============================================================
فوجد قوله حقا، فعظم في عينه وزوجه ابنته، ويقال أن عبد الله رزق من تلك الابنة، فتمت عليه بكة أبيه، ورايت في بعض النسخ من التواريخ هذه القصة منسوبة إلى إبراهيم بن أدهم العبد الصالح رضي الله عنه، كذا ذكره الطرطوشي في أول سراج الملوك(2) لابن أدهم، انتهى.
وذكر في كتاب أخلاق المحسنين بنقل المؤلف أن قاضيا من قضاة المسلمين كانت له بنت جميلة حسناء" فريدة في النضارة والبهاء، فرغبت الناس يخطبونها فلم يدر القاضي أي الناس أحق بها وأولى بأن يزوجها له، وكان له جار نصراني فشاوره في ذلك، فقال النصراني معتذرا، لست اهلا لمشورة المسلمين، فقال القاضي: انك رجل مأمون في عقلك، واتبع لما يراه رايك في ذلك، فقال النصراني: إن الكفاءة من الأمور المعتبرة في النكاح بل من اللوازم فيه، وهي في شريعة الإسلام بالديانة، وفي قواعد زمن الجاهلية بالحسب والنسب، وفي أيناء الدنيا بالثروة والمال والجاه، فاختر لنفسك ما بحلو، فاختار القاضي من الكفاءة ما كانت بالديانة، وكان عنده عبد يسمى مباركا... متصفا بالديانة والعمل الصالح والأمانة، فزوجه بنته فرزق منها عبد الله المذكور، وقال في كتاب أسماء الرجال بنقله أيضا أن هشام بن عروة وإسماعيل بن خالد وغيرهم من الأفاضل الأماجد رووا عنه، وكان إسماعيل بن عياش يقول ما على وجه الأرض مثل عبد الله ولا أعلم أن الله خلق خصلة من خصال الخير إلا جعلها فيه.
ولد سنة ثمان عشرة ومائة، وتوفى سنة إحدى وثمانين وماثة في هيت (12، انتهى وقبره هناك، ويعرف ويزار ويتبرك ([به] قال ابن خلكان كان عبد الله قد غزا فلما انصرف من الغزو وصل إلى هيت فتوفى بها في شهر رمضان (2) سراج الملوك ص21.
(2) ميت، مدينة على الفرات قوق الانبار معجم اليلدان (هيت) والوفيات 34/3 وهي اليوم من انضية محافظة الانبار في العراق.
203
Page 203