al-Gawahir al-hisan fi tafsir al-Qurʾan

Abu Zayd al-Thaalibi d. 873 AH
129

al-Gawahir al-hisan fi tafsir al-Qurʾan

الجواهر الحسان في تفسير القرآن

Genres

وقوله تعالى: { كما كتب على الذين من قبلكم }: اختلف في موضع التشبيه: قالت فرقة: التشبيه: كتب عليكم كصيام قد تقدم في شرع غيركم، ف «الذين» عام في النصارى وغيرهم.

و { لعلكم }: ترج في حقهم.

و { تتقون }: قيل على العموم؛

" لأن الصيام؛ كما قال صلى الله عليه وسلم: «جنة ووجاء، وسبب تقوى؛ لأنه يميت الشهوات» ".

و { أياما معدودت }: قيل: رمضان، وقيل: الثلاثة الأيام من كل شهر، ويوم عاشوراء التي نسخت بشهر رمضان.

* ص *: و { أياما }: منصوب بفعل مقدر يدل عليه ما قبله، أي: صوموا أياما، وقيل: { أياما }: نصب على الظرف انتهى.

وقوله سبحانه: { فمن كان منكم مريضا أو على سفر }: التقدير: فأفطر، { فعدة } ، وهذا يسمونه فحوى الخطاب، واختلف العلماء في حد المرض الذي يقع به الفطر، فقال جمهور العلماء: إذا كان به مرض يؤذيه، ويؤلمه أو يخاف تماديه، أو يخاف من الصوم تزيده، صح له الفطر، وهذا مذهب حذاق أصحاب مالك، وبه يناظرون، وأما لفظ مالك. فهو المرض الذي يشق على المرء، ويبلغ به، واختلف في الأفضل من الفطر أو الصوم، ومذهب مالك استحباب الصوم لمن قدر عليه، وتقصير الصلاة حسن؛ لأن الذمة تبرأ في رخصة الصلاة، وهي مشغولة في أمر الصيام، والصواب: المبادرة بالأعمال.

والسفر: سفر الطاعة؛ كالحج، والجهاد؛ بإجماع، ويتصل بهذين سفر صلة الرحم، وطلب المعاش الضروري.

وأما سفر التجارة، والمباحات، فمختلف فيه بالمنع، والجواز، والقول بالجواز أرجح.

وأما سفر العصيان، فمختلف فيه بالجواز، والمنع، والقول بالمنع أرجح.

Unknown page