278

al-Gawahir al-hisan fi tafsir al-Qurʾan

الجواهر الحسان في تفسير القرآن

Genres

قال النووي: حكى لي بعض شيوخنا؛ أنه انفلتت له دابة أظنها بغلة، وكان يعرف هذا الحديث، فقاله، فحبسها الله عليه في الحال، وكنت أنا مرة مع جماعة، فانفلتت منا بهيمة، فعجزوا عنها، فقلته، فوقفت في الحال بغير سبب سوى هذا الكلام. اه.

و { أسلم }: معناه: استسلم، عند الجمهور.

واختلفوا في معنى قوله: { طوعا وكرها } ، فقال مجاهد: هذه الآية كقوله تعالى:

ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض ليقولن الله

[لقمان:25] فالمعنى: أن إقرار كل كافر بالصانع هو إسلام كرها، ونحوه لأبي العالية، وعبارته: كل آدمي، فقد أقر على نفسه؛ بأن الله ربي، وأنا عبده، فمن أشرك في عبادته، فهو الذي أسلم كرها، ومن أخلص، فهو الذي أسلم طوعا.

قال * ع *: والمعنى في هذه الآية يفهم كل ناظر أن الكره خاص بأهل الأرض.

وقوله سبحانه: { أفغير دين الله }: توقيف لمعاصري نبينا محمد صلى الله عليه وسلم من الأحبار والكفار.

قوله تعالى: { قل ءامنا بالله وما أنزل علينا وما أنزل على إبرهيم وإسمعيل وإسحق ويعقوب والأسباط وما أوتي موسى وعيسى والنبيون من ربهم... } الآية: المعنى قل: يا محمد، أنت وأمتك: { ءامنا بالله... } الآية, وقد تقدم بيانها في «البقرة»، ثم حكم تعالى في قوله: { ومن يبتغ غير الإسلم... } الآية؛ بأنه لا يقبل من آدمي دينا غير دين الإسلام، وهو الذي وافق في معتقداته دين كل من سمي من الأنبياء عليهم السلام ، وهو الحنيفية السمحة، وقال بعض المفسرين: إن { من يبتغ... } الآية، نزلت في الحارث بن سويد، قلت: وعلى تقدير صحة هذا القول، فهي تتناول بعمومها من سواه إلى يوم القيامة.

[3.86-89]

وقوله تعالى: { كيف يهدي الله قوما كفروا بعد إيمنهم... } الآيات: قال ابن عباس: نزلت هذه الآيات من قوله: { كيف يهدي الله } في الحارث بن سويد الأنصاري، كان مسلما، ثم ارتد ولحق بالشرك، ثم ندم، فأرسل إلى قومه؛ أن سلوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، هل من توبة؟ فنزلت الآيات إلى قوله: { إلا الذين تابوا } ، فأرسل إليه قومه، فأسلم، قال مجاهد: وحسن إسلامه، وقال ابن عباس أيضا والحسن بن أبي الحسن: نزلت في اليهود والنصارى، شهدوا ببعث النبي صلى الله عليه وسلم، وآمنوا به، فلما جاء من العرب، حسدوه، وكفروا به، ورجحه الطبري.

Unknown page