من الأحكام ولاتسيغها شريعة من الشرايع ، لاقتضى ذلك تأليف يشجبك ويشجيك ، يضحك ويبكيك.
اما ما أشكل عليك من جعل الحسين سلام الله عليه أصحابه في حل من بيعته فليس محل العجب منه وموضع السؤال وعقدة الاشكال معكوسة وهي انه سلام الله عليه كيف أباح لهم الجهاد معه وهو يعلم كما قال لهم ان القوم انما يطلبون شخصه الكريم فقط ، وانهم لو ظفروا به لم يكن لهم حاجة بغيره ، ويعلم هو كما يعلم كل واحد منهم انهم لايستطيعون دفع القتل عنه مهما جاهدوا واجتهدوا ، اذا ألا يكون جهادهم معه من العبث والقاء النفس في التهلكة بغير فائدة فكيف رضى سلام الله عليه منهم بذلك ؟ وهذا هو السر الغامض الذي يحتاج الى البحث والنظر لاما ذكرته من جعلهم في حل بيعته ، وليس معنى ذلك انه أسقط عنهم التدين بامامته التي جعلها الله طوقا في عنق كل مكلف يستحيل نزعه وخلعه ، وليس هو المقصود من جعلهم في حل من بيعته كما توهمت.
نعم العقدة التي لاتحل ولعل سرها الغامض لايعلمه الا الله والراسخون في العلم هو هذه الناحية ، فان المعلوم بضرورة العقل والنقل وفي عامة الشرائع والأديان ان الجهاد انما يجب أو يجوز مع احتمال السلامة ورجاء الظفر والغلبة أما مع اليقين بالهلكة والمغلوبية فهو اتلاف للنفوس بغير فائدة (1) فاصحاب الحسين عليه السلام لو تركوا
Page 130