234

Jawhar Shaffaf

الجوهر الشفاف الملتقط من مغاصات الكشاف

وفي قراءة ابن عباس والله أعلم بما وضعت على خطاب الله لها، أي أنك لا تعلمين قدر هذا الموهوب وما علم الله من عظم شأنه وعلو قدره ولعل لله فيه سر وحكمة ولعل هذه الأنثى خير من الذكر تسلية لنفسها {وليس الذكر كالأنثى} طلب الأنثى التي وهبت لها، بل هي أبلغ وأعظم مما طلبت[147{{وإني سميتها مريم} عطف على قولها إني وضعتها أنثى وذكرت تسميتها مريم لقربها لأن مريم في لغتهم بمعنى العابدة فأرادت بذلك التقرب إلى الله والطلب إليه أن يعظمها حتى يكون فعلها مطابقا لاسمها، وأن يصدق فيها ظنها، بدليل طلب الإعاذة لها ولولدها من الشيطان حين قالت {وإني أعيذها بك} أي: أمنعها وأخيرها بك يا رب {وذريتها} إن كان لها ذرية {من الشيطان الرجيم} أي: قرء غواية وهو بمعنى مرجوم لأنه يرجم بالشهب.

قال رضي الله عنه: وما يروى في الحديث: ((ما من مولود يولد إلا والشيطان يمسه حين يولد فيستهل صارخا من مس الشيطان أياما إلا مريم وابنها فإنهما كانا معصومين)) .

فتقبلها ربها بقبول حسن وأنبتها نباتا حسنا وكفلها زكريا كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا قال يامريم أنى لك هذا قالت هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب(37) هنالك دعا زكريا ربه قال رب هب لي من لدنك ذرية طيبة إنك سميع الدعاء(38)

{فتقبلها ربها بقبول حسن} تقبلها رضى بها في النذر مكانة ذكر، والقبول الحسن هو اختصاصه لها بإقامتها مقام الذكر في النذر، ولم يقبل قبلها أنثى في ذلك، وأراد أنه تسلمها من أمه عقب الولادة،قبل أن تنشأ وتصلح للخدمة.

Page 280