قلنا: إنما قلنا دينهم الذي ظهر إلينا عنهم وصح معنا أنهم كانوا في حكم الظاهر عليه فليس من ظهر له عمل صالح حكم له بالجنة، بل إن من مات في السريرة عليه ولم يخالف الحق فيه بقول أو عمل. فإن من دان بشيء من الضلال في سر أو علانية، فهو على غير دين الله، ولو كانت أعماله كلها موافقة للحق إلا ذلك فقد مات على غير دين الحق، وكذلك من دان بالحق ولم يخالف في تدينه شيئا منه غير أن شيئا من أعماله مخالفا للحق ومات على ذلك فقد مات على غير دين الحق.
مسألة: ونحن نقول إن هؤلاء الذين قلنا إن من مات على دينهم الظاهر إلينا عنهم فهو من أهل الجنة، إن كانت سرائرهم التي ماتوا عليها موافقة لظواهرهم التي صحت عندنا فهم من أهل الجنة.
مسألة: وقد قال محمد بن روح بن عربي في سيرة تنسب إليه، ولا تحل لنا الشهادة بالغيب ولكن نشهد الله شهادة لا يخالجنا فيها شك أن عبد الله ابن يحيى رحمه الله إن كانت سريرته موافقة لعلانيته ومات على ما علمنا منه فإنا نشهد بلا شك يخالجنا في شهادتنا بأنه على هذه الشريطة من أهل الجنة، وكذلك إن مات قطري بن الفجاءة (6) على توبة عما ظهر منه في الدار فإنا نشهد على هذه الشريطة أنه من أهل النار.
وقال في سيرة له أخرى بعد نسبه أئمة المسلمين وولايتهم، هذا ديننا الذي ندين به لربنا لا شك فيه ولا ريب ونشهد على من خالفنا في شيء منه بالنار إلا من تاب عنا خالفنا في ذلك. انفضي.
Page 97