Jawhar Shaffaf
الجوهر الشفاف الملتقط من مغاصات الكشاف
Genres
قال رضي الله عنه: سبب الأعلام برفع الجناح إن الجاهلية كانوا يطوفون بينهما وعليهما ضمان أحدهما على الصفا وأسمه إيساف والآخرة على المروة واسمه نايل يروي أنهما كانا رجلا وامرأة ربيا الكعبة فمسحا حجرين فوصفا عليهما ليعتبر بهما فلما طالت المدة عبد من دون الله فكان أهل الجاهلية إذا سمعوا مسحوها فلما جاء الإسلام وكسرت الأوثان كره المسلمون الطواف بينهما لأجل فعل الجاهلية مخافة الإثم فرفعه الله عنهم واختلف العلماء في السعي بينهما،فقال: أنس وابن الزبير: هو مقطوع بدليل رفع الجناح ما فيه من التنجير بين الفعل والترك وقرأه ابن مسعود فلا جناح عليه أن لا يطوف بهما وعند أبي ح أنه واجب وليس بركن وعلى تركه ذم وهو مذهب آبائنا عليهم السلام وعند ك وس هو ركن لقوله صلى الله عليه وآله وسلم أسعوا فإن الله كتب عليكم السعي {ومن تطوع خيرا} أي: فعل غير المفترض عليه من الطواف والصلاة والزكاة والطاعة {فإن الله شاكر} أي: مجاز له بعمله {عليم} بنيته وسريرته {أن الذين يكتمون ما أنزلنا} به علما ليهود {من البينات} من الرجم والحدود والأحكام {والهدى} وهو أمر محمد صلى الله عليه وآله وسلم ونعته {من بعد ما بيناه للناس} أي: لبني إسرائيل {في الكتاب} يعني في التوراة فلم يتفق فيه شك لأحد فكتموه ولبسوه على الناس {أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون} أي: يطردهم من رحمته ويبعدهم عنها وكل شئ من الجن والإنس.
Page 130