145

Jamic Wajiz

الجامع الوجيز في وفيات العلماء أولي التبريز - للجنداري

وفيها رحل صلاح إلى بلاد الإفرنج فطافها وغنم كل ما وجده من الدواب وأقام تحت حصن الأكراد إلى آخر ربيع الآخر ثم فتح جبلة بحرب شديد وصعد إليها ثامن عشر من جمادى الأولى وانحاز الفرنج إلى القلعة ثم نزلوا بالأمان ثم سار عنها إلى اللاذقية فوصل أربعة وعشرين ففر الفرنج إلى حصنين فحصروهما واشتد القتال فنزلوا بالأمان وكانت اللاذقية من أعجب المدن مزخرفة مبنية بالرخام الملون، ثم وصل ملك صقلية إلى صلاح بمنجد عظيم وطلب الأمان ليكلمه فقال إنك سلطان رحيم، وقد قتلت الفرنج فذلوا فاتركهم يكونون مماليكك وإلا جاءك من البحر مالا طاقة لك به فأجاب بأنه من خرج البحر ذاق ما ذاق أصحابهم من القتل والأسر فرجع إلى أصحابه ثم فتح صهيون وعد من الحصون وهرب عنها الفرنج ثم فتح حصن بكاس وأشغر وكان حصنا مأيوسا من وصوله لولا ألقى الله في قلوبهم الرعب فنادوا بالأمان ثم فتح سرمينية ثالث وعشرين جمادى الآخرة ثم فتح قلعة برزية وكان أهلها أضر شيء على المسلمين فقاتلهم أشد قتال وقسم المسلمين ثلاثة أقسام ليلا فوقع قتال شيب منه الطفل ثم خالطهم المسلمون ودخلوا فانحازا إلى سبتة --- وجعلوا أسارى المسلمين في سطح القلعة، فلما دخلها المسلمون كبروا فأجابهم من الأسارى من السطح فظن الفرنج ان قد صعدوا السطح فاستأسروا فسبوا منهم وأخذوا صاحبها ثم فتح درب ساك ثم فتح بغراس ثم فتح الكرك ثم فتح قلعة صفد ثم فتح كوكب في قصص طوال وكان العلامة بن الأثير حاضر في هذه الفتوحات لكن في صيفها بأطول وعجب عجيب.

Page 131