جسم اثيري مستدير لا يقبل الخرق والالتئام والكوكب يعنى زحل والمشتري والمريخ وأخواتها كل واحد منها مركوز في ثخن فلكه وفرضوا لبعضها حوائل وموائل وجوز هرات الى تمام ما هو مبسوط في الهيئة القديمة من الحدسيات ونحوها مما اضطرهم الى فرضه حركات تلك الكواكب السبعة ولا سيما الخمسة المتحيرة منها ذوات الرجوع والاقامة والاستقامة نعم ما هو الظاهر من الشرع في السماوات والكواكب لا ينطبق على الهيئة الحديثة بل هي قديمة ايضا فانها مبنية على الفضاء الغير المتناهي وكل كوكب يتحرك في ذلك الفضاء في مدار مخصوص ويرتسم من حركته فلك أي دائرة لا ينفك سيره عليها ، وفرضوا شموسا ولكل شمس نظام من أقمار وكواكب وأراضي تدور حول شمسها أحدها بل اصغرها نظامنا الشمسي ، وليس في انكارهم للسموات بالمعنى الظاهر من الشرع دعوى اليقين بعدها بل بمعنى أن علمهم وبحثهم لم يوصلهم اليها وهي أي هذه الطريقة أسلم وأبسط من الاولى والاعتبار والآثار تدل عليها ولم يحتاجوا الا الى فرض الأثير المائي لذلك الفضاء لنقل النور من كوكب الى آخر ، وقد اكتشفوا بآلاتهم الرصدية سيارات أخرى كثيرة غير السبعة المشهورة مما لا مجال لذكرها في هذا المقام.
وأما العرش والكرسى فليس في الشرع كتابا وسنة ما يدل صريحا على جسمانيتهما سوى بعض اشارات طفيفة مثل قوله تعالى وسع كرسيه السماوات والأرض (1) وقوله على العرش استوى (2) وهي مصروفة عن هذا الظاهر قطعا واما السنة فالأخبار كما في السماء والعالم من البحار وغيره مختلفة اشد الاختلاف
Page 272