179

Jawahir Balagha

جواهر البلاغة: في المعاني والبيان والبديع

Publisher

المكتبة العصرية

Publisher Location

بيروت

Genres

وذلك لأغراض يرمي إليها البليغ - غيرَ دَفع الإيهام (أ) كالدعاء - نحو: إني «حفظك الله» مريضٌ. وكقول عوف بن محلم الشيباني إن الثمانين وبُلغتها قد أحوجت سمعي إلى ترجمان (١) (ب) والتنبيه على فضيلة العلم - كقول الآخر واعلم فعلمُ المرء ينفعُه أن سوف يأتي كل ما قُدرا (جـ) والتّنزيه - كقوله تعالى (ويجعلون لله البنات سبحانه ولهم ما يشتهون) (د) وزيادة التأكيد - كقوله تعالى (وَوَصينا الإنسان بوالديه حملته امه وهنا على وهن وفصاله في عامين أن اشكر لي ولولديكَ إليَّ المصير) (هـ) والاستعطاف - كقول الشاعر: وخفوقِ قلب لو رأيت لهيبه يا جنّتي لرأيت فيه جهنَّما (و) والتهويل - نحو (وإنه لقسم لو تعلمون عظيم) (٧) ومنها الإيغال - وهو ختم الكلام بما يُفيد نُكتة، يتم المعنى بدونها- كالمبالغة: في قول الخنساء: وإن صخرا لتأتم الهداة به كأنه علمٌ في رأسه نارُ فقولها: «كأنه علم» وافٍ بالمقصود، لكنها أعقبته بقولها «في رأسه نار «لزيادة المبالغة، ونحو: قوله تعالى (والله يرزق من يشاء بغير حساب) . (٨) ومنها التذييلُ - وهو تعقيب جملة بجملة أخرى مستقلّة، تشتمل على معناها، تأكيدًا لمنطوق الأولى، أو لمفهومها - (٢) نحو: قوله تعالى (وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا) .

(١) بلغتها بفتح التاس أي بلغك الله اياها - وترجمان كزعفران، ويجوز ضم التاء مع الجيم، واعلم أن الدعاء من الشاعر موجه إلى المخاطب بطول عمره - وأن يعيش مثله ثمانين سنة - واعلم أنه قد يقع الاعتراض في الاعتراض كقوله تعالى (فلا اقسم بمواقع النجوم وأنه لقسم لو تعلمون عظيم أنه لقرآن كريم في كتاب مكنون) (٢) التأكيد ضربان: تأكيد المنطوق كما في هذه الآية، وتأكيد المفهوم كقوله: ولست بمستبق أخا لا تلمه على شعث أي الرجال المهذب؟؟ فقد دل بمفهومه على نفي الكمال من الرجال، فأكده بقوله (أي الرجال المهذب)

1 / 204