240

Jāmiʿ al-Rasāʾil

جامع الرسائل

Editor

د. محمد رشاد سالم

Publisher

دار العطاء

Edition

الأولى ١٤٢٢هـ

Publication Year

٢٠٠١م

Publisher Location

الرياض

وَهَذَا مَشْرُوع للأنبياء وَالْمُؤمنِينَ كَانَ النَّبِي ﷺ يسْتَغْفر بعد الصَّلَاة ثَلَاثًا وَقَالَ تَعَالَى والمستغفرين بالأسحار [سُورَة آل عمرَان ١٧] قَالُوا كَانُوا يحيون اللَّيْل صَلَاة ثمَّ يَقْعُدُونَ فِي السحر يَسْتَغْفِرُونَ فيختمون قيام اللَّيْل بالإستغفار وَقَالَ تَعَالَى فَإِذا أَفَضْتُم من عَرَفَات فاذكروا الله عِنْد الْمشعر الْحَرَام واذكروه كَمَا هدَاكُمْ وَإِن كُنْتُم من قبله لمن الضَّالّين ثمَّ أفيضوا من حَيْثُ أَفَاضَ النَّاس وَاسْتَغْفرُوا الله إِن الله غَفُور رَحِيم [سُورَة الْبَقَرَة ١٩٨ - ١٩٩] وَقَالَ تَعَالَى إِذا جَاءَ نصر الله وَالْفَتْح وَرَأَيْت النَّاس يدْخلُونَ فِي دين الله أَفْوَاجًا فسبح بِحَمْد رَبك وَاسْتَغْفرهُ إِنَّه كَانَ تَوَّابًا
فَإِن قيل قد قَالَ تَعَالَى وتوبوا إِلَى الله جَمِيعًا أَيهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تفلحون [سُورَة النُّور ٣١] وَفِي الْمُؤمنِينَ من لَا ذَنْب لَهُ فَيكون أمره بِالتَّوْبَةِ أمرا بِالتَّوْبَةِ من الْحَسَنَات وَكَذَلِكَ تَوْبَة الْأَنْبِيَاء وهم معصومون
لم تأت الشَّرِيعَة بِالتَّوْبَةِ من الْحَسَنَات
قيل هَذَا من أعظم الْفِرْيَة لم تأت الشَّرِيعَة بِالتَّوْبَةِ من الْحَسَنَات وَهِي مَا أَمر بِهِ من طَاعَته وَطَاعَة أنبيائه وَلَيْسَ فِي الْمُؤمنِينَ إِلَّا من لَهُ ذَنْب من ترك مَأْمُور أَو فعل مَحْظُور كَمَا قَالَ ﷺ كل بني آدم خطاء وَخير الْخَطَّائِينَ التوابون
وَقد قَالَ تَعَالَى وَالَّذِي جَاءَ بِالصّدقِ وَصدق بِهِ أُولَئِكَ هم

1 / 258