al-Gawab al-galil ʿan hukm balad al-Halil
الجواب الجليل عن حكم بلد الخليل
Genres
فكتب له بها، فلما استخلف عمر وظهر على الشام جاءه تميم بكتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له عمر: أنا شاهد ذلك، فأعطاه إياه إلى اليوم. [قال: وبيت لحم هي القرية التي ولد فيها عيسى بن مريم عليه السلام].
قلت: وفي هذا -مع إرساله- انقطاع، لأن ابن جريج لم يسمع من عكرمة، وقد خالف في تسمية الأرض. و(بيت لحم) في القدس لا في بلد الخليل.
[رواية أخرى للطبراني، ولأبي نعيم، ولابن عساكر] ولقصة تميم طريق أخرى أخرجها الطبراني في ((المعجم الكبير))، وأبو نعيم في ((معرفة الصحابة)، وابن عساكر في ((تاريخ دمشق))، في ترجمة تميم، كلهم من طريق سعيد بن زياد بن فايد بن زياد، عن أبي هند الداري قال: قدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة، فذكر الحديث، وفيه: فسألناه أن يعطينا أرضا من أرض الشام، فقال: ((سلوا حيث شئتم))، فقال تميم: أرى أن نسأله بيت المقدس وكورتها، فقال له أبو هند: لا تفعل، فإني أخاف أن لا تتم لنا، قال تميم: فنسأله بيت حبرون وكورتها، فسألناه.
فكتب لنا كتابا نسخته: ((هذا ما وهبه محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم للداريين إن أعطاه الله الأرض فلهم بيت عين وحبرون وبيت إبراهيم بما فيهن لهم أبدا)).
قال: فلما قدم المدينة أتوه فكتب لهم كتابا نسخته: ((هذا ما أنطى محمد رسول الله لتميم الداري وأصحابه، إني أنطيتكم بيت عين وجبرون وبيت إبراهيم نطية بت، ونفذت وسلمت ذلك لهم ولأعقابهم من بعدهم أبد الأبد، فمن آذاهم آذاه الله)).
قلت: وهذا السند ضعيف، وقد ذكر سعيدا هذا في ((الضعفاء)) أبو حاتم بن حبان وقال: حديثه باطل، ولا أدري البلاء منه أو من أبيه أو جده؟ قال أبو الفتح الأزدي في ((الضعفاء)): سعيد بن زياد متروك.
قلت: وفي سياقه موضع لا يشك في أنه منكر، وهو قوله: أن ذلك وقع مرتين، مرة بمكة ومرة بالمدينة، فإن ذلك لا يعرف في شيء من الآثار.
وقدوم تميم على النبي صلى الله عليه وسلم اختلف فيه، هل كان في سنة ثمان، أو [في] سنة تسع، والأكثر على الثاني.
الفصل الثاني فيما وقفت عليه من كلام العلماء في ذلك [كلام أبي عبيد] قال أبو عبيد القاسم بن سلام في كتاب ((الأموال)) في الكلام على حديث معمر، عن ابن طاووس، عن أبيه طاووس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((عادي الأرض لله ولرسوله؛ ثم هي لكم))، قال: قلت: ما يعني بذلك؟ قال: تكون إقطاعا.
هذا الخبر أصل في الإقطاع. والعادي كل أرض كان لها سكان فانقرضوا [فلم يبق منهم أنيس]، أي: فصارت خرابا، فإن حكمها إلى الإمام. قال: وأما الأرض التي جعلها النبي صلى الله عليه وسلم لبعض الناس وهي عامرة لها أهل؛ فإعطاء الإمام لها يكون على وجه النفل.
Unknown page