Al-Jawāhir al-Ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān
الجواهر الحسان في تفسير القرآن
Genres
أو أشد قسوة
[البقرة:74]؛ لأن الموضعين سواء.
وقولهم: { لم كتبت علينا القتال }: رد في صدر أوامر الله سبحانه، وقلة استسلام له، والأجل القريب: يعنون به موتهم على فرشهم؛ هكذا قال المفسرون.
قال * ع *: وهذا يحسن؛ إذا كانت الآية في اليهود أو في المنافقين، وأما إذا كانت في طائفة من الصحابة، فإنما طلبوا التأخر إلى وقت ظهور الإسلام، وكثرة عددهم، ويحسن القول بأنها في المنافقين اطراد ذكرهم فيما يأتي بعد من الآيات.
وقوله سبحانه: { قل متع الدنيا قليل } المعنى: قل، يا محمد، لهؤلاء: متاع الدنيا، أي: الاستمتاع بالحياة فيها الذي حرصتم عليه قليل، وباقي الآية بين.
وهذا إخبار منه سبحانه يتضمن تحقير الدنيا، قلت: ولما علم الله في الدنيا من الآفات، حمى منها أولياءه، ففي الترمذي عن قتادة بن النعمان، عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ أنه قال:
" إذا أحب الله عبدا، حماه الدنيا؛ كما يظل أحدكم يحمي سقيمه الماء "
، قال أبو عيسى: وفي الباب عن صهيب، وأم المنذر، وهذا حديث حسن، وفي الترمذي عن ابن مسعود قال:
" نام النبي صلى الله عليه وسلم على حصير، فقام وقد أثر في جنبه، فقلنا: يا رسول الله، لو اتخذنا لك فراشا؟! فقال: مالي وما للدنيا، ما أنا في الدنيا إلا كراكب استظل تحت شجرة، ثم راح وتركها "
، وفي الباب عن ابن عمر، وابن عباس، قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح. انتهى.
Unknown page