Al-Jawhar al-shaffāf al-multaqaṭ min maghāṣāt al-Kashshāf
الجوهر الشفاف الملتقط من مغاصات الكشاف
Genres
وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه قال أأقررتم وأخذتم على ذلكم إصري قالوا أقررنا قال فاشهدوا وأنا معكم من الشاهدين(81)فمن تولى بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون(82) {وإذ أخذ الله ميثاق النبيين} يحتمل أن يراد ميثاق النبيين أولاد النبيين وهم بنوا إسرائيل ويجوز أن يريد أهل الكتاب على سبيل الاستهزاء بهم لأنهم كانوا يقولون نحن أولى بالنبوة من محمد لأنا أهل كتاب، ومنا كان النبييون [163{{لما أتيناكم من كتاب وحكمة} اللام في لما أتيناكم لام التوطية أي: المتقدمة قبل جواب القسم إن أخذ الميثاق في معنى الاستخلاف وجواب القسم لتؤمنن به بمعنى استخلافكم للذي أتيناكموه من كتاب منزل وحكمة أي سنة وشريعة لتؤمنن به وقرأ حمزة لما أتيتكم بكسر اللام ومعناه لأجل إيتائي إياكم بعض الكتاب، والحكمة {ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم} أي: ثم لأجل مجئ رسول مصدقا لما معكم لما آتيناكم من كتاب وحكمة فاللام للتعليل على معنى أخذ الله ميثاقكم لتؤمنن بالرسول ولتنصرنه لأجل أني أتيتكم الكتاب والحكمة ولأجل أن الرسول الذي أمركم بالإيمان به ونصرته موافق لكم غير مخالف لما معكم {لتؤمنن به} أي: لتصدقونه وتنصرونه، بالتصديق {قال أقررتم} أي: على أنفسكم بلزوم الميثاق لكم {وأخذتم على ذلكم} يعني: على الذي أقررتم لزومه لكم {إصري} أي: عهدي وسمي إصرا لأنه يؤصر أي شد وانعقد {قالوا أقررنا} يعني: بلزوم ذلك لنا {قال فاشهدوا} يعني: فليشهد بعضكم على بعض بالإقرار {وأنا معكم} على إقراركم وشهادتكم {من الشاهدين} وهذا توكيد عليهم وتحذير من الرجوع إذا علموا بشهادة الله وشهادة بعضهم على بعض وقيل الخطاب للملائكة {فمن تولى بعد ذلك} يعني الميثاق والتوكيد {فأولئك هم الفاسقون} المتمردون من الكفار.
Page 306