============================================================
رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، أقعد حسنا على فخذه اليمتى اا وحسينأ على فخذه اليسرى، ثم وضع يده على يافرخهما ثم قال: إني أستودعك إياهما وصالح المؤمنين، فكيف كانت وديعة النبي صلى الله عليه وسلم عندك يا ابن زياد(11، ثم أرسل ابن زياد رأسه الشريف إلى يزيد، رري أن القوم الذين حملوا رأسه المكرم إلى يزيد، نزلوا في أول مرحلة وقعدوا يشربون الخمر والرأس المكرم بين أيديهم فبينما هم كذلك وإذا بيد ظهرت من الجدار ومعها قلم من حديد فكتبت سطرا بالدم: اترجر آمة قتلت حسينا شفاعة جده يوم الحساب فهربوا وتركوا الرأس ثم عادوا وأخذوه، وقدموا به على يزيد، قلت: قال الدميري في حياة الحيوان(3) ما حاصله، إن عبيد الله ين زياد، جهز علي بن الحسين رضي الله عنهما ومن كان مع الحسين من حرمه بعد ما فعل ما فعل مما تقشعر من ذكره الأبدان، وترتعد من الفرائص إلى يزيد مع الشمر بن ذي الجوشن في جماعة من أصحابه ومعه الرأس المكرم، فساروا إلى أن وصلوا إلى دير فنزلوا ليقيلوا به فوجدوا مكتوبا على بعض جدرانه البيت المذكور سطرأ، فسألوا الراهب عنه وعمن كتبه، فقال إنه مكتوب هنا قبل بعثة نبيكم بخمسمائة عام، وقيل أن الجدار انشق وظهر منه كف مكتوب فيه بالدم هذا السطر، انتهى: قال الشيخ ابن حجر في شرح الهمزية، ولما وصلوا به إلى يزيد، قيل ترحم عليه، والمشهور أنه جعل ينكث الرأس بالخيزران، وجمع بأنه أظهر الأول وأخفى الثاني، قلت ويجمع بينهما أيضا بأن كان الأول منه على سبيل التهكم، والثاني على الحقيقة، إذ لا يبعد ذلك ممن تسبب باختياره مؤثرا للشهوة الفانية على النعمة الباقية لقتل أولاد النبي صلى الله عليه وسلم وحمل رؤوسهم على الاسنة وآلهم على أقتاب الجمال، موثقين (1) إلى هنا ينشهي النقل من الصواعق المحرقة.
(2) كمال الدين محمد بن موسى الدميري، حياة الحيوان الكبرى 110/1.
Page 68