فتًى لم تَفُتْهُ خُطّةٌ تجمَعُ التُّقَى ... إلى المجدِ إلاّ ضمّها فَهو رائقُ
فنحنُ بحمْد الله في فضْل مُصْعبٍ ... لنَا صابحٌ من ذِي نَداهُ وغابقُ
ستبلُغُ عنِّي مصعبًا غيرَ باعِدٍ ... مدائحُ تذرُوها الرياحُ الزواعِقُ
جزاءً بآلاءٍ لَهُ إن شكرتُها ... شكرتُ عظيمًا لم تَصِفْه المناطقُ
ألمْ تُلفنِي ذَا خَلّةٍ فاصطنعتنِي ... وأطلقتَ مَالي وهو في الرَّهْنِ غالقُ
وأنقذتني من لُجّة الدَّين بعد مَا ... غرقتُ، وغَاشِى لُجّةِ الدَّيْنِ غارقُ
وأغنيتني عَمَّنْ سِواكَ وأنبتت ... رياحُك رِيشي والنِّجَاء الدوافقُ
وأسبلتَ إسبالَ الربيع وأخْصَبتْ ... رياضُك للجادِينَ والله رازقُ
فأقْسِمُ لا أحْصَى الذي فيك مادحٌ ... بمَدْحٍ ولكنّي جَزُوفٌ مُخَارِقُ
ولا ضنّ نُصْحًا عنك بالغيب مؤمنٌ ... تقيٌّ ولا عاداكَ إلا منافِقُ
ولا خفتُ إلا الكاشحينَ مُلمّةً ... عليك، ولكنّي بذي العرْشِ واثِقُ