al-Gawahir al-hisan fi tafsir al-Qurʾan
الجواهر الحسان في تفسير القرآن
Genres
، خرجه الترمذي الحكيم في «نوادر الأصول» اه من «التذكرة».
و { قائما }: حال من اسمه تعالى في قوله: { شهد الله } ، أو من قوله: { إلا هو } ، و { القسط }: العدل، وقوله تعالى: { إن الدين عند الله الإسلم... } الآية: الدين؛ في هذه الآية: الطاعة والملة، والمعنى: أن الدين المقبول أو النافع هو الإسلام، والإسلام في هذه الآية هو الإيمان والطاعات، قاله أبو العالية؛ وعليه جمهور المتكلمين، وحديث:
" بني الإسلام على خمس "
، وحديث مجيء جبريل يعلم الناس دينهم يفسر ذلك، ثم أخبر تعالى عن اختلاف أهل الكتاب بعد علمهم بالحقائق، وأنه كان بغيا وطلبا للدنيا؛ قاله ابن عمر وغيره، و { الذين أوتوا الكتب }: لفظ يعم اليهود والنصارى، لكن الربيع بن أنس قال: المراد بهذه الآية اليهود؛ اختلفوا بعد موت موسى، وبعد مضي ثلاثة قرون، وقيل: الآية توبيخ لنصارى نجران، وسرعة الحساب: يحتمل أن يراد بها: مجيء القيامة والحساب؛ إذ كل آت قريب، ويحتمل أن يراد بسرعة الحساب: أن الله تعالى بإحاطته بكل شيء علما لا يحتاج إلى عد ولا فكرة؛ قاله مجاهد.
وقوله تعالى: { فإن حاجوك فقل أسلمت وجهي لله ومن اتبعن... } الآية: الضمير في «حاجوك» لليهود، ولنصارى نجران، والمعنى: إن جادلوك وتعنتوا بالأقاويل المزورة والمغالطات، فأسند إلى ما كلفت من الإيمان، والتبليغ، وعلى الله نصرك.
وقوله: { وجهي }: يحتمل أن يراد به المقصد، أي: جعلت مقصدي لله ، ويحتمل أن يراد به الذات، أي: أسلمت شخصي وذاتي لله، وأسلمت؛ في هذا الموضع بمعنى: دفعت، وأمضيت، وليست بمعنى دخلت في السلم؛ لأن تلك لا تتعدى، ومن اتبعني: في موضع رفع؛ عطفا على الضمير في «أسلمت»، والذين أوتوا الكتاب، في هذا الموضع: يجمع اليهود والنصارى؛ باتفاق، والأميون: الذين لا يكتبون، وهم العرب في هذه الآية، وقوله: { ءأسلمتم }: تقرير في ضمنه الأمر، وقال الزجاج: { ءأسلمتم }: تهدد، وهو حسن، و { البلغ }: مصدر بلغ؛ بتخفيف عين الفعل.
وفي قوله تعالى: { والله بصير بالعباد } وعد للمؤمنين، ووعيد للكافرين.
[3.21-25]
وقوله تعالى: { إن الذين يكفرون بآيت الله... } الآية: هذه الآية نزلت في اليهود والنصارى، وتعم كل من كان بهذه الحال، وفيها توبيخ للمعاصرين لرسول الله صلى الله عليه وسلم، روى أبو عبيدة بن الجراح، عن النبي صلى الله عليه وسلم؛
" أن بني إسرائيل قتلوا ثلاثة وأربعين نبيا، فاجتمع من عبادهم وأحبارهم مائة وعشرون؛ ليغيروا المنكر، وينكروا، فقتلوا جميعا، كل ذلك في يوم واحد، وذلك معنى قوله تعالى: { ويقتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس } "
Unknown page