Jāmiʿ al-Rasāʾil
جامع الرسائل
Editor
د. محمد رشاد سالم
Publisher
دار العطاء
Edition Number
الأولى ١٤٢٢هـ
Publication Year
٢٠٠١م
Publisher Location
الرياض
بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم
الْحَمد لله رب الْعَالمين وَصلى الله على مُحَمَّد وَآله وَسلم
سُئِلَ شيخ الْإِسْلَام أَبُو الْعَبَّاس أَحْمد بن تَيْمِية عَن قَوْله تَعَالَى ونودوا أَن تلكم الْجنَّة أورثتموها بِمَا كُنْتُم تَعْمَلُونَ [سُورَة الْأَعْرَاف ٤٣] هَل يدْخل أحد الْجنَّة بِعَمَلِهِ أم ينْقضه قَوْله ﷺ لَا يدْخل أحد الْجنَّة بِعَمَلِهِ قيل وَلَا أَنْت قَالَ وَلَا أَنا إِلَّا أَن يتغمدني الله برحمته
الْجَواب
الْحَمد لله
الْمُثبت فِي الْقُرْآن لَيْسَ هُوَ الْمَنْفِيّ فِي السّنة
لَا مناقضة بَين مَا جَاءَ بِهِ الْقُرْآن وَمَا جَاءَت بِهِ السّنة إِذْ الْمُثبت فِي الْقُرْآن لَيْسَ هُوَ الْمَنْفِيّ فِي السّنة والتناقض إِنَّمَا يكون إِذا كَانَ الْمُثبت هُوَ الْمَنْفِيّ وَذَلِكَ أَن الله تَعَالَى قَالَ تلكم الْجنَّة أورثتموها بِمَا كُنْتُم تَعْمَلُونَ وَقَالَ كلوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أسلفتم فِي الْأَيَّام الخالية [سُورَة الحاقة ٢٤] وَقَالَ أما الَّذين آمنُوا وَعمِلُوا الصَّالِحَات فَلهم جنَّات المأوى نزلا بِمَا كَانُوا يعْملُونَ [سُورَة السَّجْدَة ١٩] وَقَالَ وحور عين كأمثال اللُّؤْلُؤ الْمكنون جَزَاء بِمَا كَانُوا يعْملُونَ [سُورَة الْوَاقِعَة ٢٢ - ٢٤]
الْعَمَل سَبَب للثَّواب
فَبين بِهَذِهِ النُّصُوص أَن الْعَمَل سَبَب للثَّواب وَالْبَاء للسبب كَمَا فِي مثل قَوْله تَعَالَى فأنزلنا بِهِ المَاء فأخرجنا بِهِ من كل الثمرات [سُورَة الْأَعْرَاف ٥٧] وَقَوله وَمَا أنزل الله من السَّمَاء من مَاء فأحيا بِهِ الأَرْض بعد مَوتهَا [سُورَة الْبَقَرَة ١٦٤] وَنَحْو ذَلِك مِمَّا يبين بِهِ الْأَسْبَاب
1 / 145