Jamhara Rasaa'il al-Arab fi Usur al-Arabiyyah
جمهرة رسائل العرب في عصور العربية
Publisher
المكتبة العلمية
Publisher Location
بيروت - لبنان
Genres
1 / 3
1 / 4
1 / 5
1 / 6
1 / 7
1 / 8
(١) تبدى: أقام بالبادية. (٢) انتجبه: اختاره. (٣) نزر الشئ: ككرم نزرا ونزارة (بالفتح) ونزورة ونزورا (بالضم): قل.
1 / 9
(١) هو المنذر الثالث بن امرئ القيس اللخمى ملك الحيرة، وقد اشتهر بأمه، فقيل له: المنذر ابن ماء السماء (سميت بذلك لحسنها وجمالها، واسمها ماوية) وهو جد النعمان بن المنذر صاحب النابغة الذبيانى، وقد ولى إمارة الحيرة من سنة ٥١٤ إلى سنة ٥٦٣ م ماعدا فترة طرده فيها قباذ ملك الفرس، وقتل فى حربه مع الحرث بن أبى شمر الغسانى يوم أباغ (وأباغ كغراب: موضع بين الكوفة والرقة) وكانت إمارة الحيرة (وهى على ثلاثة أميال من الكوفة على موضع يقال له النجف) يليها المناذرة من قبل ملوك الفرس. ومعنى أنو شروان: صاحب العقل الراجح. (٢) هو الحرث الأعرج بن أبى شمر جبلة الغسانى أحد ملوك الغساسنة، ويلقبه مؤرخو العرب بالأكبر كما ترى، وقد رجعت إلى سلسلة ملوك الغساسنة فى الجدول الذى وضعه الأستاذ برسيفال فى كتابه «العرب قبل الإسلام». فوجدت أن الحرث الملقب بالأكبر هو أبو شمر جبلة، وهو الحرث الرابع الذى ولى من سنة ٤٩٥ إلى سنة ٥٢٩ م، وأن من يلقبه مؤرخو العرب بالأكبر هو ابنه الحرث الأعرج هذا وهو الحرث الخامس الأوسط الذى ولى من سنة ٥٢٩ إلى سنة ٥٧٢ م، ولعلهم لقبوه بالأكبر لقوة سلطانه وعظم شأنه، وكانت إمارة الغساسنة بالشام يليها ملوك غسان من قبل الدولة الرومانية الشرقية، وقد عين الحرث بن أبى شمر من قبل العاهل الرومانى جوستنيان (الذى حكم من سنة ٥٢٧ إلى سنة ٥٦٥ م). قال المسعودى فى مروج الذهب ج ١: ص ٢٩٩ «وكانت ديار ملوك غسان باليرموك والجولان وغيرهما من غوطة دمشق وأعمالها، ومنهم من نزل الأردن من أرض الشام». وقد نشبت بين المناذرة والغساسنة حروب شديدة امتلأت بها كتب التاريخ. (٣) الثغر: الأسنان. ووجه أقمر: مشبه بالقمر. وقال ابن قتيبة «الأقمر: الأبيض الشديد البياض والأنثى قمراء». ووطفاء: وصف من الوطف بالتحريك، وهو كثرة شعر الحاجبين والعينين والأشفار مع استرخاء وطول. وكحلاء: وصف من الكحل بالتحريك، وهو سواد يعلو الجفون خلقة. والدعج بالتحريك والدعجة بالضم: شدة سواد العين مع سعتها. والحور بالتحريك: شدة سواد المقلة فى شدة بياضها فى شدة بياض الجسد. والعين بالتحريك، والعينة بالكسر: عظم سواد العين فى سعة. وقنا الأنف: ارتفاع أعلاه، واحد يداب وسطه، وسبوغ طرفه، وهو أقنى، وهى قنواء. والشمم بالتحريك: ارتفاع قصبة الأنف وحسنها واستواء أعلاها وانتصاب الأرنبة، وهو أشم، وهى شماء. والبرج بالتحريك: تباعد ما بين الحاجبين، وقيل هو سعة العين فى شدة بياض صاحبها، وقيل سعة بياض العين وعظم المقلة وحسن الحدقة، وقيل أن يكون بياض العين محدقا بالسواد كله. والزجج بالتحريك دقة الحاجبين فى طول.
1 / 10
(١) الخد الأسيل: الطويل المسترسل، وفعله ككرم. وفى الطبرى وابن الأثير. «شهية القد» محل قوله «شهية المقبل» والشعر الجثل: الكثير الملتف، وفعله كسمع وكرم، والهامة: الرأس. (٢) بعيدة مهوى القرط: كناية عن طول العنق، قال الشاعر: أكلت دما إن لم أرعك بضرة ... بعيدة مهوى القرط طيبة النشر والعيط محركة: طول العنق والعنط أيضا محركة: طول العنق وحسنه، أو الطول عامة. وكعب الثدى كضرب ونصر: نهد. والمشاش جمع مشاشة: وهى ما أشرف من عظم المنكب. والمعصم: موضع السوار (أو اليد). وسبطة: طويلة. وفى الطبرى وابن الأثير «لطيفة طى البطن». بدل قوله «ضامرة البطن». وخميصة: ضامرة. (٣) الغرث بالتحريك: الجوع، وهو غرثان وهى غرثى. والوشاح بالضم والكسر أديم عريض يرصع بالجوهر تشده المرأة بين عاتقها وكشحيها، ويقولون امرأة غرثى الوشاح: أى خميصة البطن دقيقة الخصر، ووشاح غرثان: لا يملؤه الخصر، فكأنه غرثان. وامرأة رداح: عجزاء، ثقيلة الأوراك، تامة الخلق. والأقبال بالفتح: ما استقبلك من مشرف، جمع قبل بالتحريك. والمعنى: أنها رابية الوركين مشرفتهما، أو هو الإقبال بالكسر: أى ممتلئ ما تقبل به من ساقيها ووركيها. وفى الطبرى وابن الأثير «رداح القبل». والكفل: العجز. واللفاء: الضخمة الفخذين. وريا: ممتلئة، مؤنث ريان. والردف بالكسر: الكفل والعجز، وخص بعضهم به عجيزة المرأة، والجمع أرداف، والروادف: الأعجاز، قال ابن سيده: ولا أدرى أهو جمع ردف نادر أم هو جمع رادفة. والمأكمة وتكسر كافه: لحمة على رأس الورك. ومفعمة: ممتلئة. وأراد بالخلخال المخلخل: أى موضعه من الساق. (٤) القطوف من الدواب: المتقارب الخطو البطئ، وقد يستعمل فى الإنسان، وفعله كضرب. ومكسال الضحى: كناية عن التنعم، وهو كقول امرئ القيس «نئوم الضحى لم تنتطق عن تفضل» والبضة: الرخصة الجسد الرقيقة الجلد الممتلئة. والمتجرد إن كسرت راؤه، فهو الجسم: أى الجسم المتجرد، وإن فتحت فهو مصدر ميمى: أى بضة عند التجرد. (٥) الخنس بالتحريك: تأخر الأنف عن الوجه مع ارتفاع قليل فى الأرنبة، وهو أخنس وهى خنساء. والسفع بالتحريك، والسفعة بالضم: فى الوجه سواد فى خدى المرأة الشاحبة، وفى الطبرى وابن الأثير: «ذليله الأنف، عزيزة النفر» وعليه، فمعنى ذليلة الأنف أنها طيعة سلسة القياد. (٦) الحصينة: العفيفة. والركينة: الرزينة.
1 / 11
(١) امرأة صناع اليدين: ماهرة حاذقة. وقطيعة: مقطوعة، والمعنى أنها تكف لسانها، ليست بكثيرة الكلام ولا ببذيئة. (٢) الرهو: الساكن، والرهو: المكان المنخفض (والمرتفع أيضا)، والمعنى: ساكنة الصوت منخفضته، وفى الطبرى وابن الأثير: «تزين البيت» محل قوله «تزين الولى». (٣) حملق: فتح عينيه ونظر شديدا، والمراد تحملق لبعلها. (٤) كذا فى الأغانى، وفى الشعر والشعراء أيضا؛ وفى مجمع الأمثال «عبد المسيح بن جرير». (٥) هو عمرو بن المنذر بن ماء السماء، آل إليه الملك بعد قتل أبيه فى يوم عين أباغ، ويعرف باسم أمه هند بنت الحارث بن عمرو عمة امرئ القيس بن حجر بن الحارث (الشاعر المشهور)، وكان يلقب بمضرط الحجارة لشدته وقسوته، وقد ولى إمارة الحيرة من سنة ٥٦٣ إلى سنة ٥٧٨ م.
1 / 12
(١) كانت قريش قبل البعثة تكتب فى أول كتبها «باسمك اللهم». وقد روى الرواة فى تعليل ذلك قصة سنوردها على علاتها، وللقارئ حكمه عليها، وهى: «ذكر جماعة من أهل المعرفة بأيام الناس، وأخبار من سلف، كابن دأب والهيثم بن عدى وأبى مخنف لوط بن يحيى ومحمد بن السائب الكلبى: أن السبب فى كتابة قريش واستفتاحها فى أوائل كتبها باسمك اللهم هو أن أمية بن أبى الصلت الثقفى خرج إلى الشام فى نفر من ثقيف وقريش فى عير لهم، فلما قفلوا راجعين نزلوا منزلا واجتمعوا لعشائهم، إذ أقبلت حية صغيرة حتى دنت منهم، فحصبها بعضهم بحجر فى وجهها فرجعت، فشدوا على إبلهم وارتحلوا من منزلهم، فلما برزوا عن المنزل أشرفت عليهم عجوز من كثيب رمل متوكئة على عصا لها، فقالت: ما منعكم أن تطعموا رحيمة، (وفى رواية: رحيبة، وفى أخرى: رجيمة) الجارية اليتيمة التى جاءتكم عشية؟ قالوا: ومن أنت؛ قالت: أم العوام، أرملت منذ أعوام، أما ورب العباد، لتفترقن فى البلاد ثم ضربت بعصاها الأرض، وأثارت بها الرمل، وقالت: أطيلى إيابهم، ونفرى ركابهم. فوثبت الإبل كأن على ذروة كل بعير منها شيطانا، ما يملكون منها شيئا، حتى افترقت فى البوادى، فجمعوها من آخر النهار إلى غدوة، فلما أناخوا الرواحل طلعت عليهم العجوز وفعلت مثل فعلتها الأولى، فتفرقت الإبل، قحمعوها من غد فلما أناخوها ليرحلوها فعلت العجوز مثل فعلها فى اليوم الأول والثانى، فنفرت الإبل، وأمسوا فى ليلة مقمرة ويئسوا من ظهورهم، فقالوا لأمية بن أبى الصلت: أين ما كنت تخبر نابه عن نفسك وعلمك؟ فقال: اذهبوا أنتم فى طلب الإبل ودعونى، فتوجه إلى ذلك الكثيب الذى كانت تأتى منه العجوز حتى هبط من ثنيته الأخرى، ثم صعد كثيبا آخر حتى هبط منه، ثم رفعت له كنيسة فيها قناديل، فإذا رجل مضطجع معترض على بابها، وإذا رجل جالس أبيض الرأس واللحية، قال أمية: فلما وقفت عليه، رفع رأسه إلى وقال: إنك لمتبوع؟ قلت: أجل! قال: فمن أين يأتيك صاحبك؟ قلت: من أذنى اليسرى، قال: فبأى الثياب يأمرك؟ قلت: بالسواد، قال: هذا خطيب الجن، كدت والله أن تكونه ولم تفعل! إن صاحب النبوة يأتيه صاحبه من قبل أذنه اليمنى، فيأمره بلباس البياض، فما حاجتك؟ فحدثته حديث العجوز، فقال: صدقت، وليست بصادقة، وهى امرأة يهودية، هلك زوجها منذ أعوام وإنها لن تزال تفعل بكم ذلك حتى تهلككم إن استطاعت، قال أمية: قلت فما الحيلة؟ قال: اجمعوا ظهوركم، فإذا جاءتكم وفعلت ما كانت تفعل، فقولوا لها: سبعا من فوق وسبعا من أسفل: باسمك اللهم». فإنها لن تضركم، فرجع أمية إلى أصحابه فأخبرهم بما قيل له، وجاءتهم العجوز ففعلت كما كانت تفعل، فقالوا: سبعا من فوق وسبعا من أسفل «باسمك اللهم» فلم تضرهم، فلما رأت الإبل لا تتحرك قالت: قد علمكم صاحبكم، ليبيضن الله أعلاه، وليسودن أسفله! وثاروا، فلما أدركهم الصبح نظروا إلى أمية قد برص فى عذاريه ورقبته وصدره واسود أسفله، فلما قدموا مكة ذكروا هذا الحديث، فكتبت قريش فى أول كتبها «باسمك اللهم». فكان أول ما كتبها أهل مكة، وفى رواية: وكان أمية أول من كتب «باسمك اللهم» إلى أن جاء الإسلام فكتب «بسم الله الرحمن الرحيم». انظر مروج الذهب ج ١: ص ٤٢. والأعانى ج ٣: ص ١٨١. وصبح الأعشى ج ٦: ص ٢١٧.
1 / 13
(١) هو الحرث السادس الأصغر بن الحرث الخامس الأعرج بن أبى شمر الغسانى ولى من سنة ٥٧٢ إلى سنة ٥٨٧ م، ومارية أمه، وهى مارية بنت ظالم بن وهب الكندى، قال حسان بن ثابت: أولاد جفنة حول قبر أبيهم ... قبر ابن مارية الكريم المفضل وكان لها قرطان فيهما درتان كبيضتى الحمام لم ير الناس مثلهما، وبهما ضرب المثل فقيل: «خذه ولو بقرطى مارية» يضرب فى الشئ الثمين: أى لا يفوتنك بأى ثمن يكون. (٢) الفعال: اسم الفعل الحسن، والكرم (أو يكون فى الخير والشر). (٣) الحباء: العطاء. (٤) من أمثال العرب «جزاء سنمار»: أى جزائى جزاء سنمار، وهو رجل رومى بنى قصر الخورنق بظهر الحيرة للنعمان بن امرئ القيس فلما فرغ منه ألقاه من أعلاه فخر ميتا، وإنما فعل ذلك لئلا يبنى مثله لغيره، فضربت العرب به المثل لمن يجزى بالإحسان الإساءة، وورد فى تاريخ الطبرى ج ٢: ص ٧٢ «أنه لما مات امرؤ القيس البدء بن عمرو بن امرئ القيس بن عمرو بن عدى فى عهد يزدجرد ملك الفرس، استخلف يزدجرد مكانه ابنه النعمان بن امرئ القيس، قال وهو صاحب الخورنق، وكان سبب بنائه الخورنق فيما ذكر أن يزدجرد كان لا يبقى له ولد، فسأل عن منزل برى مرئ صحيح من الأدواء والأسقام، فدل على ظهر الحيرة، فدفع ابنه بهرام جور إلى النعمان هذا، وأمره ببناء الخورنق مسكنا له وأنزله إياه، وأمره باخراجه إلى بوادى العرب، وكان الذى بنى الخورنق رجلا يقال له سنمار، فلما فرغ من بنائه تعجبوا من حسنه وإتقان عمله، فقال: لو علمت أنكم توفوننى أجرى وتصنعون بى-
1 / 14
- ما أنا أهله بنيته بناء يدور مع الشمس حيثما دارت، فقال: وإنك لتقدر على أن تبنى ما هو أفضل منه ثم لم تبنه! فأمر به فطرح من رأس الخورنق». وقال الميدانى فى مجمع الأمثال ج ١: ص ١٠٧ «ويقال إن سنمار هو الذى بنى أطم أحيحة بن الجلاح (والأطم بضمة وضمتين: القصر)، فلما فرغ منه قال له أحيحة: لقد أحكمته، قال: إنى لأعرف فيه حجرا لو نزع لتقوض من عند آخره (كذا) فسأله عن الحجر فأراه موصعه، فدفعه أحيحة من الأطم فخر ميتا» وأورد صاحب القاموس هذا الخبر، وقال كان سنمار غلاما لأحيحة. (١) الحجة: السنة. والقرمد بالفتح والقرميد بالكسر: الآجر، وحجارة لها خروق يوقد عليها حتى إذا نضجت بنى بها، قال ابن دريد: هو رومى تكلمت به العرب قديما. والسكب: النحاس أو الرصاص ويحرك. والعلل بالتحريك: الشرب بعد الشرب تباعا، عله يعله كضرب ونصر، وعل الضارب المضروب: إذا تابع عليه الضرب، ومعنى يعل عليه هنا: يتابع رفع البنيان ويواليه، وربما كان الأصل «يعلى». (٢) سحق النخل ككرم: طال، ونخلة سحوق كصبور: طويلة (وسمق النخل أيضا كنصر سمقا وسموقا: ارتفع وعلا وطال، فهو سامق وسميق) وآض: صار. والطود: الجبل العظيم والباذخ: العالى. والصعب: أى الصعب المرتقى. (٣) أتهم الرجل وأتهمه وأو همه: أدخل عليه التهمة أى ما يتهم عليه. والحرس: وقت من الدهر. والحقبة: مدة من الدهر أيضا. ويقال: فلان يهد بالبناء للمجهول: إذا أثنى عليه بالجلد والقوة. ويقال: لهد الرجل (برفع الرجل) أى ما أجلده، وفى الأصل «وقد هره» وهو تحريف (وهره: كرهه) وربما كان «وقد هزه» من هز الحادى الإبل: أى نشطها بحدائه، والمعنى: أثنوا عليه. (٤) الحبرة: السرور. (٥) العلج: الرجل الشديد الضخم، والعلج: الرجل من كفار العجم، والمراد به هنا سنمار وهو رومى كما تقدم لك. والخطب: الشأن والأمر. (٦) ابن جفنة: يعنى به الحرث الأصغر المذكور، وجفنة أحد أجداده، وهو جفنة الأول بن عمرو مزيقياء أول ملوك الغساسنة؛ ولى من سنة ٢٠٥ إلى سنة ٢٤٨ م. وآلى: أقسم. (٧) عقر الدار بالضم ويفتح وسطها. وتحلل من يمينه: إذا خرج منها بكفارة. وأبيت اللعن: من تحايا الملوك فى الجاهلية والدعاء لهم، معناه: أبيت أن تأتى من الأمور ما تلعن عليه وتذم بسببه. والمزبى المزعج، جاء فى اللسان: «... فقلت له كلمة أزبيه بها: أى أزعجه وأقلقه، من قولهم أزبيت الشئ إذا حملته، ويقال فيه زبيته، لأن الشئ إذا حمل أزعج وأزبل عن مكانه».
1 / 15
(١) الأكم كسبب، وعنق، وأجبل، وجبال، وأجبال جمع أكمة كرقبة: وهى دون الجبل. والصهب جمع أصهب، والأصهب من الإبل: الذى يخالط بياضه حمرة. (٢) ولى من سنة ٥٨٢ إلى سنة ٥٨٥ م، قيل إنه قتل يوم مرج حليمة فى حربه مع الحرث الأعرج الغسانى، وكان قد سار إليه للطلب بثأر أبيه عنده، وقيل إنه لم يقتل، وولى ابنه النعمان بن المنذر من سنة ٥٨٥ إلى سنة ٦١٣ م، وكسرى أبرويز هو الذى كتب إليه رسول الله ﷺ يدعوه إلى الإسلام، قال الزرقانى فى شرحه على المواهب ج ٣: ص ٣٨٩ «بفتح الواو وكسرها، ومعناه بالعربية المظفر». (٣) كان قابوس بن المنذر الأكبر (عم النعمان) بعث إلى كسرى أبرويز بن هرمز بعدى بن زيد وإخوته فكانوا من تراجمته، وكان عدى شاعرا خطيبا، وقد قرأ كتب العرب والفرس، والعبادى نسبة إلى العباد بالكسر: وهم قوم من قبائل شتى من بطون العرب اجتمعوا على النصرانية بالحيرة، فأنفوا أن يتسموا بالعبيد وقالوا نحن العباد. (٤) كان المنذر بن المنذر لما ملك جعل ابنه النعمان فى حجر عدى بن زيد فهم الذين أرضعوه وربوه وكان للمنذر ثلاثة عشر ولدا، وكان يقال لهم الأشاهب من جمالهم، وكان النعمان من بينهم أحمر أبرش قصيرا، فلما مات المنذر دعا كسرى عدى بن زيد، فقال له: من بقى من آل المنذر، وهل فيهم أحد فيه خير؟ قال: نعم، إن فى ولد المنذر لبقية، وفيهم كلهم خير، قال: ابعث إليهم. فكتب فيهم، فقدموا عليه، فأنزلهم على عدى بن زيد، فقال عدى للنعمان: لست أملك غيرك، فلا يوحشنك ما أفضل به إخوتك عليك من الكرامة، فإنى إنما أغترهم بذلك، ثم كان يفضل إخوته جميعا عليه فى النزل والإكرام والملازمة ويريهم تنقصا للنعمان، وجعل يخلو بهم رجلا رجلا، فيقول لهم: إن سالكم الملك: أتكفوننى العرب؟ فقولوا: نكفيكهم إلا النعمان، وقال للنعمان: إن يسألك الملك عن إخوتك، فقل له: إن عجزت عنهم فأنا عن غيرهم أعجز. وفى رواية الأغانى: (وجعل يخلو بهم رجلا رجلا: فيقول: إذا أدخلتكم على المك، فقال لكم: أتكفوننى العرب فقولوا: نعم! فإذا قال لكم: فإن شذ أحدكم عن الطاعة وأفسد، أتكفوننيه فقولوا: لا، إن بعضنا لا يقدر على بعض، ليهابكم ولا يطمع فى تفرقكم، ويعلم أن للعرب منعة وبأسا، -
1 / 16
- فقبلوا منه، وخلا بالنعمان فقال له: إذا سألك هل تكفينى العرب؟ فقل نعم! فإذا قال لك: فمن لى بإخوتك فقل له: إن عجزت عنهم فإنى عن غيرهم لأعجز!) ففعلوا جميعا ما أمرهم به عدى، فملك كسرى النعمان وكساه وألبسه تاجا. (١) أورد صاحب الأغانى فى هذا الخبر عدة مختارات من قصائد مطولة قالها فى سجنه، ثم عقب عليها بقوله: «هذه رواية الكلبى فى قصائد كثيرة كان يقولها فيه، ويكتب بها إليه، فلا تغنى عنده شيئا» فارجع إليها إن شئت. (٢) هذا البيت دخله الخرم. (٣) فى الطبرى «كنت به والها». (٤) ورد هذا البيت فى الأغانى والطبرى: فلا أعرفنك كدأب الغلا ... م ما لم يجد عارما يعترم وهو تحريف، والصواب ما ذكرنا، والتصحيح عن لسان العرب، وإليك ما جاء فيه «عرم الصبى» أمه (كنصر): زضعها، واعترم ثديها: مصه، واعترمت هى: تبغت من يعرمها. قال: ولا تلفين كأم الغلا ... م إن لم تجد عارما تعترم يقول: إن لم تجد من ترضعه درت هى، فحلبت ثديها، وربما رضعته ثم مجته من فيها. وقال ابن الأعرابى: إنما يقال هذا للمتكلف ما ليس من شأنه، أراد بذات الغلام: الأم المرضع إن لم تجد من يمص ثديها مصته هى، قال الأزهرى: ومعناه لا تكن كمن يهجو نفسه إذا لم يجد من يهجوه». وعلق عليه مصححه، فقال: «قوله: أراد بذات الغلام ... الخ» هذه عبارة الأزهرى لإنشاده له: «كذات الغلام» وأنشده فى المحكم: «كأم الغلام. (٥) فى الأغانى: «تنم ليلة».
1 / 17
(١) الألف: الرجل الثقيل البطئ، واللفف فى الكلام (بالتحريك) ثقل وعى مع ضعف، رجل ألف: أى عيى بطئ الكلام إذا تكلم ملأ لسانه فمه، وفى الأغانى: «باغ»، وهو تصحيف. (٢) جأى الشئ كسعى جأبا وجأوا: ستره وغطاه، وكتيبة جأواء: بينة الجأى، وهى التى يعلوها لون البسواد لكثرة الدروع. والطحون: الكتيبة ذات الشوكة والكثرة تطحن ما لقيت. (٣) الرز: الصوت تسمعه من بعيد أو أغم، أو صوت الرعد. مجتابة: أى مقتحمة مخترقة، جاب واجتاب قطع وخرق. والغمرة: الشدة. والسربال: الدرع، أو كل ما لبس. وكف الثوب: خاط حاشيته، وهى الخياطة الثانية بعد الشل، ومنه قولهم: «عيبة مكفوفة»: أى مسرجة مشدودة على ما فيها، وستاتى فى كتاب صلح الحديبية. (٤) حميت النار كرضى حما وحموا: اشتد حرها. واستضاف: استغاث. (٥) التلاد والتليد والتالد والمتلد: المال القديم الأصلى الذى ولد عندك. والطارف والطريف: المال المستحدث. (٦) هاله الأمر. أفزعه، وفى الأغانى: «بعد بها». (٧) فى الطبرى «والتعريف» وأراه محرفا، والصواب «والتعنيف» كما فى الأغانى. والمعنى: ليس تجدى تعنيفنا الزمان ولومنا إياه وعتبنا عليه فيما رمانا به من خطوبه وملماته، وهو كقول القائل: أخلاى لو غير الحمام أصابكم ... عتبت، ولكن ما على الدهر معتب أو عز بمعنى غلب (عزه كمده: غلبه) والتعنيف بمعنى الإيلام، أى غلبنا الزمان على أمرنا وقهرنا بمؤلماته وفواجعه. (٨) إلفا حال من فاعل تفتنى. وفجوعا مبالغة من فاجع. لا يعقبك. لا يخلفك. والخريف: المطر فى فصل الخريف. وأول المطر فى أول الشتاء. وصاب المطر صوبا: نزل، وكنى بصوب الخريف عن-
1 / 18
الخير والنعمة، والمعنى: إن تذهب عنى وتفجعنى ببعدك، فإن ما ألقاه بعدك من نعمة- وإن جلت- لن تكون خلفا عنك، ولن أرى فيها بديلا منك، وفى الأغانى: «إن يعنى والله إلف فجوع لا يعنيك ...»، وهو تحريف. (١) الأسوف والأسيف: الحزين. (٢) الشروى: المثل. (٣) وذلك أن أبيا كان قد تقدم إلى رسول كسرى ورشاه وأمره أن يبدأ بعدى، وقال له: ادخل عليه فانظر ما يأمرك به، فدخل الرسول على عدى، فقال: إنى قد جئت بارسالك، فما عندك؟ قال: عندى الذى تحب، ووعده عدة سنية، وقال له لا تخرجن من عندى، وأعطنى الكتاب حتى أرسله إليه، فإنك والله إن خرجت من عندى لأقتلن، فقال: لا أستطيع إلا أن آتى الملك بالكتاب فأوصله إليه، فانطلق بعض من كان هناك من أعدائه، فأخبر النعمان أن رسول كسرى قد دخل على عدى وهو ذاهب به، وإن فعل لم يستبق منا أحدا أنت ولا غيرك، فبعث إليه النعمان أعداءه فغموه حتى مات ثم دفنوه ودخل الرسول على النعمان بالكتاب، فقال: نعم وكرامة، وأمر له بأربعة آلاف مثقال ذهبا وجارية حسناء، وقال له إذا أصبحت فادخل عليه فأخرجه أنت بنفسك، فلما أصبح ركب فدخل السجن، فأعلمه الحارس أنه قد مات منذ أيام، فلم نجترئ على أن نخبر الملك للفرق منه وقد علمنا كراهته لموته. فرجع إلى النعمان فقال: إنى قد دخلت عليه وهو حى! فقال له النعمان، أيبعث بك الملك إلى فتدخل إليه قبلى؟ كذبت! ولكنك أردت الرشوة والخبث، فتهدده ثم زاده جائزة وأكرمه، واستوثق منه ألا يخبر كسرى إلا أنه قد مات قبل أن يقدم عليه، فرجع الرسول إلى كسرى فقال: إنه قد مات قبل أن أدخل عليه.
1 / 19
(١) هجنه: قبحه. (٢) بعث إلى أكثم بن صيفى وحاجب بن زرارة التميميين. وإلى الحرث ابن عباد، وقيس بن مسعود البكريين. وإلى خالد بن جعفر، وعلقمة بن علاثة، وعامر بن الطفيل العامريين. وإلى عمرو بن الشريد السلمى. وإلى عمرو بن معد يكرب الزبيدى. والحرث بن ظالم المرى. وقد أتيت على خطبهم، وما رد به كسرى عليهم فى كتابى «جمهرة خطب العرب ج ١: ص ١٥».
1 / 20
(١) ركح الدار: ساحتها وفناؤها.
1 / 21
(١) رجل حمس كفرح وحميس وأحمس: شجاع، وفى الأصل: «والخميس» وهو تصحيف. «والخميس: الجيش، لأنه خمس فرق: المقدمة والقلب والميمنة والميسرة والساقة». (٢) هويه كرضيه: أحبه والحسيس والحس (بالكسر) الصوت. (٣) أى أبطح مكة، والأبطح والبطحاء: بطن الوادى- مسيل واسع فيه دقاق الحصى. (٤) الحجر: حجر الكعبة، وهو ما حواه الحطيم المدار بالكعبة من جانب الشمال. (٥) البنية: الكعبة. (٦) ورد فى الطبرى بعد ذلك: «قال محمد بن أبى بكر الأنصارى، فحدثت بهذا الحديث موسى ابن عيسى، فقال: يا بن أبى بكر، هذا شئ ترويه الأنصار تقربا إلينا إذ صير الله الدولة فينا، عبد المطلب كان أعز فى قومه من أن يحتاج إلى أن يركب بنو النجار من المدينة إليه. قلت: أصلح الله الأمير، قد احتاج إلى نصرهم من كان خيرا من عبد المطلب قال: وكان متوكئا فجلس مغضبا وقال: من خير من عبد المطلب؟ قلت: محمد رسول الله ﷺ، قال: صدقت وعاد إلى مكانه وقال لبنيه: اكتبوا هذا الحديث من ابن أبى بكر». (٧) الحلف: العهد بين القوم، والصداقة. (٨) وذلك أن رسول الله ﷺ لما عقد مع قريش صلح الحديبية (سنة ٦ هـ) كان من شروط الصلح وضع الحرب عن الناس عشر سنين، وأنه من أحب أن يدخل فى عقد محمد وعهده دخل-
1 / 22