242

Al-Jawhar al-shaffāf al-multaqaṭ min maghāṣāt al-Kashshāf

الجوهر الشفاف الملتقط من مغاصات الكشاف

ربنا آمنا بما أنزلت واتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين(53)ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين(54)إذ قال الله ياعيسى إني متوفيك ورافعك إلي ومطهرك من الذين كفروا وجاعل الذين اتبعوك فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة ثم إلي مرجعكم فأحكم بينكم فيما كنتم فيه تختلفون(55) {ربنا آمنا} أي: صدقنا {بما أنزلت} من الكتب والوحي {واتبعنا الرسول} فيما أرسل به إلينا {فاكتبنا} في اللوح المحفوظ أو في صحائفنا {مع الشاهدين} مع الأنبياء الذين يشهدون لأممهم أو مع الذين يشهدون بالوحدانية وقيل: أراد أمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم لأنه شهيدا على الناس {ومكروا} يعني: كفار بني إسرائيل ومكرهم أنهم وكلوا به من يقتله غيلة، {ومكر الله} يعني: أن رفع عيسى إلى السماء وألقى شبهه على من أراد اغتياله حتى قتل{والله خير الماكرين} أقواهم مكرا، وأنفذهم كيدا وأقدرهم على العقاب من حيث لا يشعرون المعاقب {إذ قال الله يا عيسى إني متوفيك} أي: مستوفي أجلك في وقتك بعد النزول من السماء أي: عاصمك من أن يقتلوك كفار بني إسرائيل ومجزيك إلى أجل كتبته لك {ورافعك إلي} إلى سمائي ومقر ملائكتي {ومطهرك [154{ من الذين كفروا} يعني: من سوء جوارهم وخبث صحبتهم وقيل: متوفيك قابضك من الأرض وقيل متوف نفسك بالنوم ورافعك وأنت نائم حتى لا يلحقك خوف وتستيقظ وأنت في السماء آمن مقرب {وجاعل الذين اتبعوك} هم المسلمون لأنهم متبعوك وإن اختلفت الشرائع {فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة} يعلونهم بالحجة وفي أكثر الأحوال بها وبالسيف، والذين كفروا هم اليهود والنصارى الذين كذبوه وكذبوا عليه في أنه لغير رشده {ثم إلي مرجعكم} يعني إلى حكمي وجزائي مصيركم {فأحكم بينكم} يا مسلمون وبين الكافرين {فيما كنتم فيه تختلفون} من أمر الدين.

Page 291