المطاردة‏

تحقيق‏

الحجرة رقم 12‏

الطبول‏

العريس‏

العري والغضب‏

الجريمة‏

المقابلة السامية‏

أهلا‏

المطاردة‏

Unknown page

تحقيق‏

الحجرة رقم 12‏

الطبول‏

العريس‏

العري والغضب‏

الجريمة‏

المقابلة السامية‏

أهلا‏

الجريمة

الجريمة

Unknown page

تأليف

نجيب محفوظ

المطاردة

مسرحية من فصل واحد

1 (المسرح خال تماما. يدخل شابان في ميعة الصبا. يرتدي أولهما قميصا أبيض وبنطلونا رماديا قصيرا، وحذاء من المطاط، ويرتدي الآخر قميصا أحمر، وبنطلونا أزرق وحذاء من المطاط. سنطلق على الأول «الأبيض» نسبة إلى قميصه والآخر «الأحمر» نسبة إلى قميصه أيضا، ينظران فيما حولهما باستطلاع واهتمام.)

الأبيض :

مكان مناسب وبه كل ما نحتاج إليه.

الأحمر :

إنه مكان على أي حال ونحن في حاجة إلى مكان.

الأبيض (كمن يتذكر) :

Unknown page

يخيل إلي أننا لعبنا فيه من قبل.

الأحمر (هازئا) :

دائما تقول ذلك.

الأبيض :

أو لعله قريب الشبه منه.

الأحمر :

المهم أنه مكان صالح للعب.

الأبيض :

هذا هو المهم حقا.

الأحمر :

Unknown page

وهو بعيد فلن يهتدي إليه.

الأبيض :

أرجو ذلك.

الأحمر :

لعله يجد ما يشغله عنا.

الأبيض :

لعله.

الأحمر :

كأنه لا هم له إلا التطفل علينا.

الأبيض :

Unknown page

لو نوفق إلى تجاهله!

الأحمر :

كيف وهو لا يتركنا لحالنا؟

الأبيض :

فلنلعب.

الأحمر :

فلنلعب.

الأبيض :

لنلعب لعبة الأحلام.

الأحمر :

Unknown page

إنها مضجرة وخير منها الملاكمة.

الأبيض :

الملاكمة رياضة عنيفة فلنجر في الهواء الطلق.

الأحمر (ساخرا) :

أنت جبان.

الأبيض (باسما) :

أنت حيوان. (يتوثبان لبعضهما في تحد - يتراجعان وهما يرهفان السمع في قلق.)

الأبيض :

ماذا هناك؟ (الأحمر يشير إليه بالسكوت ويرهف السمع.)

الأبيض :

Unknown page

سمعت شيئا؟

الأحمر :

وقع أقدام!

الأبيض :

حقا؟!

الأحمر :

اسمع ولا تتكلم.

الأبيض (مرهفا السمع، وقع الأقدام يتضح) :

وقع أقدام حقا.

الأحمر :

Unknown page

هو؟

الأبيض :

أو أي ذي قدمين.

الأحمر :

لا تتظاهر بعدم الاهتمام.

الأبيض :

أنا لا أحسن التظاهر ولا أحبه.

الأحمر :

ألا يزعجك حقا؟

الأبيض :

Unknown page

بلى، ولو لدرجة ما. (تقترب الأقدام. يدخل رجل متين البنيان، قوي بصورة واضحة، يرتدي قميصا أسود وبنطلونا أسود وبيده سوط. رغم قوته وشباب ملامحه، فإنه لا توجد شعرة سوداء واحدة في رأسه الأبيض.

تنحى الشابان جانبا وهما ينظران إليه في حذر. أما هو فوقف منتصب القامة ناظرا فيما أمامه نظرة مجردة بعيدة المرمى، وهو يحرك قدميه (محلك سر) طيلة الوقت.)

الأحمر :

أرأيت؟

الأبيض :

نعم.

الأحمر :

نذهب إلى مكان آخر؟

الأبيض :

فلنلعب إن تكن لك رغبة في اللعب حقا.

Unknown page

الأحمر :

تحت عينيه؟

الأبيض :

ولم لا؟

الأحمر (ملاحظا الرجل) :

إنه لا يكف عن الحركة رغم أنه لا يبرح مكانه.

الأبيض :

المهم ألا يتدخل في شئوننا.

الأحمر :

ولكنه يتبعنا أينما سرنا.

Unknown page

الأبيض :

لا يعد ذلك تدخلا في شئوننا. (صمت.)

الأبيض :

فلنلعب «وطي البصلة».

الأحمر (يهز منكبيه استهانة) :

فليكن، «وطي».

الأبيض :

وطي أنت أولا.

الأحمر :

بل أنت الأول.

Unknown page

الأبيض :

لا تكن أنانيا.

الأحمر :

لا هم لك إلا المعارضة.

الأبيض :

وأنت تتصرف كأن لا وجود لأحد معك.

الأحمر :

لاعبني «برادي فير» والمغلوب يوطي. (الأحمر ينطرح على بطنه، ويركز ذراعه على كوعه، ناظرا إلى الأبيض في تحد فيضطر هذا إلى أن يفعل مثله، يتصارعان، الأحمر يميل ذراع الأبيض حتى يلصقها بالأرض.)

الأحمر : (صائحا بفرح)

غلبت ... لم يوجد بعد الذي يستطيع أن يغلبني (تلوح منه نظرة نحو الرجل القوي المتحرك، فيبوخ حماسه نوعا)

Unknown page

لم يوجد بعد ... (الأبيض ينهض مستسلما، يوطي واضعا يديه على ركبتيه. الأحمر يتراجع مسافة، ثم يجري نحو الآخر، ويثب من فوقه، معتمدا بيديه على ظهره المنحني، ثم يوطي بدوره فيثب الأبيض من فوقه، هكذا تستمر اللعبة حتى يتعثر الأبيض وهو يثب فيرتطم بالآخر ويقعان معا، ويغرقان في الضحك. يقفان وهما يضحكان، ويكف الأبيض عن الضحك ويواصله الأحمر. الأبيض يشير إلى صاحبه بالسكون وهو يرهف السمع، ثم يتراجع به بعيدا عن الرجل.)

الأبيض :

يخيل إلي أنه طالبنا بالكف عن اللعب.

الأحمر :

لم أسمع شيئا.

الأبيض :

ولكني سمعته.

الأحمر :

سمعي أقوى من سمعك.

الأبيض :

Unknown page

ولكنك كنت تضحك.

الأحمر (غاضبا) :

أرى أن نوقفه عند حده ...

الأبيض :

يحسن بنا أن نتجاهله ...

الأحمر :

بأي حق يتدخل في حريتنا؟ (صمت.)

الأحمر :

وكلما سكتنا زاد في غيه.

الأبيض :

Unknown page

تذكر أنه كان صديقا لوالدنا!

الأحمر :

لا نستطيع أن نحكم، كنا وقتها صغارا .

الأبيض :

ولكنه لم يكف عن زيارته حتى آخر يوم في حياته.

الأحمر :

لعله كان يتدخل في شئونه، كما يريد أن يفعل معنا.

الأبيض :

لا يبدو أنه شرير.

الأحمر :

Unknown page

ولكن غير بعيد أن يكون به لطف!

الأبيض :

لعل متابعته لنا حيثما نذهب نوع من الرعاية، بحكم صلته القديمة بوالدنا.

الأحمر :

أنت عبيط، ولعله كان ضمن الأشياء التي نغصت صفو أبينا في أواخر أيامه.

الأبيض :

ولكن والدنا لم يذكره بسوء.

الأحمر :

كنا صغارا لا نفقه لما يقال معنى.

الأبيض :

Unknown page

لم يكن لوالدنا أعداء.

الأحمر :

من أدرانا بحقائق ذلك الزمن؟ (صمت.)

الأحمر :

لماذا يطاردنا؟

الأبيض :

إن صح أنه يطاردنا حقا فلماذا يطاردنا؟

الأحمر :

انظر إلى حركته المستمرة، إنه مجنون.

الأبيض :

Unknown page

لا تتسرع في الحكم.

الأحمر :

هل يقبل عاقل أن يقف كما يقف ويحرك ساقيه كما يحركهما؟

الأبيض :

بعض الناس لا يطيقون السكون.

الأحمر :

ترى ما مهنته؟

الأبيض :

إنه قوي، خالي البال، فلعله من الأعيان.

الأحمر :

Unknown page

دعنا نناقشه جهارا.

الأبيض :

كلا، مظهره لا يشجع على المناقشة.

الأحمر :

دعني أسأله بضعة أسئلة.

الأبيض :

مثل ماذا؟

الأحمر :

لماذا يطاردنا؟

الأبيض :

Unknown page