Jamic Bayan
جامع البيان في تفسير القرآن
[طه: 33-34] وقال في موضع آخر:
يسبح لله ما في السموت وما في الأرض
[الجمعه: 1] القول في تأويل قوله تعالى: { قال إني أعلم ما لا تعلمون }. قال أبو جعفر: اختلف أهل التأويل في تأويل ذلك فقال بعضهم: يعني بقوله: { أعلم ما لا تعلمون } مما اطلع عليه من إبليس، وإضماره المعصية لله وإخفائه الكبر، مما اطلع عليه تبارك وتعالى منه وخفي على ملائكته.
ذكر من قال ذلك: حدثنا محمد بن العلاء، قال: حدثنا عثمان بن سعيد، قال: حدثنا بشر بن عمارة عن أبي روق، عن الضحاك، عن ابن عباس: { إني أعلم ما لا تعلمون } يقول: إني قد اطلعت من قلب إبليس على ما لم تطلعوا عليه من كبره واغتراره. وحدثني موسى، قال: حدثنا عمرو، قال: حدثنا أسباط، عن السدي في خبر ذكره عن أبي مالك وعن أبي صالح، عن ابن عباس، وعن مرة عن ابن مسعود، وعن ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: { إني أعلم ما لا تعلمون } يعني من شأن إبليس. وحدثنا أحمد بن إسحاق الأهوازي، قال: حدثنا أبو أحمد. وحدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا مؤمل، قالا جميعا: حدثنا سفيان، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد: { إني أعلم ما لا تعلمون } قال: علم من إبليس المعصية وخلقه لها. وحدثني موسى بن عبد الرحمن المسروقي، قال: حدثنا محمد بن بشر، قال: حدثنا سفيان، عن علي بن بذيمة، عن مجاهد بمثله. حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا ابن يمان، عن سفيان، عن علي بن بذيمة، عن مجاهد، مثله. وحدثنا ابن حميد، قال: حدثنا حكام عن عنبسة، عن محمد بن عبد الرحمن، عن القاسم بن أبي بزة عن مجاهد في قوله: إني أعلم ما لا تعلمون قال: علم من إبليس المعصية وخلقه لها. وحدثني جعفر بن محمد البزوري، قال: حدثنا حسن بن بشر عن حمزة الزيات، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قوله: { إني أعلم ما لا تعلمون } قال: علم من إبليس كتمانه الكبر أن لا يسجد لآدم. وحدثني محمد بن عمرو، قال: حدثنا أبو عاصم، قال: حدثنا عيسى بن ميمون، قال: وحدثني المثنى، قال: حدثنا أبو حذيفة، قال: حدثنا شبل جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قول الله: { إني أعلم ما لا تعلمون } قال: علم من إبليس المعصية. وحدثنا أبو كريب، قال: حدثنا وكيع، عن سفيان، عن رجل، عن مجاهد، مثله. وحدثني المثنى، قال: حدثنا سويد، قال: أخبرنا ابن المبارك، عن سفيان، قال: قال مجاهد في قوله: { إني أعلم ما لا تعلمون } قال: علم من إبليس المعصية وخلقه لها. وقال مرة آدم. وحدثني المثنى، قال: حدثنا حجاج بن المنهال، قال: حدثنا المعتمر بن سليمان، قال: سمعت عبد الوهاب بن مجاهد يحدث عن أبيه في قوله: { إني أعلم ما لا تعلمون } قال: علم من إبليس المعصية وخلقه لها، وعلم من آدم الطاعة وخلقه لها. وحدثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرزاق، عن معمر، عن ابن طاوس، عن أبيه والثوري عن علي بن بذيمة، عن مجاهد في قوله: { إني أعلم ما لا تعلمون } قال: علم من إبليس المعصية وخلقه لها.
وحدثنا ابن حميد، قال: حدثنا سلمة، عن ابن إسحاق: { إني أعلم ما لا تعلمون } أي فيكم ومنكم ولم يبدها لهم من المعصية والفساد وسفك الدماء. وقال آخرون: معنى ذلك أني أعلم ما لا تعلمون من أنه يكون من ذلك الخليفة أهل الطاعة والولاية لله. ذكر من قال ذلك: حدثنا بشر بن معاذ، قال: حدثنا يزيد بن زريع، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة: قال: { إني أعلم ما لا تعلمون } فكان في علم الله أنه سيكون من ذلك الخليفة أنبياء ورسل وقوم صالحون وساكنوا الجنة. وهذا الخبر من الله جل ثناؤه، ينبىء عن أن الملائكة التي قالت: { أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدمآء } استفظعت أن يكون لله خلق يعصيه، وعجبت منه إذ أخبرت أن ذلك كائن فلذلك قال لهم ربهم: { إني أعلم ما لا تعلمون } يعني بذلك: والله أعلم أنك لتعجبون من أمر الله وتستفظعونه وأنا أعلم أنه في بعضكم، وتصفون أنفسكم بصفة أعلم خلافها من بعضكم وتعرضون بأمر قد جعلته لغيركم. وذلك أن الملائكة لما أخبرها ربها بما هو كائن من ذرية خليفته من الفساد وسفك الدماء قالت لربها: يا رب أجاعل أنت في الأرض خليفة من غيرنا يكون من ذريته من يعصيك أم منا؟ فإنا نعظمك ونصلي لك ونطيعك ولا نعصيك ولم يكن عندها علم بما قد انطوى عليه كشحا إبليس من استكباره على ربه. فقال لهم ربهم: إني أعلم غير الذي تقولون من بعضكم. وذلك هو ما كان مستورا عنهم من أمر إبليس وانطوائه على ما قد كان انطوى عليه من الكبر. وعلى قيلهم ذلك ووصفهم أنفسهم بالعموم من الوصف عوتبوا.
[2.31]
وعلم ءادم الأسمآء كلها ثم عرضهم على الملئكة فقال أنبئوني بأسمآء هؤلاء إن كنتم صدقين * قال أبو جعفر: حدثنا محمد بن حميد، قال: حدثنا يعقوب القمي، عن جعفر بن أبي المغيرة، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: بعث رب العزة ملك الموت، فأخذ من أديم الأرض من عذبها ومالحها، فخلق منه آدم. ومن ثم سمي آدم لأنه خلق من أديم الأرض. وحدثنا أحمد بن إسحاق، قال: حدثنا أبو أحمد الزبيري، قال: حدثنا عمرو بن ثابت، عن أبيه، عن جده، عن علي، قال: إن آدم خلق من أديم الأرض فيه الطيب والصالح والرديء، فكل ذلك أنت راء في ولده الصالح والرديء. وحدثنا أحمد بن إسحاق، قال: حدثنا أبو أحمد، قال: حدثنا مسعر، عن أبي حصين، عن سعيد بن جبير، قال: خلق آدم من أديم الأرض فسمي آدم. وحدثنا ابن المثنى، قال: حدثنا أبو داود، قال: حدثنا شعبة، عن أبي حصين، عن سعيد بن جبير قال: إنما سمي آدم لأنه خلق من أديم الأرض. وحدثني موسى بن هارون، قال: حدثنا عمرو، قال: حدثنا أسباط عن السدي في خبر ذكره، عن أبي مالك، وعن أبي صالح، عن ابن عباس، وعن مرة، عن ابن مسعود، وعن ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: إن ملك الموت لما بعث ليأخذ من الأرض تربة آدم، أخذ من وجه الأرض وخلط فلم يأخذ من مكان واحد، وأخذ من تربة حمراء وبيضاء وسوداء فلذلك خرج بنو آدم مختلفين، ولذلك سمي آدم، لأنه أخذ من أديم الأرض. وقد روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم خبر يحقق ما قال من حكينا قوله في معنى آدم، وذلك ما: حدثني به يعقوب بن إبراهيم، قال: حدثنا ابن علية، عن عوف، وحدثنا محمد بن بشار وعمر بن شبة، قالا: حدثنا يحيى بن سعيد، قال: حدثنا عوف، وحدثنا ابن بشار، قال: حدثنا ابن أبي عدي ومحمد بن جعفر وعبد الوهاب الثقفي قالوا: حدثنا عوف، وحدثني محمد ابن عمارة الأسدي، قال: حدثنا إسماعيل بن أبان، قال: حدثنا عنبسة، عن عوف الأعرابي، عن قسامة بن زهير، عن أبي موسى الأشعري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" إن الله خلق آدم من قبضة قبضها من جميع الأرض، فجاء بنو آدم على قدر الأرض جاء منهم ألاحمر والأسود والأبيض وبين ذلك والسهل والحزن والخبيث والطيب "
فعلى التأويل الذي تأول آدم من تأوله بمعنى أنه خلق من أديم الأرض، يجب أن يكون أصل آدم فعلا سمي به أبو البشر، كما سمي أحمد بالفعل من الإحماد، وأسعد من الإسعاد، فلذلك لم يجر، ويكون تأويله حينئذ: آدم الملك الأرض، يعني به أبلغ أدمتها، وأدمتها وجهها الظاهر لرأي العين، كما أن جلدة كل ذي جلدة له أدمة، ومن ذلك سمي الإدام إداما، لأنه صار كالجلدة العليا مما هي منه، ثم نقل من الفعل فجعل اسما للشخص بعينه.
القول في تأويل قوله تعالى: { الأسمآء كلها }. قال أبو جعفر: اختلف أهل التأويل في الأسماء التي علمها آدم ثم عرضها على الملائكة. فقال ابن عباس ما: حدثنا به أبو كريب، قال: حدثنا عثمان بن سعيد، قال: حدثنا بشر بن عمارة، عن أبي روق، عن الضحاك، عن ابن عباس، قال: علم الله آدم الأسماء كلها، وهي هذه الأسماء التي يتعارف بها الناس: إنسان ودابة، وأرض، وسهل، وبحر، وجبل، وحمار، وأشباه ذلك من الأمم وغيرها. وحدثنا محمد بن عمرو، قال: حدثنا أبو عاصم، قال: حدثني عيسى عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، وحدثني المثنى، قال: حدثنا أبو حذيفة، قال: حدثنا شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قول الله: { وعلم ءادم الأسمآء كلها } قال: علمه اسم كل شيء. وحدثنا ابن وكيع، قال: حدثنا أبي، عن سفيان، عن خصيف، عن مجاهد: { وعلم ءادم الأسمآء كلها } قال: علمه اسم كل شيء. وحدثنا علي بن الحسن، قال: حدثنا مسلم الحرمي، عن محمد بن مصعب، عن قيس بن الربيع، عن خصيف، عن مجاهد، قال: علمه اسم الغراب والحمامة، واسم كل شيء. وحدثنا ابن وكيع، قال: حدثنا أبي، عن شريك، عن سالم الأفطس، عن سعيد بن جبير، قال: علمه اسم كل شيء، حتى البعير والبقرة والشاة. وحدثنا ابن وكيع، قال: حدثنا أبي عن شريك، عن عاصم بن كليب، عن سعيد بن معبد، عن ابن عباس، قال: علمه اسم القصعة والفسوة والفسية. وحدثنا أحمد بن إسحاق، قال: حدثنا أبو أحمد، قال: حدثنا شريك، عن عاصم بن كليب، عن الحسن بن سعد، عن ابن عباس: { وعلم ءادم الأسمآء كلها } قال: حتى الفسوة والفسية. حدثنا علي بن الحسن، قال: حدثنا مسلم، قال: حدثنا محمد بن مصعب، عن قيس، عن عاصم بن كليب، عن سعيد بن معبد، عن ابن عباس في قول الله: { وعلم ءادم الأسمآء كلها } قال: علمه اسم كل شيء حتى الهنة والهنية والفسوة والضرطة. وحدثنا القاسم، قال: حدثنا الحسين، قال: حدثنا علي بن مسهر، عن عاصم بن كليب، قال: قال ابن عباس: علمه القصعة من القصيعة، والفسوة من الفسية. وحدثنا بشر بن معاذ، قال: حدثنا يزيد بن زريع، عن سعيد، عن قتادة قوله: { وعلم ءادم الأسمآء كلها } حتى بلغ:
Unknown page