Jamic Bayan
جامع البيان في تفسير القرآن
[الحجر: 26] قال: منتن، ثم قال للملائكة
إني خالق بشرا من طين * فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين
[ص: 71-72] فخلقه الله بيديه لكيلا يتكبر إبليس عليه ليقول له: تتكبر عما عملت بيدي ولم أتكبر أنا عنه؟ فخلقه بشرا، فكان جسدا من طين أربعين سنة من مقدار يوم الجمعة. فمرت به الملائكة ففزعوا منه لما رأوه، وكان أشدهم منه فزعا إبليس، فكان يمر فيضربه، فيصوت الجسد كما يصوت الفخار وتكون له صلصلة، فذلك حين يقول:
من صلصال كالفخار
[الرحمن: 14] ويقول لأمر ما خلقت ودخل فيه فخرج من دبره، فقال للملائكة: لا ترهبوا من هذا، فإن ربكم صمد وهذا أجوف، لئن سلطت عليه لأهلكنه فلما بلغ الحين الذي يريد الله جل ثناؤه أن ينفخ فيه الروح، قال للملائكة: إذا نفخت فيه من روحي فاسجدوا له فلما نفخ فيه الروح، فدخل الروح في رأسه عطس، فقالت له الملائكة: قل الحمد لله فقال: الحمد لله، فقال له الله: رحمك ربك فلما دخل الروح في عينيه، نظر إلى ثمار الجنة، فلما دخل في جوفه اشتهى الطعام، فوثب قبل أن تبلغ الروح رجليه عجلان إلى ثمار الجنة، فذلك حين يقول:
خلق الإنسان من عجل خلق الإنسان من عجل سأوريكم آياتي فلا تستعجلون
[الأنبياء: 39]
فسجد الملائكة كلهم أجمعون * إلا إبليس أبى أن يكون مع الساجدين
[الحجر: 30-31] أبى و
استكبر وكان من الكافرين
Unknown page