48

Jamic Masail

جامع المسائل لابن تيمية ط عالم الفوائد - المجموعة السادسة

Investigator

د. محمد رشاد سالم

Publisher

دار العطاء

Edition Number

الأولى ١٤٢٢هـ

Publication Year

٢٠٠١م

Publisher Location

الرياض

Genres

وَقَالَ تَعَالَى قد خلت من قبلكُمْ سنَن [سُورَة آل عمرَان ١٣٧] وَقَالَ تَعَالَى وَمَا منع النَّاس أَن يُؤمنُوا إِذْ جَاءَهُم الْهدى ويستغفروا رَبهم إِلَّا أَن تأتيهم سنة الْأَوَّلين [سُورَة الْكَهْف ٥٥] سنته نصْرَة أوليائه وإهانة أعدائه فَهَذِهِ كلهَا تتَعَلَّق بأوليائه كمطيعيه وعصاته كالمؤمنين والكافرين فسنته فِي هَؤُلَاءِ إكرامهم وسنته فِي هَؤُلَاءِ إهانتهم وعقوبتهم الْآيَة الأولى فَأَما الأولى فَإِنَّهَا تتَعَلَّق بالرسل لِأَنَّهُ لَا حرج عَلَيْهِم فِيمَا فرض الله تَعَالَى لَهُم وَهَذَا كَقَوْلِه تَعَالَى قد فرض الله لكم تَحِلَّة أَيْمَانكُم [سُورَة التَّحْرِيم ٢] والمفروض هُنَا مُبَاح مُقَدّر مَحْدُود مثل إِبَاحَة زَوْجَة المتبنى بعد أَن قضى مِنْهَا وطرا وَطَلقهَا لَا بِأَن تُؤْخَذ مِنْهُ بِغَيْر اخْتِيَاره وَقد قَالَ تَعَالَى وَقد علمنَا مَا فَرضنَا عَلَيْهِم فِي أَزوَاجهم وَمَا ملكت أَيْمَانهم [سُورَة الْأَحْزَاب ٥٠] أَي أَوْحَينَا وحرمنا قبل وَهنا المُرَاد بِهِ سنته فِي رسله أَنه أَبَاحَ لَهُم الْأزْوَاج وَغَيرهَا كَمَا قَالَ وَلَقَد أرسلنَا رسلًا من قبلك وَجَعَلنَا لَهُم أَزْوَاجًا وذرية [سُورَة الرَّعْد ٣٨] وَأَنه لَا حرج عَلَيْهِم فِي ذَلِك فَلم يكن مُحَمَّد ﷺ بدعا من الرُّسُل وَلم يقل هُنَا وَلنْ تَجِد لسنتنا تبديلا فَإِنَّهُ لَا نَبِي بعد مُحَمَّد الْأَرْبَعَة الْبَوَاقِي: وَالْأَرْبَعَة الْبَوَاقِي تَتَضَمَّن عُقُوبَة الْكفَّار وَالْمُنَافِقِينَ فَالْأولى قَوْله

1 / 50