============================================================
فيه دعا حذيغة بن اليمان المترجم فبعثه إليهم لينظر ما فعل القوم ليلا، قال البغوي في المعالم روى محمد بن اسحق عن زيد41) بن زياد عن كعب بن محمد القرضي (2ا، ورري غيره عن ابراهيم التيمي عن أبيه، قال، قال فتى من أهل الكوفة لحذيفة بن اليمان، يا أبا عبد الله رأيتم رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحيتموه، قال: نعم يا ابن آخي قال كيف كنتم تصنعون؟
قال، والله لقد كنا نجهد، قال الفتى؛ والله، لو أدركناه ما تركناه يمشي على الأرض، ولحملناه على أعناقنا، ولخدمناه، وفعلنا وفعلنا، فقال حذيفة، يا ابن أخي، والله لقد رأيتني ليلة الأحزاب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: من يقوم فيذهب إلى هزلاء القوم فيأتينا بخبرهم، أدخله الله الجنة، فما قام منا رجل، ثم صلى رسول الله صلى الله عليه ل وسلم هويا(3) من الليل، ثم التفت إلينا فقال مثله فأمسك القوم، وما قام منا رجل، ثم صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم هويا من الليل ثم التفت إلينا وقال، من رجل يقوم فينظر لنا ما فعل القوم على أن يكون رفيقي في الجنة، فما قام رجل من شدة الخوف وشدة الجوع وشدة البرد، لما لم ينم أحد دعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال، يا حذيفة، فلم يكن لي بد من القيام حين دعاني، فقلت لبيك يا رسول الله ال وقمت حتى أتيت وإن جنبين ليضطربان نمسح وجهي ورأسي، وقال: أنت هؤلاء القوم حتى تأتيني بخبرهم، ولا تحدثن شيئا حتى ترجع إلي، ثم قال اللهم احفظه من بين يديه ومن خلنه، وعن يمينه وعن شماله، ومن قوقه ومن تحته، فأخذت سهمي، وشددت على أسلابي ثم انطلتت أمشي نحوهم كأتني أمشي في حمام، فذهبت في القوم وقد أرسل الله عليهم ريحا، وجنود الله تفعل لهم ما تفعل لا تقر لهم قدرا، ولا نارا ولا بناء، (1) و (2) في سيرة ابن هتام 139/3 وتاريخ الطبري 529/2 يزيد بن زياد عن محمد بن كعب القرضي 3) الهوي الهزيع من الليل وتقول ومضى فوي من الليل. أي هزيع منه : لسان العرب 3/
Page 88