285

Al-Jāmiʿ al-wajīz fī wafayāt al-ʿulamāʾ awlī al-Tabrīz – lil-Jandārī

الجامع الوجيز في وفيات العلماء أولي التبريز - للجنداري

Regions
Yemen

قال الإمام عز الدين: وجرى في ذلك اليوم التسليم من المهدي للهادي وشهد على نفسه جماعة من الفضلاء وبنوا على أنه يتولى خطبة الجمعة ويذكر ذلك ويصرح به، فلما فشا الأمر ساء كثيرا ممن له نور على الهادي بقوة شوكته كالقضاة إلى الدواري فشوش رجل قلب المهدي ونبطه من ذلك، فانتظروا الوعد، فتأخر الإمام في المطاهر حتى خطب الهادي وصلى وخرج المهدي وصلى معهم، ولم يزل الهادي والمهدي مصطحبين متواصلين يدور بينهما الكتب والمهدي بعد ذلك كالمتنجي، وإن لم يظهر ذلك ودفع يده عن التصرفات ومحا نفسه عن التلقيب بأمير المؤمنين، وإذا الصلح بين أوحد ، وصعب عليهم فصرفهم إلى الهادي، وإذا طعن أحذ على الهادي ذب عنه، وكان الفقيه أحمد بن قاسم الشامي قد نفق مناقشات في الشير ومر على المهدي_ عليه السلام- كالمتحف له بذلك فأجاب عن اعتراضاته وأبطلها واحدا واحدا وسار الشامي خائبا، وكان المهدي إذا ذكره بعد موته قال: قدس الله روحه، وعز أولاده وترحم عليه -رحمة الله عليهما جميعا.

قال الإمام عز الدين: فلما توفي الهادي قدم والدي على المهدي فسلم له ما تركه من الخصوم بناحية اليمن واستشاره في الديون التي مات وهي عليه استدانها لبيت المال فأمر عليه السلام قبائل خولان تسليم واجباتهم لقضاء بها، وفي رواية أنه لزم المهدي دين وكتب إلى الهادي ليعاونه فأمر عماله أن يوفوها ما قد اجتمع عندهم بدين المهدي رضى الله عنهما.

وفيها عاد الإمام إلى ثلاء وسكنها إلى سنة ستة عشرة كما سيأتي، وفيها صنف( البخر الزخار) كما في سيرته، وفي هذه السنة السيد الإمام الواثق بالله: المطهر بن محمد بن المطهر بن يحيى -عليهم السلام- وله مائة سنة وأشار السيد الهادي بقوله:

Page 254