205

Jawhar Shaffaf

الجوهر الشفاف الملتقط من مغاصات الكشاف

وعن ابن عباس: صدقات السر في التطوع بفضل علانيتها سبعين ضعفا، وصدقة الفريضة علانيتها أفضل من سرها بخمسة وعشرين ضعفا وإنما كانت المجاهرة بالفرائض أفضل لنفي التهمة، فلو كان المزكي ممن لا يعرف باليسار كان إخفائه أفضل والمتطوع إن أراد يقتدى به كان إظهاره أفضل، {ويكفر عنكم سيئاتكم} التكفير التغطية أي يغطي سيئاتكم ويسترها بالمغفرة {والله بما تعلمون خبير} أي: عليم بما تختارون فيجزيكم بحسبه {ليس عليك هداهم} أي: لا يجب عليك أن تعجلهم مهتدين إلى الاهتداء عما نهوا عنه من المن والأذى والإنفاق من الخبيث وغير ذلك وما عليك إلا أن تبلغهم النواهي فحسب {ولكن الله يهدي من يشاء} أي: يلطف بمن يعلم أن اللطف ينفع فيه فينتهي عما نهى عنه {وما تنفقوا من خير} من مال {فلأنفسكم} فهو لأنفسكم لينتفع به غيركم فلا تمنوا به على الناس ولا تؤذوهم بالتطاول عليهم {وما تنفقوا} أي: وليست نفقتكم إلا ابتغاء وجه الله ولطلب ما عنده فما بالكم تمنون بها وتنفقون الخبيث الرديء الذي لا يوجه مثله إلى الله، {وما تنفقوا من خير} يوف ثوابه أضعافا مضاعفة فلا عذر لكم في كراهية إنفاقه وأن يكون على أحسن الوجه أو أجملها وقيل: حجة أسماء بنت عميس فأتتها أمها تسألها وهي مشركة فأبت أن تعطيها فنزلت.

وعن سعيد بن جبير كانوا يتقون أن يرضخوا لقرابتهم من المشركين أي: يكرهون مواساتهم وعن بعض العلماء لو كان أشر خلق الله لكان لك ثواب نفقتك واختلف في الواجب فجواز أبو ح صرف صدقة الفطر إلى أهل الذمة، ومذهب آبائنا عليهم السلام خلاف{وأنتم لا تظلمون} لا تنقصون شيئا من ثواب الإنفاق.

Page 242