223

Jamic Athar

جامع الآثار في السير ومولد المختار

Genres

خالد بن يسار، عن رجل من أهل الشام قال: لما قدم على هرقل كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم جمع أشراف الروم، فقال: يا معشر الروم، إني قد جاءني من هذا الرجل كتاب يدعوني إلى ما هو عليه، فهلموا فلندخل في دينه تسلم لنا دنيانا وآخرتنا.

قالوا: لا نكون تحت العرب أبدا.

قال: فإذا أبيتم فلنعطه الجزية فأكسر عني شوكته وأستريح من مؤنته وحربه.

قالوا: فنحن نعطي الصغار، ونحن أكثر الناس عددا وعدة، وأوسعه بلدا!! لا والله، لا يكون ذلك أبدا.

قال: فإذا أبيتم علي هذا، فهلموا فلنقاسمه أرضنا فنعطيه أرض سورية وأرض الشام.

قالوا: قد عرفت أن أرض سورية خير بلاد الشام والروم، وهي أرض الشام، لا والله لا نفعل ذلك أبدا.

قال: أما والله ليأتين عليكم ما تكرهون، ترون أنكم قد ظفرتم إذا امتنعتم في مدينتكم القسطنطينية، ثم قال لغلام له: ائتني ببغلتي.

فأتاه بها فركبها وركضها، حتى إذا مر بالدرب حول وجهه، فنظر إلى أرض الشام، فقال: عليك السلام يا أرض سورية، تسليم الوداع، ثم صار حتى دخل القسطنطينية، فكان آخر العهد -يعني به وأخذ كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعله في قصبة من ذهب وأمسكها عنده، ثم كتب إلى أحمد رسول الله صلى الله عليه وسلم: من هرقل أمير الروم الذي يؤمن بعيسى ابن مريم عليه السلام -يعني وبالذي يؤمن به عيسى ابن مريم- سلام عليك يا رسول الله، فإنه قد جاءني كتابك مع رسولك وإني أشهد أنك رسول الله، وإنا نجد عندنا في الإنجيل بشر بك عيسى ابن مريم، وإني دعوت الروم

Page 283