280

Jāmiʿ al-masāʾil li-Ibn Taymiyya ṭ. ʿĀlam al-Fawāʾid – al-majmūʿa al-sādisa

جامع المسائل لابن تيمية ط عالم الفوائد - المجموعة السادسة

Editor

د. محمد رشاد سالم

Publisher

دار العطاء

Edition

الأولى ١٤٢٢هـ

Publication Year

٢٠٠١م

Publisher Location

الرياض

Genres

وَكَذَلِكَ قَوْله: ﴿إِن مثل عِيسَى عِنْد الله كَمثل آدم خلقه من تُرَاب ثمَّ قَالَ لَهُ كن فَيكون﴾ فَإِنَّمَا قَالَ لَهُ: " كن " بعد أَن خلقه من تُرَاب؛ لَا فِي الْأَزَل.
وَكَذَلِكَ قَوْله فِي " قصَّة مُوسَى ": ﴿فَلَمَّا جاءها نُودي أَن بورك من فِي النَّار وَمن حولهَا﴾ وَقَالَ تَعَالَى: ﴿فَلَمَّا أَتَاهَا نُودي من شاطئ الْوَادي الْأَيْمن فِي الْبقْعَة الْمُبَارَكَة من الشَّجَرَة أَن يَا مُوسَى إِنِّي أَنا الله رب الْعَالمين﴾ فَهَذَا بَين فِي أَنه إِنَّمَا ناداه حِين جَاءَ لم يكن النداء فِي الْأَزَل كَمَا يَقُوله " الْكلابِيَّة " يَقُولُونَ: إِن النداء قَائِم بِذَات الله فِي الْأَزَل وَهُوَ لَازم لذاته لم يزل وَلَا يزَال مناديا لَهُ لكنه لما أَتَى خلق فِيهِ إدراكا لما كَانَ مَوْجُودا فِي الْأَزَل.
ثمَّ من قَالَ مِنْهُم إِن الْكَلَام معنى وَاحِد: مِنْهُم من قَالَ: سمع ذَلِك الْمَعْنى بأذنه كَمَا يَقُوله الْأَشْعَرِيّ وَمِنْهُم من يَقُول: بل أفهم مِنْهُ مَا أفهم؛ كَمَا يَقُوله: القَاضِي أَبُو بكر وَغَيره.

2 / 11