ولما كان اليوم الثاني دخل لقبض السلاح الفقيه الفاضل محمد بن علي بن صالح الأكوع رحمه الله تعالى من قبل مولانا صفي الدين والذين دخلوا للعهد والخطاب وقبض ما معهم إلى المخازين هم السيدان الأكملان: محمد بن شرف الدين بن جحاف، والسيد عبد الله بن أمير الدين والقاضيان العالمان الحسن بن سعيد العيزري وعبد الهادي بن أحمد الثلائي مع غيرهم، ثم خرجوا وقد قتل منهم فوق المائتين في الحرب، فإنهم أحربوهم نحو ثلاثة أيام بلياليها وجلس(1) منهم جماعة من أعيانهم مع الأمير صفر والأغوات الذين معه وهم جماعة.
منهم قرا جمعه آغا من عظمائهم وكان في ذيفان، فأغار إلى ثلا كما سيأتي إن شاء الله تعالى وأطلق جماعة وأرسلوهم إلى محروس شهارة المحروسة بالله.
ومن هذه الوقعة الأنودية(2) وما بعدها اجتمع قلوب أهل اليمن إلى جانب الحق وتواترت الفتوح كما سيأتي إن شاء الله تعالى فهي كيوم الفرقان.
أخبرني الفقيه الفاضل صلاح بن علي البريشي أنه سمع مولانا الحسين رحمه الله تعالى، يحدث أنه رأى قبل الوقعة أنه وصله خط من النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- وعلامته الشريفة -صلى الله عليه وآله- : محمد رسول الله وفيه الآية الكريمة: {نصر من الله وفتح قريب وبشر المؤمنين}[الصف:13]، وسارع إلى الطاعة من كان مخالفا(3) كما سيأتي إن شاء الله تعالى.
وقيل: في هذه الوقعة أشعار حسنة.
Page 265