فإنه ورد علينا جوابكم في تلك الأمور التي كررناها إليكم والحوادث التي ألحق فيها الله ولنا وللمسلمين عليكم من مثل قضية صاحبنا الفقيه حسن العلماني(1) التي سار ذكرها وشومها وطار شنارها ولومها، وبتكت بها حبال(2) العهود الأكيدة، وهدمت بها أبنية الإصلاح المشيدة، التي إنما شرعت لحقن دماء المسلمين، وحفظ حرم المؤمنين، فنظمتموها في سلك الأمور [84/أ] المجهولة والدعاوي المدخولة، ومثل تلك القضية بل وما هو دونها مما ظهر لكل سامع ورائي، وتيقنه كل دان ونائي، مما لا يجاوب فيه بالمحال، ولا يخاطب فيه بتنميقات المقال، وإنما جوابه الإصلاح بما يجب في الشرع والعقل، ودمل كلمة بما يرضي الله عز وجل، وأن يتبقى للعهود حرمتها ويحفظ لها عصمها وذممها، ونعيذ بالله مقامكم العالي ومنصبكم السامي أن ينطوي على غش أو يشتمل على غدر كما نستعيذه سبحانه أن نضيع نحن حق المسلمين أو ندليهم والحال هذه بغرور ولا نبين لهم أمرهم، ونلزمهم أن يأخذوا كما أمرهم الله حذرهم، وأن له سبحانه في عباده إرادة، وعلى دينه غيرة وبعترة نبيه -صلى الله عليه وآله وسلم- حفاوة، وهو العالم سبحانه أن تكرار هذه المراجعة إبلاغ إليه وإقامة للمعذرة عنده، وسعي في تسكين الفتنة التي ورد في الحديث عنه -صلى الله عليه وآله وسلم-: ((الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها)).
وإنما نحن به وإليه وهو حسبنا ونعم الوكيل ونعم المولى ونعم النصير ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم.
نعم وكان من رسم مكاتبة مولانا أمير المؤمنين المنصور بالله القاسم -عليه السلام- كما أخبرني كثيرون من أصحابه إلى الباشا صاحب صنعاء ومن هو كمثله أن العلامة الشريفة في محلها المعروف في صدر الكتاب كما يجب، وترك التراب الأحمر كان بطلب(3) جعفر باشا لذلك فأجابه الإمام إليها، واستمرت كذلك إلى هذا الكتاب.
Page 218