Jamic Athar
جامع الآثار في السير ومولد المختار
Genres
وكانت امرأته صفية بنت الحضرمي كلما أبصرته قد نهض للخروج وأراده آذنت الخطاب بن نفيل، فخرج زيد إلى الشام يلتمس ويطلب في أهل الكتاب الأول: دين إبراهيم، ويسأل عنه، ولم يزل في ذلك، فيما يزعمون، حتى أتى الموصل والجزيرة كلها، ثم أقبل حتى أتى الشام، فجال فيها حتى [لقي] راهبا ببيعة من أرض البلقاء كان ينتهي إليه علم النصرانية، فيما يزعمون، فسأله عن الحنيفية دين إبراهيم.
فقال له الراهب: إنك لتسأل عن دين ما أنت بواجد من يحملك عليه اليوم بعد [أن] درس علمه وذهب من كان يعرفه، ولكنه قد أظلك خروج نبي يبعث بأرضك التي خرجت منها بدين إبراهيم الحنيفية، فعليك ببلادك، فإنه مبعوث الآن، وهذا زمانه.
وقد كان -يعني زيدا- شام اليهودية والنصرانية، فلم يرض شيئا منهما، فخرج سريعا حين قال له الراهب ما قال يريد مكة، حتى إذا كان بأرض لخم عدوا عليه فقتلوه، وذكر بقيته.
Page 330