243

Jamic Bayan

جامع البيان في تفسير القرآن

قالوا لن يدخل الجنة إلا من كان هودا أو نصارى

[البقرة: 111] وقالوا

نحن أبناء الله وأحباؤه

[المائدة: 18] فقيل لهم: { فتمنوا الموت إن كنتم صادقين }. حدثني المثنى، قال: حدثنا آدم، قال: حدثنا أبو جعفر، عن الربيع، عن أبي العالية، قال: قالت اليهود: لن يدخل الجنة إلا من كان هودا أو نصارى وقالوا: نحن أبناء الله وأحباؤه فقال الله: { قل إن كانت لكم الدار الآخرة عند الله خالصة من دون الناس فتمنوا الموت إن كنتم صادقين } فلم يفعلوا. حدثني المثنى، قال: حدثنا إسحاق، قال: حدثني أبو جعفر، عن الربيع قوله: { قل إن كانت لكم الدار الآخرة عند الله خالصة } الآية، وذلك بأنهم

قالوا لن يدخل الجنة إلا من كان هودا أو نصارى

[البقرة: 111] وقالوا:

نحن أبناء الله وأحباؤه

[المائدة: 18]. وأما تأويل قوله: { قل إن كانت لكم الدار الآخرة عند الله خالصة } فإنه يقول: قل يا محمد إن كان نعيم الدار الآخرة ولذاتها لكم يا معشر اليهود عند الله. فاكتفى بذكر «الدار» من ذكر نعيمها لمعرفة المخاطبين بالآية معناها. وقد بينا معنى الدار الآخرة فيما مضى بما أغنى عن إعادته في هذا الموضع.

وأما تأويل قوله: { خالصة } فإنه يعني به صافية، كما يقال: خلص لي فلان بمعنى صار لي وحدي وصفا لي يقال: منه خلص لي هذا الشيء، فهو يخلص خلوصا وخالصة، والخالصة مصدر مثل العافية، ويقال للرجل: هذا خلصاني، يعني خالصتي من دون أصحابي. وقد روي عن ابن عباس أنه كان يتأول قوله: { خالصة } خاصة، وذلك تأويل قريب من معنى التأويل الذي قلناه في ذلك. حدثنا أبو كريب، قال: ثنا عثمان بن سعيد، قال: ثنا بشر بن عمارة، عن أبي روق، عن الضحاك عن ابن عباس: { قل إن كانت لكم الدار الآخرة } قال: قل يا محمد لهم يعني اليهود إن كانت لكم الدار الآخرة يعني الخير { عند الله خالصة } يقول: خاصة لكم. وأما قوله: { من دون الناس } فإن الذي يدل عليه ظاهر التنزيل أنهم قالوا: لنا الدار الآخرة عند الله خالصة من دون جميع الناس. ويبين أن ذلك كان قولهم من غير استثناء منهم من ذلك أحدا من بني آدم إخبار الله عنهم أنهم قالوا:

لن يدخل الجنة إلا من كان هودا أو نصارى

Unknown page