281

Jāmiʿ al-Rasāʾil

جامع الرسائل

Editor

د. محمد رشاد سالم

Publisher

دار العطاء

Edition

الأولى ١٤٢٢هـ

Publication Year

٢٠٠١م

Publisher Location

الرياض

فَقيل لَهُم: عنْدكُمْ هُوَ معنى وَاحِد لَا يَتَبَعَّض وَلَا يَتَعَدَّد فموسى فهم الْمَعْنى كُله أَو بعضه؟ إِن قُلْتُمْ كُله فقد علم علم الله كُله وَإِن قُلْتُمْ بعضه فقد تبعض وعندكم لَا يَتَبَعَّض.
وَمن قَالَ من أَتبَاع " الْكلابِيَّة ": بِأَن النداء وَغَيره من الْكَلَام الْقَدِيم حُرُوف أَو حُرُوف وأصوات لَازِمَة لذات الرب كَمَا يَقُوله " السالمية " وَمن وافقهم يَقُولُونَ: إِنَّه يخلق لَهُ إدراكا لتِلْك الْحُرُوف والأصوات؛ وَالْقُرْآن وَالسّنة وَكَلَام السّلف قاطبة يَقْتَضِي أَنه إِنَّمَا ناداه وناجاه حِين أَتَى؛ لم يكن النداء مَوْجُودا قبل ذَلِك فضلا عَن أَن يكون قَدِيما أزليا.
وَقَالَ تَعَالَى: ﴿فَلَمَّا ذاقا الشَّجَرَة بَدَت لَهما سوآتهما وطفقا يخصفان عَلَيْهِمَا من ورق الْجنَّة وناداهما ربهما ألم أنهكما عَن تلكما الشَّجَرَة وَأَقل لَكمَا إِن الشَّيْطَان لَكمَا عَدو مُبين﴾، وَهَذَا يدل على أَنه لما أكلا مِنْهَا ناداهما، لم ينادهما قبل ذَلِك.

2 / 12