258

Jamic Athar

جامع الآثار في السير ومولد المختار

Genres

قال ابن ظفر: فمن هذا الذي قرنت شريعته بهيبة يمينه، وخرت الأمم تحته، هل هو إلا محمد صلى الله عليه وسلم؟!

وقال المترجمون لهذا غير ابن ظفر: فليس يتقلد السيف من الأنبياء بعد داود عليه السلام سوى محمد صلى الله عليه وسلم، وهو الذي خرت الأمم تحته، وقرنت شرائعه بالهيبة ؛ كما قال صلى الله عليه وسلم: «نصرت بالرعب مسيرة شهر» وقد أخبر داود أن له ناموسا وشرائع، وخاطبه بلفظ الجبار؛ إشارة إلى قوته وقهره لأعداء الله، بخلاف المستضعف المقهور، وهو صلى الله عليه وسلم نبي الرحمة ونبي الملحمة، وأمته أشداء على الكافر، رحماء بينهم، أذلة على المؤمنين، أعزة على الكافرين، بخلاف الأذلاء المقهورين المستكبرين الذين يذلون لأعداء الله تعالى ويتكبرون عن قبول الحق.

وقال ابن سعد في "الطبقات الكبرى": حدثنا علي بن محمد، عن علي بن مجاهد، عن حميد بن أبي البختري، عن الشعبي قال: في مجلة إبراهيم عليه السلام: إنه كان من ولدك شعوب وشعوب، حتى يأتي النبي الأمي الذي يكون خاتم الأنبياء.

المجلة: الصحيفة.

وقال ابن سعد أيضا: حدثنا علي بن محمد، عن أبي زكريا العجلاني، عن محمد بن كعب القرظي قال: أوحى الله عز وجل إلى يعقوب عليه السلام: إني باعث من ذريتك ملوكا وأنبياء، حتى أبعث النبي الحرمي الذي تبني أمته هيكل بيت المقدس، وهو خاتم الأنبياء، واسمه أحمد صلى الله عليه وسلم.

Page 318