163

Jamic Masanid

جامع المسانيد

Investigator

الدكتور علي حسين البواب

Publisher

مكتبة الرشد

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٢٦ هـ - ٢٠٠٥

Publisher Location

الرياض

Genres

ويدعون اللَّه أن يفرقَ بين جميع الأمم إلى حيث يشاء، لغَمِّ ما هم فيه، فالخلق مُلْجَمون في العَرَق، فأمَّا المؤمن فهو عليه كالزُّكمة، وأما الكافر فيغشاه الموتُ، فقال: انتظرْ حتى أرجعَ إليك. فذهب نبيّ اللَّه ﷺ فقام تحت العرش، فلقي ما لم يلقَ مَلَكٌ مصطفى ولا نبيّ مُرْسَل، فأوحى اللَّه ﷿ إلى جبريل: أنِ اذهب إلى محمّد فقل له: ارفع رأسك، سَلْ تُعْطَ، واشفعْ تُشَفّع. فشفعتُ في أمّتي: أن أخرج من كلِّ تسعة وتسعين إنسانًا واحدًا. فما زلت أتردّدُ إلى ربي ﷿، فلا أقومُ مقامًا إلا شُفِّعْتُ فيه، حتى أعطاني اللَّه من ذلك أن قال: يا محمّد، أدْخِلْ من أُمّتك من خَلْقِ اللَّهِ ﷿ مَن شَهِد أن لا إله إلا اللَّه يومًا واحدًا مُخلصًا، ومات على ذلك (١). (١٢٥) الحديث الثاني: حدّثنا أحمد قال حدّثنا روح بن عبادة قال: حدّثنا سعيد عن قتادة عن أنس بن مالك: أنّ نبيّ اللَّه ﷺ قال: "إن العبد اذا وُضعَ في قبره وتولّى عنه أصحابُه حتى إنّه ليسمعُ قَرْع نعالهم، أتاه مَلَكان، فيُقْعِدانه فيقولان له: ما كنتَ تقولُ في هذا الرجل - لمحمّد؟ فأما المؤمن فيقول: أشهد أنّه عبدُ اللَّه ورسولُه، فيقال: انظر إلى مقعدك من النّار، قد بدّلك اللَّه ﵎ به مقعدًا في الجنّة". قال رسول اللَّه ﷺ: "فيراهما جميعا". قال روح في حديثه: قال قتادة: فذُكِرَ لنا أنّه يُفْسَحُ في قبره سبعون ذراعًا، ويُملأ عليه خَضِرًا إلى يوم يبعثون. ثم رجع إلى حديث أنس بن مالك: "وأمّا الكافرُ والمنافقُ فيقالُ له: ما كنت تقولُ في هذا الرجل؟ فيقولُ: لا أدري، كنت أقولُ ما يقولُ النّاس. فيقال له: لا دَريْتَ ولا تَلَيْتَ. ثم يُضرب بمِطراقٍ من حديد ضربةٌ بين أذُنيه، فيصيحُ صيحة، فيَسمعُها من يَليه غيرَ الثَّقَلين". وقال بعضهم: "يُضيَّقُ عليه قبرُه حتى تختلفَ أضلاعه" (٢). (١٢٦) الحديث الثالث: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا هاشم بن القاسم قال: حدّثنا زياد

(١) المسند ٢٠/ ٢٠٩ (١٢٨٢٤). قال الهيثمي - المجمع ١/ ٣٧٦٠: رجاله رجال الصحيح. وزاد محقّق المسند: وفي متن هذا الحديث غرابة. (٢) المسند ١٩/ ٢٨٩ (١٢٢٧١) وإسناده على شرط الشيخين. والحديث في الصحيحين عن قتادة عن أنس ولم ينبّه عليه. واقتصر مسلم على: ". . . ويملأ عليه خضرًا إلى يوم يبعثون" ٤/ ٢٢٠٠، ٢٢٠١ (٢٨٧٠)، وفي البخاريّ ٣/ ٢٠٥، ٢٣٢ (١٣٣٨، ١٣٧٤) إلى "غير الثقلين" وينظر الفتح ٣/ ٢٣٧ وما بعدها.

1 / 87