Al-Jawāhir al-Ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān
الجواهر الحسان في تفسير القرآن
Genres
وقيل: مقيتا: معناه شهيدا، وقيل: حفيظا.
وذهب مقاتل إلى أنه الذي يقوت كل حيوان، قال الداوودي: قال الكلبي المقيت هو المقدر بلغة قريش. انتهى.
وقوله سبحانه: { وإذا حييتم بتحية... } الآية: قالت: فرقة: معنى الآية: تخيير الراد؛ فإذا قال البادىء: «السلام عليك»، فللراد أن يقول: «وعليك السلام» فقط، وهذا هو الرد، وله أن يقول: «وعليك السلام، ورحمة الله»، وهذا هو التحية بأحسن، وروي عن ابن عمر وغيره انتهاء السلام إلى البركة، وقالت فرقة: المعنى: إذا حييتم بتحية، فإن نقص المسلم من النهاية، فحيوا بأحسن منها، وإن انتهى، فردوها، كذلك قال عطاء، والآية في المؤمنين خاصة، ومن سلم من غيرهم، فيقال له: «عليك»؛ كما في الحديث، وفي أبي داود، والترمذي، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
" أولى الناس بالله من بدأ بالسلام "
انتهى.
وأكثر أهل العلم على أن الابتداء بالسلام سنة مؤكدة، ورده فريضة؛ لأنه حق من الحقوق؛ قاله الحسن وغيره، قال النووي: وروينا في كتاب ابن السني، عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
" ما من عبدين متحابين في الله عز وجل يستقبل أحدهما صاحبه فيصافحه، فيصليان على النبي صلى الله عليه وسلم إلا لم يتفرقا حتى تغفر ذنوبهما، ما تقدم منها وما تأخر "
، وروينا فيه عن أنس أيضا، قال: «ما أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيد رجل، ففارقه؛ حتى قال: اللهم ربنا آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار»؛ وروينا فيه، عن البراء بن عازب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" إن المسلمين إذا التقيا، فتصافحا، وتكاشرا بود ونصيحة، تناثرت خطاياهما بينهما "
، وفي رواية: «إذا التقى المسلمان، فتصافحا، وحمدا الله تعالى، واستغفرا غفر الله عز وجل لهما». انتهى.
Unknown page