204

Jawhara Munira

الجوهرة المنيرة - 1

Genres

وأما السيد العلامة أحمد بن علي الشامي أطال الله بقاه، فوصل إلى بلاد آنس بعد فتحها [88/أ] وكان في حكم الغارة، فلما لم يجد العدو استعان من آنس من أيسر ما أمكن من المال والرجال. وتقدم إلى نواحي الذراع كما سيأتي في أخبار الذراع، ووصل سيدنا الزاهد العلامة عز الدين محمد بن عبد الله الغشم نفع الله به من عند الإمام -عليه السلام- بولاية على المغارب كلها، وكان الإمام -عليه السلام- يظن أن فتح المغارب يتصعب جدا فيكون سيدنا أعاد الله من بركاته مجابا، كما كان حي سيدنا نجم الدين يوسف بن علي الحماطي رحمه الله تعالى فهو تلوه في خصاله الحميدة، وما لم يبق إلا حفظ الحقوق وسياقها أعان أياما ثم بدا له الترك، وعاد إلى حاله المعهود من وظائف الطاعات والمسير في البلاد للوعظ والتذكير كما ذلك دأبه رحمه الله تعالى.

وأما السيد المطهر بن ناصر الدين ومن صار إليه من آنس فصار إلى صنعة من غربي ذمار، هو والشيخ حسين بن ناصر ومشائخ آنس استقروا فيها أياما، حتى استقر مولانا الحسن بن أمير المؤمنين رضوان الله عليه في نواحي الذراع كما سيأتي إن شاء الله.

وأما العجم وجنودهم فاجتمعوا إلى المدائن من اليمن إلى صنعاء فكان في إب وذي جبلة في بعض اليمن محاط مع أمراء كثرة، وفي يريم وذمار وزراجة والذراع والقبتين وسيان وبيت اللوذعي وريمة سنحان، وصنعاء هؤلاء الذين في جانب(1) اليمن. ثم إن مولانا الحسن بن أمير المؤمنين رضوان الله عليه تقدم إلى أعلى من صنعاء، وأخذ رتبة من العجم في بيت بوس وملكه وجعل فيه رتبة، ثم أردفها برتب في أعلى الجبل واستوثق من تلك المواضع، وأرسل جمهور الحيمة مع القاضي عماد الدين يحيى بن أحمد المخلافي لفتح جبل تيس فلا زالوا حتى اتصلوا ببني الخياط بموضع يسمى العرة، وكانت أياما مشهورة بشدة الحرب، وقد جمع الأمير عبد الرب جنوده وأمر كثيرين من العجم شيئا بعد شيء.

Page 227