه ورحمة الله وبركاته الذي ترفع به من الحق كلمة آمين وبعد:
فإنه وافى كتابكم الكريم المقابل بالتكريم والتعظيم مصاحبا لإخواننا وإخوانكم كرام الأخلاق طاهري الشيم والأعراض مطاعن بن حسين بن أبي بكر بن عيسى الخواجي(2)، ومربع بن محجوب العماري(3)، والسيد العلامة إبراهيم بن الهادي النعمي(4) [182/أ] أنعم الله عليهم، وكان وصولهم إلينا ووفودهم علينا شفاءا للصدور ونما في السرور والحبور بعد أن كان الشوق إلى الإجتماع بكم وبإخوانكم الأكارم متأكدا، والإنتظار لمشاركتم أيها الإخوان الكرام في النفير إلى هذا المحل الذي النفير إليه من أعظم شعب الجهاد متأبدا، ولسان الحال في هذه المقام لما قال الإمام المنصور بالله عبد الله بن حمزة(5) -عليه السلام- منشدا:
دعوة يا بني علي إليكم
حار فكري في وقفة الخيل والصيد
أرسلوها شعوا شعثا تباري كحريق الثمام هاجته ريح ... وهي منكم فهل لها من سميع
Page 291