Jamic Athar
جامع الآثار في السير ومولد المختار
Genres
لا أسمع له بذكر، مع ما أنا فيه من شغل الرق، ثم هاجر إلى المدينة، فوالله إني لفي رأس عذق لسيدي أعمل فيه بعض العمل وسيدي جالس تحتي إذ أقبل ابن عم له حتى وقف عليه.
فقال: يا فلان، قاتل الله بني قيلة، والله إنهم الآن مجتمعون ب "قباء" على رجل قدم عليهم من مكة اليوم يزعمون أنه نبي.
فلما سمعتها أخذتني العرواء، حتى ظننت أني ساقط على سيدي.
قال: فنزلت عن النخلة فجعلت أقول لابن عمه ذلك: ماذا تقول؟ ماذا تقول؟
فغضب [سيدي] فلكمني لكمة شديدة، ثم قال: ما لك ولهذا؟ أقبل على عملك؟ فقلت: لا شيء، إنما أردت أن أستثبت عما قال.
وقد كان عندي شيء قد جمعته، فلما أمسيت أخذته ثم ذهبت به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ب "قباء"، فدخلت عليه فقلت له: إنه قد بلغني أنك رجل صالح، ومعك أصحاب لك غرباء ذوو جاجة، وهذا شيء كان عندي للصدقة، فرأيتكم أحق به من غيركم.
فقربته إليه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه: «كلوا» وأمسك يده فلم يأكل.
قال: فقلت في نفسي: هذه واحدة.
ثم انصرفت عنه فجمعت شيئا، وتحول رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة ثم جئته فقلت: إني قد رأيتك لا تأكل الصدقة، وهي هدية أكرمتك بها. فأكل
Page 246